تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بقايا تفجير هيروشيما تحمل “أدلة” على تكوين نظامنا الشمسي: عندما تروي الكارثة أصول الكون!

مريم مونس
مريم مونس

2 د

تم اكتشاف حبيبات زجاجية ناتجة عن التفجير النووي في هيروشيما، والتي تشكلت من خلال تكثيف الغبار ومواد البناء المتبخرة في كرة النار النووية.

أظهرت تحليلات هذه الحبيبات تشابهات كيميائية ونظيرية مع النيازك البدائية المعروفة بالكوندريتات، مما يشير إلى إمكانية محاكاتها للعمليات التي شكلت النظام الشمسي الأولي.

كشف الباحثون عن كيفية تكثيف السوائل المختلفة من السحابة الغازية بعد الانفجار وتحولها إلى حبيبات زجاجية عند تعرضها لدرجات حرارة محددة، مما يوفر فهمًا أعمق للعمليات التي حدثت أثناء تكوين النظام الشمسي.

في دراسة رائدة تربط بين تاريخ هيروشيما المأساوي والاستكشاف الكوني، توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل في بقايا الكارثة الذرية التي حلت بالمدينة اليابانية في أغسطس 1945. وسط أنقاض وتداعيات القنبلة النووية بعد الانفجار الذي أودى بحياة ما يقرب من 140 ألف شخص، اكتشف الباحثون كرات زجاجية على شواطئ موتوجينا، وهي شهادة على الاندماج المكثف للأرض والبنية التحتية تحت غضب كرة النار الذرية.

خضعت هذه الخرزات الشبيهة بالزجاج، والمعروفة الآن باسم نظارات هيروشيما، لتحليل دقيق، وكشفت عن تكوينها من خلال التكثيف داخل كرة النار النووية، على غرار العمليات التي يعتقد أنها حدثت في المراحل الوليدة لنظامنا الشمسي. بقيادة عالم الكيمياء الفلكية ناثان أسيت من جامعة باريس سيتي، تقارن النتائج التي توصل إليها الفريق بين هذه البقايا الأرضية والكوندريت، وهي نيازك بدائية تشكلت من الباليه الكوني للغبار بين النجوم والغاز السديمي.


تشترك الكوندريتات ونظارات هيروشيما في سمة ملحوظة: وفرة نظائر الأكسجين 16، مما يشير إلى وجود قواسم مشتركة محتملة في عمليات تكوينها. يشير هذا النوع من الأكسجين خفيف الوزن، السائد في كليهما، إلى دور الأشعة فوق البنفسجية في تشكيل النظام الشمسي المبكر أو آليات التكثيف المحددة التي سبقت تصلب المواد المتبخرة.

تضمنت عملية استكشاف المخلفات النووية لهيروشيما، والتي بدأها الجيولوجي المتقاعد ماريو وانيير وفريقه في عام 2015، تحليل 94 عينة من الحطام المتساقط. حدد هذا المسعى أربعة أنواع متميزة من زجاج هيروشيما: الميليليتيك، والأنورثوسيتيك، والجير الصودا، والسيليكا. ويقدم كل صنف، بتركيبته النظائرية الفريدة من نوعها للأكسجين والسيليكون، عدسة جديدة يمكن من خلالها فحص نشوءها في ظل الظروف القاسية للانفجار الذري.

أعادت عمليات المحاكاة التي أجراها أسيت وزملاؤه بناء البيئة الكيميائية والفيزيائية للانفجار النووي، وسلطت الضوء على التكثيف المتسلسل لسوائل الميليليت، والأنورثوسيت، والجير الصودا، والسيليكا من الآثار الغازية. أدت عملية التكثيف المجزأة هذه، والتي أعقبها التبريد السريع، إلى ظهور الكرات الزجاجية، حيث تشكلت النظارات الميليليتية في وقت مبكر وتتفاعل على نطاق واسع مع محتويات الكرة النارية.

ذو صلة

في حين أن المقارنة بين نظارات هيروشيما والشوائب الكونية الغنية بالكالسيوم والألمنيوم (CAIs) قد تبدو قفزة عبر الاختلافات الشاسعة في الضغط ودرجة الحرارة والتركيبات الغازية، فإن أوجه التشابه في تخصيب نظائر الأكسجين تستحق نظرة فاحصة. هل يمكن للعمليات التي تمت ملاحظتها في أعقاب كارثة من صنع الإنسان أن تحاكي الظواهر الكونية الطبيعية التي ولدت نظامنا الشمسي؟

تقدم هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة Earth and Planetary Science Letters، تذكيرًا مؤثرًا بماضي هيروشيما فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على إمكانات الظواهر الأرضية لكشف أسرار الكون. وبينما نتعمق أكثر في هذه الآثار الزجاجية، نقترب أكثر من فهم العمليات البدائية التي شكلت جوارنا السماوي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة