حادثة كونية غريبة! صخور من المريخ تصطدم بالأرض.. واكتشاف جديد حول عمرها

تمكن علماء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من حل اللغز القديم الذي يحيط بعمر النيازك المريخية التي تحطمت على الأرض. إذ تبدو هذه النيازك، المعروفة باسم شيرجوتيت، أصغر سنًا بكثير من سطح المريخ القديم الذي نشأت منه.

رغم أن الإنسان لم تطأ أقدامه سطح المريخ حتى الآن، نجد أن جزيئات من هذا الكوكب الأحمر وصلت إلينا عبر النيازك التي تم إطلاقها من المريخ نتيجة للاصطدامات العنيفة. ما يثير الدهشة هو أن معظم هذه النيازك تظهر علامات على أنها نشأت حديثًا، مما يتعارض مع السن العتيق لسطح المريخ.

الطرق المستخدمة في تحديد أعمار هذه النيازك غالبًا ما تقدم نتائج متباينة، مما يثير الشكوك حول العمر الحقيقي لها. ومع ذلك، قدمت دراسة جديدة أجراها عالم البراكين بن كوهين من جامعة جلاسكو إجابات مُفصّلة. إذ أكد كوهين أن أصل هذه النيازك هو المريخ، وقد تم إطلاقها من خلال اصطدامات ضخمة. ولفهم مصدرها بدقة، يعتبر تحديد عمرها أمرًا أساسيًا.

يُعتقد أن هناك حوالي 360 نيزكًا على الأرض يأتي من المريخ، ومن بينها 302 نيزكًا من نوع شيرجوتيت، وهو صخر مريخي غني بالمعادن تم تكوينه من خلال النشاط البركاني. ونظرًا لتكدس الفوهات على سطح المريخ، يُظن أن هذا السطح قديم، مما يجعل وجود الشيرجوتيت الشابة غامضًا.

ظهرت "مفارقة عمر شيرجوتيت" التي أثارت حيرة العلماء لفترة طويلة، حيث تم تقديم عدة تفسيرات لهذه المفارقة، مثل فكرة أن جميع الشيرجوتيت الأصغر سنًا قد جاءت من نفس المصدر أو أن الحدث الذي أدى إلى قذفها قد غير من أعمارها. ولكن، لم تكن هذه التفسيرات متناسقة مع البيانات الفعلية المستخرجة من الصخور.

واستخدم العلماء غالبًا طريقة التأريخ بواسطة الأرجون لتحديد عمر هذه الصخور، وذلك عبر متابعة تحلل البوتاسيوم المشع إلى الأرجون. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة شائعة على الأرض، إلا أنها تواجه تحديات مع الشيرجوتيت بسبب مصادر الأرجون المختلفة. ولمعالجة هذا التحدي، ابتكر فريق البحث بقيادة كوهين طريقة لتصحيح تأثيرات التلوث بالأرجون. وأظهرت النتائج أعمارًا تتراوح بين 161 و 540 مليون سنة، مؤكدة أن تكوين هذه الصخور الجديدة قد يكون نتيجة للقصف المستمر للمريخ.

تشير المعلومات الجديدة إلى احتمال استمرار النشاط البركاني على المريخ، خاصةً مع تعرض الكوكب لنحو 200 اصطدامًا سنويًا من نيازك ذات أحجام كبيرة. وهذه الاصطدامات قد تقذف بالصخور الأصغر سنًا نحو الأرض بين الحين والآخر.