بعد مسح 25 مليون مجرة!! ربما تكون كثافة الكون أقل مما كان متوقعًا

اكتشف علماء الفلك بعد مسح أكثر من 25 مليون مجرة تناقضًا مربكًا في طريقة قياس تجمعات الكون، وهذا قد يؤدي إلى إرباك النموذج القياسي، ويشير هذا الاختلاف إلى أن الكون قد يكون أقل كثافة مما كان متوقعًا، مما يشكل تحديًا كبيرًا لفهمنا لتطور الكون.

نُشر هذا الاختلاف في مجلة Physical Review D، وينضم إلى قائمة ألغاز الكون بجانب توتر هابل، الذي يتعلق بمعدلات تمدد الكون المختلفة، وعبر رئيس قسم العلوم الفلكية في جامعة برنستون مايكل شتراوس عن حذره حياة تقليب وتغيير النظريات الكونية الحالية تمامًا، وأشار إلى أن النتائج لا تزال مجالًا لاحتمال 1 من 20 أن تكون صدفة.

وفقًا للنموذج القياسي فإن الكون قد تطور من مرق البلازما بعد الانفجار العظيم، وتمدد بسرعة بفعل الطاقة السوداء، ثم تكونت تجمعات من المادة العادية وتفاعلت مع الضوء لتشكل المجرات الأولى، التي ربطتها شبكة كونية هائلة، ويفترض النموذج الحالي أن المادة العادية والمادة والطاقة السوداء تشكل 5% و 25% و 70% من الكون على التوالي.

يتعارض معدل التمدد للكون من خلال الخلفية الميكروية مع حسابات الأجسام السماوية المعاصرة، مما يترك الاختلاف الأخير حول المعامل S8 الذي يقيس تجمع المادة عبر الكون، وتوقع النموذج القياسي أن قيمة هذا المعامل هي 0.83، ولكن أظهرت قياسات تلسكوب سوبارو أن قيمة المعامل هي 0.77، وأُعيد تكرار التجربة مما يجعل النتيجة الفردية غير محتملة.

شدد العلماء على الإحساس المتزايد في المجتمع العلمي بخصوص الاختلاف الحقيقي في قياسات التجمعات بين الكون المبكر وعصر المجرات الذي يعود إلى 9 مليار سنة، وعلى الرغم من الفجوة الحالية في فهمنا للكون، إلا أن العلماء ليس لديهم طرق قوية لسدها، فقد يكون العلماء مخطئين بشأن المادة المظلمة أو كيفية تجمعها، وربما تكون قد تغيرت، وهذا قد يفسر معامل S8 وتوتر هابل بتعديل النموذج القياسي.

وقد يعني هذا أن النموذج القياسي مُعطل ويحتاج إلى استبدال كامل، ولمعرفة ذلك سيُجري العلماء قياسات أكثر دقة باستخدام تلسكوبات أقوى، واختلاف كثافة الكون من خلال مسح 25 مليون مجرة، يشكل تحديًا للنموذج القياسي للكون، ويفكر العلماء في إمكانية تعديل النموذج أو الاعتماد على نموذج جديد تمامًا.