الإمارات العربية المتحدة: 52% من الموظفين يفضلون زملاء الذكاء الاصطناعي على البشر!

نصف العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو بنسبة 52%، يفضلون العمل مع "زميل" يعتمد على الذكاء الاصطناعي بدلاً من زميل بشري، حيث يثقون بقدرتهم على التكيف بشكل جيد مع الزيادة الكبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل.

يستند هذا الاكتشاف إلى أحدث تقرير من شركة أوليفر وايمان للاستشارات الإدارية العالمية، الذي كشف عن مدى تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي للشركات والمجتمعات في دول مجلس التعاون الخليجي. فوفقًا للتقرير، "قد يؤثر الذكاء الاصطناعي على الاحتفاظ بالموظفين، حيث يبدو أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في مكان العمل يغير من سلوك الموظفين".

يبلغ نسبة 25% من موظفي الإمارات الذين يبحثون عن عمل بسبب اضطرابات الذكاء الاصطناعي. كما كشف البحث أن الموظفين منفتحون على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة عند تغيير الوظائف، حيث قال 41 في المئة من المستجيبين في الإمارات إنهم منفتحون على فحص الذكاء الاصطناعي لطلبات وظائفهم، مما يشير إلى تحولات محتملة في مستقبل التوظيف.

تعتبر الإمارات من بين الدول الرائدة عالميًا في نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي مع 74% من موظفي الإمارات الذين يقولون إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مكان العمل كل أسبوع. الذكاء الاصطناعي التوليدي أو تعلم الآلة هي خوارزميات مثل ChatGPT التي يمكن استخدامها لإنشاء محتوى جديد، بما في ذلك الصوتيات، الكود، الصور، النصوص، المحاكاة، والفيديوهات.

كما تتجاوز الدولة المعدل العالمي للموظفين الذين يتلقون تدريبًا في الذكاء الاصطناعي. سجلت الإمارات 84 في المئة، مقارنة بـ 64% في 16 دولة أخرى شملها التقرير. ومع ذلك، طمأن عالم الذكاء الاصطناعي الرئيسي في ميتا، أن الخوف من استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر لن يحدث في أي وقت قريب.

تحدث الدكتور يان لوكون، نائب الرئيس وعالم الذكاء الاصطناعي الرئيسي في ميتا، يوم الثلاثاء، في اليوم الثاني من قمة الحكومات العالمية 2024 في دبي، قائلاً: "لن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في إدارة وتحليل وقيادة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف القطاعات التجارية في أي وقت قريب".

وأوضح لوكون، الحائز على جائزة تورينج، أن خبراء وعلماء الذكاء الاصطناعي ما زالوا بحاجة إلى الكثير من الوقت لتطوير إعدادات فنية تضاهي العقل البشري. وأضاف لوكون: "تفتقر أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى القدرات الإدارية أو التخطيطية التي يمتلكها العقل البشري، فضلاً عن السرعة أو الدقة الزمنية لتحليل وإدارة القضايا المعقدة. "قدرات هذا الذكاء الاصطناعي المعرفية أقل تطورًا من تلك التي لدى القطط والكلاب. إنه بعيد جدًا عن الوصول إلى الإدراك والذكاء البشري"، كما أضاف.

أكد الدكتور يان لوكون على ضرورة أن تركز المرحلة القادمة في تطور الذكاء الاصطناعي على تطوير أنظمة تتميز بأعلى مستويات الأمان والكفاءة. وأوضح أن هذه الأنظمة يجب أن تكون قادرة على المشاركة بفعالية في تشغيل وتحسين ورفع كفاءة الأجهزة الأكثر استخدامًا عالميًا، مثل الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، بالإضافة إلى وسائل النقل المتنوعة.

هذا التوجه يتماشى مع النتائج التي توصل إليها تقرير شركة أوليفر وايمان، الذي أشار إلى أن نسبة كبيرة من الموظفين في الإمارات، وصلت إلى 94% ممن يستخدمون الذكاء الاصطناعي، أبلغوا عن احتمالية تعرض بياناتهم الخاصة للكشف خلال استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي العامة.

وأشار التقرير إلى المخاطر الأساسية المرتبطة باستخدام أدوات مثل ChatGPT، والتي تتضمن قضايا تتعلق بالخصوصية والسرية والاحتيال الإلكتروني. يُحذر الخبراء من أن أي معلومات تُدخل في هذه الأنظمة قد تصبح جزءًا من مجموعة بياناتها التدريبية إذا لم يتم تعطيل سجل الدردشة.

جاد حداد، رئيس قسم IMEA الرقمي في شركة أوليفر وايمان، شدد على أهمية أن يظل أصحاب العمل على اطلاع بالتطورات التكنولوجية وفهم تأثيراتها الدقيقة على أعمالهم. وأكد على ضرورة دمج التكنولوجيا بشكل فعال في العمليات والممارسات الخاصة بهم، مع الإشارة إلى أن الاستخدام غير المدروس للذكاء الاصطناعي من قبل الموظفين دون التدريب المناسب قد ينطوي على مخاطر جسيمة، خصوصًا فيما يتعلق بالأمان.

تم إجراء استطلاع الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل شركة أوليفر وايمان في الفترة بين أكتوبر ونوفمبر 2023، حيث شمل الاستطلاع أكثر من 12000 موظف في 16 دولة.