“تخطى فيلمها المليار دولار”.. كيف تقدم غريتا غيرويغ رؤية مغايرة لصانعات السينما بالعالم؟
4 د
في عالم يسيطر عليه الرجال يصعب على المرأة صنع نفسها وإثبات مهاراتها ومواهبها، لا شك أن عالم الفن السابع هو جزء من ذلك العالم، قليلات هن النساء اللواتي لمع نجمهن في هذا العالم في فئات أخرى غير التمثيل والغناء والذي يحتاج الكثير والكثير من التعب والإرهاق والضغط كي تظل الممثلة أو المغنية ملائمة للمعايير التي وضعها الرجال.
هذا العام تحولت مخرجة فيلم "باربي" غريتا غيرويغ إلى أسطورة نسائية حقيقية، لم تكتف غريتا بالمخاطرة بإخراج فيلم عن لعبة أطفال بل استطاعت بفيلمها الرائع هذا الصمود أمام منافسة لا تهاون فيها أمام واحد من عمالقة السينما المخرج الأسطوري كريستوفر نولان وفيلمه الرائع "أوبنهايمر".
إن غريتا غيرويغ ليست بالمخرجة المبتدئة وقطعاً ليست بوليدة الأمس إنها امرأة ذكية مبدعة استطاعت أسر اهتمام الجمهور والنقاد بالأفلام التي قدمتها خاصة التحفتين الرائعتين ladybird و Little women بنسخة حديثة أغرم فيها كل من قرأ الرواية الرائعة، لكن "باربي" كان شيئاً مختلفاً تماماً جعل غريتا تدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
غريتا غيرويغ تخترق تاريخ هوليوود
منذ انطلاقة أول تريلر لفيلم "باربي" استطاع لفت الأنظار وإثارة الحماس في قلوب المشاهدين الذين توقعوا كل شيء إلا أن يغرموا بفيلم يخص شخصية باربي لعبة الفتيات الصغيرات.
لقد جعل باربي غريتا غيرويغ تدخل التاريخ كأول مخرجة أنثى تتجاوز أرباح فيلمها حاجز المليار دولار في شباك التذاكر العالمي والذي لا يزال ومنذ ثلاثة أسابيع الرقم واحد في صالات السينما ولا يبدو أنه سيغادر هذه المرتبة في أي وقت قريب.
حقق فيلم باربي في أميركا مع نهاية هذا الأسبوع أرباحاً تقدر بـ 500 مليون دولار فيما حقق في شباك التذاكر العالمي أرباحاً تقدر بـ 1.113 مليار دولار ومن المتوقع أن تتزايد الأرباح نهاية الأسبوع القادم ذلك أن الجميع كما يبدو مغرم حقاً بباربي.
فيلم "باربي" يأخذنا في رحلة مثيرة ومشوقة إلى عالم باربي المشهور، حيث تعيش البطلة باربي أزمة تُجبرها على تساؤلات حول عالمها ووجودها.
تنقلب حياة باربي رأساً على عقب عندما تواجه أزمةً غامضة تهز عالمها الوردي اللامع. تصبح الشكوك تسيطر على عقلها، فهل هي مجرد دمية باربي في عالم خيالي مصمم للتسلية؟ أم أنها تمتلك هوية ووجود حقيقي خارج هذا العالم الوردي المُثالي؟
لطالما تميزت غريتا غيرويغ عن غيرها من المخرجات ببراعتها في سرد الحبكة دون المخاطرة بإثارة ملل المشاهد مهما كان الفيلم طويلاً.
كما أنها ومع باربي استطاعت توضيح معاناة النساء في ظل نظام أبوي ظالم بطريقة سلسلة طفولية مميزة موجهة لكافة الأفراد طبعاً دون الاستعانة بتقنيات الـ CGI في تصوير باربي لاند على عكس السائد في هوليوود هذه الأيام بل أصرت على بناء موقع تصوير مثالي يجسد أحلام باربي كما ينبغي أن يكون، كل هذه الأسباب جعلت من باربي فيلماً لا مثيل له.
لقد حققت غريتا إنجازاً أسطورياً دون شك، الأمر لا يتعلق بتحطيم حاجز المليار دولار فقط بل المدة الزمنية القياسية التي لم تبلغ شهراً حتى الآن والتي تجاوز فيها الفيلم هذا الرقم، لم تكن غريتا أول امرأة تكسر حواجز شباك التذاكر الأميركي والعالمي لكنها دون شك كانت الأسرع والأقوى.
نساء لمعن في سماوات الإخراج
استطاعت بعض المخرجات تحدي عالم هوليوود الذكوري وفرض نجاحهنّ وإبداعهنّ في شباك التذاكر متغلبين على أفلام قوية حقاً نذكر من المبدعات على سبيل المثال لا الحصر المخرجة آنا بودن التي قدمت عام 2019 مع ريان فليك فيلم Captain Marvel الذي حقق عائدات تقدر بـ 1.13 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي إضافة إلى المخرجة باتي جينكينز التي حقق فيلمها Wonder woman أرباحاً تقدر بـ 413 مليون دولار عام 2017.
أمًا تحفة ديزني الأثيرة Frozen 2 التي أخرجتها جينيفر لي عام 2019 فقد حققت عائدات تقدر بـ 1.43 مليار دولار وطبعاً لا يمكن أن ننسى كاثرين هاردويك التي أخرجت فيلم Twilight الشهير والذي حقق عائدات تقدر بـ 408 مليون دولار.
نبذة استثنائية عن نجاحات نسائية شهدتها هوليوود وعالم السينما لكن مع ذلك يبقى النجاح الكبير الذي حققته غريتا غيرويغ شيئاً أسطورياً تستحق وبشدة التهنئة عليه، يكفيها أنها استطاعت الصمود بل وتخطي فيلم كريستوفر نولان ومهمة توم كروز المستحيلة كي نعلم أن ما فعلته غيرويغ لم يكن أمراً عادياً على الإطلاق.
رغم كم الانتقادات القاسية الغير منصفة والاتهامات الموجهة نحو غريتا وفيلمها بتسّخير قضية النسوية وحقوق المرأة لدعم باربي كسلعة، إلا أن غريتا غيرويغ لم تكترث ولم تهتز وتركت العالم يقرر إن كان فيلهما فاشلاً كما يُقال أم لا، حسناً المليار الذي حققه الفيلم في ثلاثة أسابيع يجيب عن هذا السؤال بوضوح تام.
نحن لا نقارن نجاح غريتا مع غيرها من المخرجات بالضبط إذ أن كلّ مخرجة ممن ذكرناهنّ نجحت بطريقتها الخاصة لكن لا بد من الإضاءة على إنجاز غيرويغ الرائع هذا.
مبارك لغريتا هذا النجاح الأسطوري الذي سيكون دون أدنى شك شعاع الأمل لكثير من المبدعات الذكيات لاختراق عالم الإخراج السينمائي بل والتفوق فيه أيضاً.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.