اكتشاف فنّي جديد: تحديد هويّة الجسر الموجود في لوحة الموناليزا للرسّام دا فينشي!

تمكّن مؤرّخ إيطالي من حلّ لغز طالما حيّر العلماء والفنّانين حول الجسر الموجود في خلفيّة لوحة الموناليزا للرّسام العبقري ليوناردو دا فينشي. أكّد المؤرّخ الإيطالي سيلفانو فينشتي أنّ الجسر المرسوم في اللّوحة هو جسرRomito di Laterina في مقاطعة أريتسو، توسكانا.

وجاءت تلك النّتائج بعد أن قام فينشتي بدراسة وثائق تاريخيّة وصور التقطت بواسطة طائرات بدون طيّار للمنطقة المحيطة بالجسر ومقارنتها باللّوحة الشّهيرة. وأوضح أنّ التفاصيل الأكثر إقناعاً هي عدد الأقواس الموجودة في الجسر، حيث يتألّف الجسر في لوحة دا فينشي من أربعة أقواس، تماماً مثل جسر روميتو.

وكانت العديد من النّظريات قد ربطت الجسر في خلفية لوحة الموناليزا بجسري بوريانو وبوبيو، إلّا أنّ الأبحاث الحديثة أثبتت أنّ الجسر الموجود في اللّوحة هو جسر روميتو.

تسبّبت هذه النّتائج في إثارة حماس سكّان بلدة لاتيرينا الصّغيرة التي تضمّ حوالي 3500 نسمة. وتأمل السّلطات المحلّية أن تجذب هذه المعلومات المزيد من السّياح إلى المنطقة. وقد اقترحت سيمونا نيري، عمدة لاتيرينا، العمل على حماية بقايا الجسر وتأمين التّمويل اللّازم لذلك.

يُذكر أن فينشتي قد قدّم عدّة مزاعم حول لوحة الموناليزا في الماضي، مثل استخدام دا فينشي لنموذجين ذكر وأنثى في اللّوحة التي تعلو جدران متحف اللّوفر في باريس.

وراء قضيّة الجسر الموجود في خلفيّة لوحة الموناليزا، تظلّ هناك تساؤلات حول هويّة المرأة الّتي تظهر في اللّوحة، والّتي يُعتقد أنّها ليزا دل جيوكوندو. ومع ذلك، لا تزال هناك نظريّات عديدة حول هويّة المرأة وسبب تواجدها في اللّوحة.

يُعتبر الجسر الذي كشف عنه فينشتي جزءاً هاماً من تاريخ توسكانا، حيث كان يُستخدم لتقليل مدّة الرّحلة بين مدن أريتسو وفيزولي وفلورنسا بعدّة ساعات. ووفقاً للوثائق التي عثر عليها فينشتي، كان ليوناردو دا فينشي قد قام بزيارة منطقة فال دارنو في الفترة التي كان يخدم فيها تشيزاري بورجيا، الكاردينال الإيطالي الشهير، وبييرو سوديريني، رجل الدولة الفلورنسي.

وتشير الوثائق إلى أن دا فينشي كان يقيم في فيزولي مع عمّه الكاهن خلال تلك الفترة. ويأمل العلماء والفنانين بأن تساعد هذه المعلومات على فهم أسباب اختيار دا فينشي لهذا الجسر بالتحديد ليكون جزءاً من لوحة الموناليزا.

في ظلّ هذه الاكتشافات الجديدة، من المتوقّع أن تزداد الاهتمام بدراسة أعمال دا فينشي الأخرى والتّعرّف على المزيد من التّفاصيل والألغاز المحيطة بها. ومن جانب آخر، تعتبر هذه النّتائج فرصة لتعزيز السّياحة في توسكانا وخاصّةً في بلدة لاتيرينا، حيث يمكن للزوّار الاستمتاع بالطّبيعة الخلّابة والتّاريخ الغنيّ الذي يعود إلى العصور الإتروسكية والرومانية.