السرطان الناسك يرتدي القمامة البلاستيكية بدلاً من الأصداف الطبيعية!

تفاجئ العلماء بظاهرة فريدة ومأساوية حيث اكتشفوا أن السرطان الناسك "Hermit crabs" في جميع أنحاء العالم، الذي يبحث عن الأصداف كدروع لأجسامه، أصبح يعتمد بشكل متزايد على نفايات البلاستيك بدلاً من الأصداف الطبيعية. هذا الاستنتاج مستند إلى تحليل صور التقطها عشاق الطبيعة ونشروها عبر الإنترنت.

وبحسب دراسة نُشرت في مجلة "Science of the Total Environment"، اكتشف باحثون أن نحو ثلثي أنواع السرطان الناسك يظهر في الصور بأصداف "اصطناعية" - أي أنها عبارة عن قطع يتخلص منها البشر.

وقد اعتمد الباحثون على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع مشاركة الصور لجمع البيانات، حيث قالت الباحثة مارتا شولكين، عالمة البيئة الحضرية من جامعة وارسو: "لقد لاحظنا شيئًا غير عادي تمامًا." وأوضحت: "بدلاً من أن يتزينوا بقوقعة حلزون جميلة، وهو ما اعتدنا على رؤيته، يكون لديهم غطاء بلاستيكي أحمر على ظهورهم أو قطعة من المصباح الكهربائي".

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة وارسو وجامعة بوزنان تكشف عن ظاهرة عالمية لاستخدام السرطان الناسك البري الأصداف الاصطناعية، وتثير الدراسة أسئلة جديدة حول تأثير هذه المواد على تطور هذه الكائنات وتفاعلها مع البيئة البلاستيكية. وما زال غموض يكتنف ما إذا كانت هذه المواد تسبب أذىً أم تكون ذات فائدة لهذه القشريات الهشة.

وقالت الباحثة شولكين: إننا لا نعرف حاليًا ما إذا كانت هذه الأصداف الاصطناعية ستؤثر على تطور السرطان وما إذا كانت ستسبب صراعات بينهم. وتُشير إلى أن الأصداف الطبيعية تتناقص، ومن المحتمل أن يكون البديل الاصطناعي أكثر سهولة للعثور عليه، وربما تساعد الأصداف البلاستيكية الأخف وزنًا السرطانات الأصغر في النجاة بسبب خفة تلك الأصداف.

ومن جهة أخرى، يرى بروفيسور مارك ميودونيك من جامعة لندن درسًا للبشر في هذه الصور، قائلًا: "مثل السرطان الناسك، يجب أن نعيد استخدام البلاستيك بدلاً من التخلص منه." ففي هذه الصور الرمزية للتحولات في البيئة، يظهر لنا مصير السرطان الناسك وتفاعله مع البيئة البلاستيكية، وكيف يمكن للاستهلاك البشري أن يؤثر على تطور الحياة البرية.

ومن الجدير بالذكر أنه وفقًا لدراسة حديثة حول التلوث بالبلاستيك، يُقدر وجود ما لا يقل عن 171 تريليون قطعة بلاستيك في محيطاتنا، وقد حذر الخبراء من أن هذا العدد قد يتضاعف تقريبًا ثلاث مرات بحلول عام 2040 إذا لم يتم اتخاذ إجراء. ومع ذلك، هناك أمل في أن يشهد عام 2024 توقيع الدول على معاهدة عالمية متوقعة لإنهاء مشكلة التلوث بالبلاستيك.