دراسة جديدة تكشف.. كيف تهدد بكتيريا الأمعاء مستقبل استكشاف المريخ؟

تخطط وكالات الفضاء العالمية لإطلاق بعثات مأهولة إلى المريخ في المستقبل القريب، حيث تطمح وكالة ناسا (NASA) إلى تحقيق هذا الهدف في ثلاثينيات القرن الحالي. في غضون ذلك، ينبه العلماء إلى أن رواد الفضاء قد يشكلون خطرًا على هذه المهام، نظرًا لإمكانية حملهم لبكتيريا معينة في أجسادهم قد تتأقلم وتزدهر في ظروف المريخ القاسية.

أفاد بحث جديد نُشر في مجلة Astrobiology في شهر يناير، قام بمحاكاة ظروف المريخ كنقص المياه، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية الشديدة، والتعامل مع الأملاح السامة، بأن هناك 4 سلالات بكتيرية يمكن أن تنجو وتتكاثر في تربة المريخ، المعروفة بـ "الثرى الصخري".

هذه البكتيريا، والتي تشمل بكتيريا البيركهولدرية البصلية "Burkholderia cepacian"، والكليبسيلا الرئوية "Klebsiella pneumoniae"، والزائفة الزنجارية "Pseudomonas aeruginosa"، و السراتية الذابلة "Serratia marcescens"، قد تشكل خطرًا صحيًا على البشر، إذ يمكن أن تسبب أمراضًا متنوعة ومقاومة للمضادات الحيوية الشائعة، كما تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها  (CDC).

وقال توماسو زاكاريا، عضو فريق البحث والعالم بمركز الفضاء الألماني: أن الدراسة شملت فحص 4 أنواع بكتيرية مرتبطة بالإنسان لم تخضع للتحقيق في بيئة تشبه المريخ من قبل. وقد كشفت النتائج عن قدرة هذه البكتيريا على البقاء، وحتى الازدهار، تحت ظروف معينة على المريخ.

وقد ألقى هذا البحث الضوء على أهمية اتخاذ الاحتياطات الطبية في البعثات المريخية المستقبلية، بما في ذلك حمل مضادات حيوية إضافية، لحماية رواد الفضاء من التهديدات البكتيرية.

كما أشار إلى التحديات التي قد تواجه البحث عن الحياة على المريخ، حيث يمكن للبكتيريا الأرضية المنقولة أن تتسبب في تلوث الكوكب الأحمر وتعقيد التحقيقات العلمية. وقد أكد زكاريا على أهمية حماية المريخ وضرورة التخطيط الدقيق للبعثات لتجنب نقل البكتيريا البشرية إلى هذا العالم القاحل.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تعد خطوة هامة نحو فهم كيفية تأثير الحياة الأرضية على استكشافاتنا الفضائية والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.