حيلة سام ألتمان التالية: وكلاء ذكاء اصطناعي يديرون أجهزتك!

كيف تعيد OpenAI تشكيل مفهوم الأتمتة المكتبية؟ عملت شركة OpenAI خلال العام 2023 على ترسيخ مكانتها كرائدة في ثورة روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، وقد كانت بمثابة العامل الأساسي وراء العديد من مشروعات الذكاء الاصطناعي في الشركات. جهودها المستمرة تهدف إلى دمج هذه التقنية في بيئة العمل اليومية. مع ذلك، قد تبدو هذه الجهود ثانوية مقارنةً بخطوات OpenAI القادمة. الشركة تُعنى الآن بتطوير "وكلاء" الذكاء الاصطناعي، وهي أدوات برمجية متقدمة قادرة على التحكم في الحواسيب وأداء المهام بشكل ذاتي نيابة عن المستخدمين.

بحسب تقرير من موقع "The Information" المتخصص في التكنولوجيا، يُتوقع أن يتمتع برنامج الوكيل من OpenAI بقدرات تفوق بكثير تلك التي تُعرف بها أنظمة الذكاء الاصطناعي النصية التقليدية. سيمكّن هذا الوكلاء من القيام بمهام أكثر تعقيدًا من مجرد الرد على الاستفسارات النصية، إذ سيكونون قادرين على تنفيذ الأوامر بشكل مستقل على الحواسيب الشخصية.

الفكرة تكمن في إمكانية طلب المستخدمين من الوكيل تنفيذ مهام معينة، حيث سيتمكن من التحكم في الكمبيوتر المحمول الخاص بالعمل مثلًا، من خلال فتح التطبيقات المناسبة، وإدخال البيانات في مربعات النص، وغير ذلك، كأنه "شبح AI" غير مرئي يدير الجهاز بطريقة مشابهة لكيفية استخدام المستخدم له.

في حال كانت شركتك تعتمد على نظام دعم تقنية المعلومات عن بُعد، ربما تكون مألوفًا بالفعل مع هذا النوع من التفاعل. كمثال، عندما تُسلم التحكم في جهاز الكمبيوتر الخاص بك لفريق الدعم عن بُعد، يقوم شخص من مكان بعيد بإصلاح المشكلات لك قبل أن يُعيد إليك التحكم. ستقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي بمهام مشابهة.

إذا كانت شركتك قد بدأت بالفعل في استكشاف تبسيط بعض المهام المكتبية باستخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، قد تجد فوائد نظام وكلاء الذكاء الاصطناعي مثيرة للاهتمام. تبدو الإمكانيات التي يُمكن تحقيقها بواسطتهم لا نهائية، بدءًا من تصفح الإنترنت وجمع البيانات حول موضوع معين، وصولًا إلى تجميع المعلومات من مصادر متعددة كالبريد الإلكتروني ودعوات التقويم، ودمجها لتنظيم خط سير للرحلات أو حجز رحلات الطيران نيابة عن المستخدمين.

كشفت شركة Rabbit في سانتا مونيكا، بالتعاون مع شركة Teenage Engineering السويدية، عن جهاز جديد نال إعجاب الجمهور في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية "CES" الذي أقيم في يناير، وهو جهاز Rabbit r1. يتميز هذا الجهاز، الذي يشبه الهاتف الذكي الصغير بجسم ممتلئ، بتجاهله لروبوتات الدردشة التقليدية التي تعتمد على نماذج اللغة، ويعتمد بدلاً من ذلك على نموذج عمل كبير يتم تدريبه ليس على البيانات النصية كما هو الحال في الدردشات الآلية، وإنما من خلال مراقبة الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع التطبيقات عبر آلاف الساعات.

يُعد "Rabbit r1" مساعداً للذكاء الاصطناعي قادراً على التعلم والتطور مع مرور الوقت، بحيث يُمكن للمستخدمين تدريبه على التطبيقات الخاصة التي يستخدمونها. وفقاً للبيان الصحفي للشركة، يستطيع هذا النموذج "استنباط الإجراءات ونمذجتها على واجهات الحاسوب بناءً على فهم نوايا المستخدمين وسلوكياتهم".

من ناحية أخرى، يبدو أن OpenAI تخطط لتطوير مساعد وكيل ذكاء اصطناعي افتراضي يُمكن الوصول إليه من خلال الأجهزة الحالية للمستخدمين، مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبية. هذا قد يُعد خبراً ساراً للشركات الصغيرة التي قد لا تتمكن ميزانياتها المحدودة من تحمل تكاليف دعم تقنية المعلومات للأجهزة الجديدة.

ما زالت المعلومات المتعلقة بوكلاء OpenAI تدور في فلك الشائعات، ولم تُعلق الشركة بعد على هذه التسريبات، لذلك يُعتبر من المبكر الجزم بالإمكانيات الحقيقية لهذه الوكلاء. ولكن، مع تسريع بعض المهام المكتبية البسيطة، أو حتى الاستيلاء عليها بالكامل من قِبل روبوتات الدردشة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي وأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، يُمكن تصور الفوائد العديدة التي قد يجلبها نموذج وكيل الذكاء الاصطناعي للعاملين في المكاتب، وربما يحل محل بعض الوظائف.