دراسة جديدة .. ضغوطات مرحلة الطفولة المبكرة تغير جينات الدماغ أكثر من إصابات الرأس

وجد الباحثون في جامعة ولاية أوهايو أن الضغوطات المبكرة في الحياة (التوتر) تُسبب تغيرات جينية أكبر من إصابات الرأس في مرحلة الطفولة، وهذا يبرز التأثير العميق وطويل الأمد للضغوطات الطفولية على تطور الدماغ.

قدمت الدراسة نموذجًا على الفئران لمحاكات الضغوطات المبكرة في الحياة وإصابات الرأس عند البشر، وركز العلماء على منطقة الحُصين في الدماغ (Hippocampus)، وفصل العلماء الفئران حديثة الولادة عن الأمهات لمدة أسبوعين لتقليد تجارب الأطفال السيئة، بعد ذلك تعرضت الفئران إما لإصابة رأسية، وبعضهم لم يتعرض لأي إصابة.

أظهرت النتائج أن الضغوطات وحدها وبالاشتراك مع إصابات الدماغ فعلت مسارات في الدماغ تتعلق باللدونة وإشارات الأوكسيتوسين، وهذا يشير إلى فترة من الضعف إذ يخضع الدماغ لتغيرات كبيرة قد تؤدي إلى الإصابة بالعجز في وقت لاحق في الحياة، وما لفت انتباه العلماء أن الفئران التي تعرضت للضغوطات المبكرة أظهرت سلوكًا متزايدًا في المخاطرة عند البلوغ، وهو اتجاه يتوازى مع البيانات البشرية.

أكدت كاثرين لينز أستاذة علم النفس على قوة الضغوطات على تطور الدماغ وأوضحت أن الدماغ عبر عن العديد من الجينات بطريقة مختلفة نتيجة الضغوطات المبكرة في الحياة مقارنةً بإصابات الدماغ الرضية، وشددت على الحاجة لمزيد من التركيز الصحي العام على الضغوطات المبكرة.

تؤكد الدراسة على الحاجة الملحة لمعالجة التجارب السلبية في مرحلة الطفولة، ويمكن للدعم الاجتماعي والتثقيف تخفيف هذه الآثار، وتسلط الدراسة الضوء على التأثير الجيني للضغوطات وتدعو إلى إعادة تقييم العواقب طويلة الأمد.