اكتشاف الجسيمات الشبحية .. تعمل الصين على بناء أكبر تلسكوب تحت سطح المحيط

طبقًا لموقع livescience، تعمل الصين على بناء أكبر كاشف للجسيمات الشبحية في العالم، المُسمى باسم تلسكوب النيوترينو العميق المداري (TRIDENT)، ويقع على عمق 11,500 قدم تحت البحر، وهذا المشروع المعروف باسم جرس المحيط سوف يُثبت في قاع المحيط الهادئ ويهدف إلى اكتشاف وميض نادر من الضوء ينتج عن النيوتربوهات الشبحية عندما تظهر لفترة وجيزة في أعماق المحيط.

تُعد النيوترينوهات neutrinos التي تعرف باسم جسيمات الشبح كائنات غامضة تمر من خلال كل سم مربع من أجسامنا بمعدل يصل إلى 100 مليار في الثانية، وشحنتها الكهربائية غير الموجودة وكتلتها التي تقترب من الصفر تجعلها كائنات صعبة المرور، إذ تتفاعل نادرًا مع ما يحيط بها، ومع ذلك من خلال إبطاء سرعتها يمكن للعلماء تتبع أصلها إلى مليارات السنين الضوئية من الانفجارات النجمية والاصطدامات المجرية.

يستخدم التلسكوب الأرض كدرع، إذ يكتشف هذه الجسيمات التي تخترق من الجانب المعاكس للكوكب، وقرب التلسكوب من خط الاستواء سيسمح له بتلقي النيوترينوهات من جميع الاتجاهات مما يضمن المراقبة من جميع الجهات، وتعد النيوترينوهات وفيرة إذ تحتل المرتبة الثانية من حيث الوفرة بعد الفوتونات ولها مصادر متعددة بما في ذلك التفاعلات النووية للنجوم والانفجارات الضخمة والأشعة الكونية والتحلل الإشعاعي ومسرعات الجسيمات البشرية، وعلى الرغم من وفرتها إلا أنه من الصعب جدًا اكتشافها.

هذا التلسكوب يمتلك أكثر من 24 ألف حساس بصري موزع على 1,211 سلسلة، يمتد كل منها لمسافة 2,300 قدم، وسيغطي مساحة قطرها 2.5 ميل وسوف يمسح النيوترينوهات عبر 1.7 ميل مكعب، وبالمقارنة فإن أكبر كاشف حالي يراقب فقط 0.24 ميل مكعب، وهذا الكاشف الجديد سيقدم حساسية لا مثيل لها.

هذا المشروع يمثل قفزة هائلة في البحث عن جسيمات الشبح، ومع بدء المشروع في 2026 من المتوقع أن يعمل الكاشف بالكامل بحلول 2030، والهدف هو إعادة تعريف حدود أداة تلسكوب النيوترينو، وفك ألغاز الكون.