تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تأملات أرسطو تلقي الضوء على العلاقات الحديثة: ثلاثة دروس قيمة من أرسطو حول الصداقة

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

3 د

كشف الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو عن ثلاثة دروس قيمة يمكن أن توجه علاقات الصداقة في العصر الحديث.

أرسطو يوضح أن الصداقة ليست على نوع واحد فقط، بل هناك ثلاثة أنواع مختلفة تختلف في مُظهرها وقيمتها.

مع وجود التغيرات في مر العصور وظهور التكنولوجيا حاليًا، تظل النصائح والتوجيهات الصادرة عن أرسطو حول كيفية تعزيز والحفاظ على الصداقات ذات أهمية بالغة.

في عصر مليء بوسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات الظاهرية، يظل البشر مهتمين دائمًا بقيمة الصداقة. وقد ركز أرسطو، الذي كان يعرف بتأثيره في العلوم والسياسة، على أهمية الصداقة. وفقًا لدراسة نُشرت في"The Conversation"، تُظهر الدراسات الحديثة كيف يمكن لفهم أرسطو للصداقة أن يُلقي الضوء على العلاقات الحديثة.

وقد كشف الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو عن ثلاثة دروس قيمة يمكن أن توجه علاقات الصداقة في العصر الحديث.

يشير الدرس الأول من تعريف أرسطو للصداقة، إلى أن الصداقة تحتاج حسن النية المتبادل والمعترف به. فإن الصداقة لا توجد إلا إذا اعترف بها الطرفان. ولا يكفي أن تتمنى الخير لشخص ما، لكن عليه أن يتمنى لك الخير في المقابل، ويجب عليكما الاعتراف بحسن النية المتبادل هذا.

ومع ذلك، ربما يكون من الصعب اليوم التمييز بين الصداقات والعلاقات غير الاجتماعية. عندما يشارك منشئو المحتوى تفاصيل حول حياتهم الشخصية، قد يطور متابعوهم إحساسًا أحادي الجانب بالحميمية. إنهم يعرفون أشياء عن المبدع لم يكن يعرفها إلا صديق مقرب قبل وصول وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هذه ليست صداقة. لا تكون النوايا الحسنة متبادلة بشكل حقيقي إذا شعر بها أحد الطرفين تجاه فرد بينما يشعر بها الطرف الآخر تجاه مجموعة. بهذه الطريقة، فإن تعريف أرسطو للصداقة يضفي الوضوح على الوضع الحديث الفريد.

وفي الدرس الثاني يوضح أرسطو أن هناك ثلاثة أنواع من الصداقات، ويميز بينهم قائلًا: هناك صداقة مبنية على المنفعة، حيث يستفيد الأصدقاء من بعضهما البعض بطرق معينة. وهناك صداقة مبنية على المتعة، حيث يستمتع الأصدقاء بالوقت الذي يمضونه معًا. وأخيرًا، هناك صداقة مبنية على حب الشخص نفسه، وهي الأعلى في مراتب الصداقة، لكن بناء هذا النوع من الصداقات يتطلب وقتًا طويلاً واستثمارًا عميقًا.

ويأكد أرسطو على أن هناك مكانًا لكل نوع من الصداقة، وأن الصداقة تنجح عندما يكون هناك فهم مشترك لأساسها. فإذا اعتقد شريكك في الدراسة أنك تقضي الوقت معك لأنك تستمتع بصحبته، في حين أنك تقضي وقتًا ممتعًا في الواقع لأنه جيد في شرح الرياضيات، فقد تتبع ذلك مشاعر الأذى. لكن إذا فهم كل منكما أنكما تقضيان وقتًا ممتعًا حتى تتمكنا من تحسين درجتك، فيمكنك تطوير حسن النية المتبادل والاحترام لنقاط القوة لدى كل منكما.

أما في الدرس الثالث، فقد أشار أرسطو إلى الشيء الذي يجعل الصداقة تدوم، قائلًا إن الصداقة كاللياقة البدنية، تحتاج إلى التفاعل المستمر والقيام بالأشياء معًا للحفاظ عليها.

يكتب أرسطو: "الأصدقاء المفترقون ليسوا ودودين بشكل فعال. فالانفصال لا يدمر الصداقة تمامًا، رغم أنه يمنع ممارستها النشطة. ولكن إذا طال الغياب، يبدو أنه يتسبب في نسيان الشعور الودي نفسه".

ذو صلة

وعلى الرغم من أن الانفصال الجسدي لم يعد يعني نهاية الصداقة في عصرنا الحالي، حيث مكنت تكنولوجيات الاتصال من الحفاظ على الصداقات عبر مسافات بعيدة، إلا أن درس أرسطو يظل صحيحًا. فقد أظهرت الأبحاث أنه على الرغم من إمكانية الوصول إلى تقنيات الاتصال، فإن الأشخاص الذين قللوا من أنشطة الصداقة خلال السنة الأولى من جائحة COVID-19 شهدوا انخفاضًا مماثلًا في جودة صداقاتهم.

ومن الجدير بالذكر أن أرسطو لم يكن يتخيل تقنيات الاتصال الحالية، أو أنواع العلاقات غير الاجتماعية التي أصبحت ممكنة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الطرق التي تغير بها العالم، لا تزال كتابات أرسطو عن الصداقة يتردد صداها.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة