عالم يلتقط لقطات نادرة ويكشف النّقاب عن تزاوج الدببة المائية!

بطيئات المشية، أو الدّببة المائيّة، هي لافقاريّات مائيّة مجهريّة تشتهر بقدرتها الرّائعة على البقاء في الظّروف القاسية، بما في ذلك مستويات الإشعاع العالية والضّغط الشّديد. وفي الآونة الأخيرة، اكتشف الباحثون رؤى رائعة حول السّلوك الإنجابيّ لهذه المخلوقات المراوغة.

التقط جيمس فايس، العالم ومصوّر الفيديو لقناة اليوتيوب "Journey to the Microcosmos"، لقطات نادرة لتزاوج الدّببة المائيّة لمدّة تصل إلى ساعتين في كل مرة. فايس، الخبير في استخدام المجاهر لدراسة الميكروبات في بيئات مائيّة مختلفة، أنشأ بيئات مغلقة على الشّرائح لمراقبة نفس الدّببة المائيّة على مدى عدّة أسابيع.

كانت إحدى الملاحظات المُثيرة للاهتمام بشكل خاصّ عبارة عن مجموعة ثلاثيّة لدببة مائية تتزاوج لمدّة 30 دقيقة، والّتي تعدّ من بين أولى التّسجيلات المعروفة لتزاوج مجموعة دببة مائية. على الرّغم من أنّ الباحثين أبلغوا لأوّل مرة عن تفاصيل سلوك التزاوج لهذه الدّببة في ورقة بحثية عام 2016، إلّا أنّ الملاحظات الإضافيّة لا تزال نادرة.

لاحظ وايس أنّ الذّكور ينجذبون إلى الإناث بالبويضات غير المخصّبة أو المخصّبة. لاحظ فايس أيضاً أنّ الذكور يطاردون الإناث بنشاط بينما ترعى الأخيرة بهدوء على الطحالب. بمجرد أن يجد الذكر شريكاً مناسباً، يتشبث بالأنثى بمخالبه، وينخرط الشريكان في حركات إيقاعية حتّى يطلق الذكر آلاف الحيوانات المنويّة، والّتي من المحتمل أن تدخل فتحة في الهيكل الخارجي للأنثى لتخصيب البويضات. ومع ذلك، فإنّ عمليّة الإخصاب الدّقيقة لم يتمّ اكتشافها بعد.

تتكوّن بعض أنواع الدّببة المائيّة من إناث فقط وتتكاثر لاجنسيّاً من خلال التّوالد العذري. اقترح وايس أيضاً أنّ بطيئات المشية هذه قد تُغيّر طرق التّكاثر تحت الضّغط البيئيّ، على الرّغم من أنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النّظرية. تشمل أنواع بطيئات المشية البحريّة، مثل تلك الّتي سجّلها فايس، كلاً من الذّكور والإناث وتتكاثر من خلال التّزاوج.

أنثى الدّببة المائيّة تحمل ما يقارب 20 بيضة حتى تفقس واحدة تلو الأخرى، مثل الفشار. وفقاً لوايس، يمكن التّعرف على الدببة المائيّة حديثي الولادة من خلال بطونها الفارغة وتكون جاهزة للتكاثر بعد أسبوع واحد فقط!. ولكن مع عمر يصل إلى ثمانية أسابيع، تعيش هذه المخلوقات الصّغيرة حياة قصيرة نسبيّاً.

لقد طوّرت النّتائج الأخيرة التي توصّل إليها فايس وباحثون آخرون فهمنا للسّلوك الإنجابي للدببة المائيّة بشكل ملحوظ. بينما يتعمّق المزيد من الخبراء في العالم المجهريّ لهذه المخلوقات الرّائعة، يمكننا أن نتوقّع المزيد من الاكتشافات حول قدراتهم الفريدة واستراتيجيّات البقاء على قيد الحياة.