تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

عاش برئة حديدية وكتب سيرته الذاتية بقلم في فمه: قصة بول ألكسندر ستعيد تفكيرك في الحياة!

مريم مونس
مريم مونس

4 د

بعد إصابته بشلل الأطفال في سن السادسة، اضطُر بول ألكسندر لقضاء معظم حياته ضمن رئة حديدية حافظت على بقائه على قيد الحياة. ورغم توقعات بعدم استمرار حياته إثر هذا التشخيص، ومع تقييده في آلة محدودة الحركة، إلا أنه تجاوز هذه العقبات.

لم يمنعه شلل الأطفال من التحاقه بالجامعة وحصوله على شهادة في القانون وممارسته للمحاماة لأكثر من 30 عامًا. في صباه، تدرّب على التنفس دون مساعدة لدقائق، ثم لساعات، على الرغم من اعتماده اليومي على الآلة.

توفي في يوم الاثنين وعمره 78 عامًا، كما أعلن شقيقه فيليب ألكسندر عبر منصات التواصل الاجتماعي. كان من بين القلائل في الولايات المتحدة الذين عاشوا داخل رئة حديدية تعمل بتغيير ضغط الهواء داخل غرفة لمساعدته على التنفس. في الأسابيع الأخيرة من حياته، لفت انتباه متابعين عبر TikTok بمشاركته تجربته مع الآلة الغريبة.

لم يُعلن عن سبب الوفاة رسميًا، لكن ألكسندر قد أُدخل المستشفى بعد إصابته بكوفيد-19 في فبراير/شباط، وفقًا لحسابه على TikTok. بعد عودته إلى المنزل، واجه صعوبة في تناول الطعام وشرب السوائل خلال فترة التعافي من الفيروس الذي يستهدف الرئتين ويشكل خطرًا كبيرًا على الأشخاص الأكبر سنًا والمعانين من مشكلات تنفسية.

كتب بول سيرة حياته من خلال قلم أمسكه بشفتيه ليكتب: "ذات يوم، استيقظت من نوم عميق، أتلفّت بحثًا عن ما هو مألوف. كل ما كان يحيط بي بدا غريبًا جدًا. لم أدرك بعد أن كل يوم جديد في حياتي سيكون مليئًا بالتحديات الغامضة والصعبة".

على الرغم من التطورات في مجال العلوم والتكنولوجيا التي أفضت إلى تطوير أجهزة تنفس محمولة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، فإن عضلات صدر ألكسندر كانت قد تضررت بشكل بالغ، الأمر الذي حال دون قدرته على استخدام أية أجهزة أخرى، واعتمد على الرئة الحديدية للغالبية العظمى من حياته، حسبما ذكرت صحيفة "دالاس مورنينج نيوز"، التي ألقت الضوء على قصته في عام 2018.

كان ألكسندر يحتاج إلى مساعدة الآخرين في تنفيذ المهام الأساسية كالأكل والشرب حين يتواجد داخل الرئة الحديدية. وطوال حياته، كانت هذه المساعدة تأتي غالبًا من مقدمة رعايته، كاثي جاينز، كما ذكر في كتابه.

بدأ ألكسندر في استخدام حسابه على TikTok في يناير، وبمساعدة الآخرين، شرع في إنتاج مقاطع فيديو تتحدث عن حياته. تناول بعضها جوانب أوسع من تجربته، كيفية ممارسته للقانون من داخل الرئة الحديدية.

في أحد المقاطع، شرح ألكسندر التحديات النفسية والعقلية التي يواجهها جراء العيش داخل الرئة الحديدية. قال وهو يستمع إلى طنين الآلة في الخلفية: "إنها عزلة". "أشعر أحيانًا باليأس لأنني غير قادر على لمس أحد، وأيدي غير متحركة، ولا أحد يلمسني إلا في مناسبات نادرة، وهو أمر أقدّره كثيرًا". وأشار في الفيديو إلى أنه تلقى على مر السنين رسائل بريد إلكتروني ورسائل من أشخاص يشعرون بالقلق والاكتئاب، وكان يقدم لهم النصائح.

وختم قائلًا:


"الحياة أمر غير عادي". "تمسكوا بها. ستتحسن الأمور."

كتبت والدته: "لقد كان بإمكاننا أخذه عندما توفي". وأضافت أن الرحلة إلى المنزل بالرئة الحديدية جعلت العاملين بالمستشفى يشعرون بالتوتر، حيث اشتملت على استخدام شاحنة مزودة بمولد كهربائي في الصندوق الخلفي للحفاظ على تشغيل الجهاز. عندما بلغ ألكساندر الثامنة من عمره، بدأ يتعلم كيفية التنفس بنفسه لفترة تصل إلى ثلاث دقائق عبر ابتلاع الهواء "كالسمكة" وإدخاله إلى رئتيه، كما ذكر لصحيفة "دالاس مورنينج نيوز". أعرب ألكسندر عن حماسه لتعلم التنفس بنفسه، بعد أن عرض عليه مقدم الرعاية جروًا مقابل محاولاته، مما أدى إلى حصوله على جروه وأصبح هذا الأمر لاحقًا مصدر إلهام لعنوان كتابه "ثلاث دقائق لكلب".

ذو صلة

كان ألكسندر من بين أول الطلاب الذين تلقوا تعليمهم منزليًا عبر منطقة مدارس دالاس المستقلة، وتخرج في عام 1967 من جامعة (W.W. Samuel High) محتلاً المرتبة الثانية في فصله، وفقًا لما ذكرته صحيفة "دالاس مورنينج نيوز". وأشار إلى أن السبب الوحيد لعدم حصوله على المركز الأول كان عدم قدرته على أداء التجارب العملية في مادة الأحياء.

بعد إتمامه للمدرسة الثانوية، التحق بجامعة (Southern Methodist) في دالاس، ثم انتقل إلى جامعة تكساس في أوستن لدراسة الاقتصاد والمالية، حسبما أفادت مجلة "ألكالدي" الخاصة بخريجي جامعة تكساس.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة