تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.. قطاع التكنولوجيا المتطور في غزة “يتمزّق”

مريم مونس
مريم مونس

3 د

كان قطاع غزة مركزًا مهمًا للتكنولوجيا على مستوى العالم، إذ اجتذب اهتمامًا واسعًا واستثمارات من وادي السيليكون وشركات عالمية بارزة.

ألحق الصراع المستعر بين إسرائيل وحماس ضررًا كبيرًا ببنية التكنولوجيا والتعليم في غزة، مما تسبب في تعطيل النشاطات وتدمير المؤسسات والبنية التحتية.

مع تصاعد الأوضاع والتحديات، يواجه قطاع التكنولوجيا في غزة مستقبلًا غير مؤكد، وتتعرض أحلام جيل من المتخصصين للخطر.

أثر الصراع المستعر بين إسرائيل وحماس بشكل مباشر على صناعة التكنولوجيا في غزة، والتي كانت تشكل نقطة إشراق في منطقة مثقلة بالتحديات الاقتصادية. ورغم التطور الذي شهدته المنطقة والاهتمام الواسع الذي جذبته من العالم، فإن الهجمات الأخيرة ألحقت ضررًا هائلًا بالبنية التحتية والمشهد التقني هناك.

تم الاعتراف بغزة منذ فترة طويلة كمركز للتكنولوجيا، ليس فقط لفلسطين بل على مستوى العالم. وقد أقامت العديد من الشركات العالمية تعاونات في المنطقة، مستفيدة من المجموعة الغنية من العاملين المستقلين الموهوبين في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة. وشملت عمليات التعاون البارزة شراكة Nvidia طويلة الأمد مع أكثر من 100 مهندس من غزة.

وإدراكًا للإمكانات، أصبح وادي السيليكون مهتمًا بشكل متزايد بفلسطين كمركز للتكنولوجيا، مما أدى إلى استثمارات تقارب 10 ملايين دولار في النظام البيئي التكنولوجي الفلسطيني.

ففي عام 2017، دعم الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce مارك بينيوف، إنشاء أول أكاديمية للبرمجة على الإطلاق في غزة، مما يعكس التفاؤل المحيط بإمكانات التكنولوجيا في المنطقة. ولعبت مبادرة "Gaza Sky Geeks"، وهي مبادرة تدعمها شركة Alphabet، دورًا محوريًا في تعزيز ريادة الأعمال داخل غزة، وخاصة بين سكانها الشباب.

لكن على إثر رد إسرائيل على هجمات حماس والعمليات الاختطافية التي تلتها، تعرضت غزة لسلسلة من التفجيرات التي أسفرت عن دمار هائل. وبالرغم من أن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي واجه تحدياته الخاصة، إلا أن الأثر على بيئة غزة التكنولوجية الأصغر حجمًا والأكثر ضعفًا كان أكبر بكثير. هذا الوضع الجديد جعل مستقبل صناعة التكنولوجيا في القطاع في موقف حرج، وأصبح يحتاج إلى تعزيز ودعم أكبر لضمان استدامته وتطوره في المستقبل.

لم يعد الأمر مقتصرًا على الخسائر البشرية والتدمير العام، بل تجاوز ذلك ليطال أوجهاً أخرى من الحياة في غزة، وخصوصاً الجوانب التكنولوجية والتعليمية. ريان ستورجيل، الذي شغل في السابق منصب رئيس منظمة "غزة سكاي جيكس"، كان له دور بارز في رصد وتسليط الضوء على تأثير هذا الصراع على القطاع التكنولوجي والتعليمي في المنطقة.

على سبيل المثال: تعرضت المكاتب ومراكز البحث التكنولوجي، التي كانت تُعد ملجأً للشباب الفلسطيني لتطوير أفكارهم وابتكاراتهم للتدمير والتضرر بشكل كبير. هذا بالإضافة إلى خطوط الألياف البصرية، التي كانت تمثل عصب الاتصالات والإنترنت في المنطقة، والتي أصبحت الآن متضررة وبحاجة لإعادة بناء وترميم.

وما يزيد الأمور تعقيدًا هو تضرر المؤسسات التعليمية، سواء كانت جامعات أو مراكز بحثية، حيث كانت هذه المؤسسات الركيزة الأساسية في تطوير قدرات الشباب وتمويل الأبحاث والمشاريع التكنولوجية.

قالت إليانا مونتوك، الرئيس التنفيذي لشركة منارة، أن حملة القصف الحالية غير مسبوقة من حيث تأثيرها على قطاع التكنولوجيا في غزة، مشيرة إلى فقدان البنية التحتية والكهرباء والتحديات التي يواجهها متخصصو التكنولوجيا.

ذو صلة

ولا تقتصر هذه العواقب المدمرة للصراع على غزة وحدها. إذ تشير التقارير الواردة من الضفة الغربية إلى توقف الأنشطة التكنولوجية بسبب ظروف الطرق غير الآمنة وانتشار الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، حتى قبل الاضطرابات الأخيرة، كان العديد من المتخصصين في مجال التكنولوجيا في غزة يبحثون عن فرص في الخارج، بحثًا عن بيئات أكثر أمانًا للعيش والعمل.

إن صناعة التكنولوجيا الواعدة في غزة، والتي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها بصيص أمل وسط محنة طويلة الأمد، تواجه الآن حالة من عدم الاستقرار والتحديات غير المسبوقة. ومع تصاعد الصراع وإحداث دمار واسع النطاق، أصبحت أحلام وتطلعات جيل من المتخصصين في مجال التكنولوجيا على المحك.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة