تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

علماء عثروا على عظام قديمة تعيد كتابة وصول الإنسان الحديث إلى شمال غرب أوروبا!

مريم مونس
مريم مونس

3 د

اكتشف الباحثون أن الإنسان الحديث وصل إلى شمال غرب أوروبا في وقت أبكر مما كان متوقعًا، حيث عُثر على عظام تعود لـ 45,000 عام في كهف برانيس بألمانيا، تُشير إلى وجود الإنسان العاقل وكائنات أخرى.

يُظهر البحث أن المجمع التكنولوجي المعروف بـ LRJ، الذي كان يُعتقد أنه من صنع النياندرتال، أُنتج في الواقع من قبل البشر الحديثين، مما يقدم منظورًا جديدًا حول كيفية وصول الإنسان الحديث إلى أوروبا.

استُخدم علم البروتينات القديمة والحمض النووي القديم والتأريخ بالكربون المشع في تحليل البقايا العظمية، مما أدى إلى تحديد البقايا البشرية الأولى المرتبطة بطبقات LRJ.

اكتشف فريق من الباحثين الدوليين أن الإنسان الحديث قد وطأت قدماه شمال غرب أوروبا في زمنٍ أقدم مما كان متوقعًا سابقًا، وذلك في ظروف بيئية أشد برودة. ففي كهف بمنطقة رانيس في ألمانيا، عثر الباحثون على عظام تعود إلى 45000 عام، تُنسب إلى الإنسان العاقل والحديث، بالإضافة إلى عظام دببة الكهوف ووحيد القرن الصوفي والرنة.

تم الكشف عن هذه العظام في منطقة بشمال غرب أوروبا، حيث كان علماء الآثار يستخرجون على مر العقود أدوات حجرية مميزة تابعة للمجمع التكنولوجي المعروف باسم لينكومبيان-رانيسيان-جيرزمانوفيشي (LRJ). كان الاعتقاد السائد يذهب إلى أن هذا المجمع من صنع إنسان نياندرتال، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن صانعي LRJ هم البشر الحديثون.

يوضح فريدو ويلكر، الأستاذ المشارك في جامعة كوبنهاجن وأحد مؤلفي الدراسات الجديدة، أن وجود LRJ في الحقبة التي يُعتقد أن الإنسان الحديث قد دخل خلالها إلى أوروبا، لطالما أحاطت به الشكوك حول الجهة المسؤولة عن إنشائه. ويعبر عن سعادته بالتوصل إلى حل لهذا اللغز.

تقدم هذه الاكتشافات رؤى جديدة حول التوقيت والكيفية التي وصل بها الإنسان الحديث إلى أوروبا، مؤكدةً على أن وجودهم في شمال غرب القارة يعود إلى زمن أبعد مما كان يُظن. ويشير ويلكر إلى أن هذا الوجود يمتد إلى فترات البرد الشديد، ما يدل على قدرة هذه المجموعات البشرية على التكيف مع الظروف المناخية القاسية منذ بداياتها في القارة.

يُظهر البحث أن الظروف البيئية العالية البرودة في رانيس تلك الفترة كانت تشبه إلى حد كبير مناطق السهوب المفتوحة الموجودة حاليًا في سيبيريا وشمال الدول الإسكندنافية، ما يعكس المرونة البيئية لهذه المجموعات الرائدة من البشر. لتحديد نوع العظام المكتشفة، استخدم الباحثون بروتينات مستخرجة من شظايا العظام، مما مكنهم من التعرف على بقايا الحيوانات والبشر في طبقات LRJ.

يُعدّ علم البروتينات القديمة أداة حديثة نسبيًا، تُستخدم في تحديد التصنيف لبقايا الهياكل العظمية التي لم تُعرف هويتها من قبل، والتي تم استخراجها من المواقع الأثرية. هذا العلم مكّننا في رانيس من تحديد أولى البقايا البشرية المرتبطة بطبقات LRJ. تم تحليل هذه البقايا لاحقًا بأساليب متقدمة تشمل الحمض النووي القديم، والتأريخ بالكربون المشع، وتحليل النظائر المستقرة"، هكذا تقول دوروثيا ميلوبوتاميتاكي، الزميلة السابقة في كوليج دو فرانس ومعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، التي أجرت البحث في جامعة كوبنهاغن. وقد عُثر في الموقع على آلاف القطع العظمية شديدة التجزؤ.

جيف سميث، عالم آثار الحيوان في جامعة كينت، يوضح قائلًا: "كشف التحليل الأثري للحيوانات أن الكهف في رانيس كان يُستخدم بصورة متقطعة كمأوى للضباع ودببة الكهف أثناء السبات، إلى جانب استخدامه من قِبل مجموعات صغيرة من البشر".

ويضيف سميث: "رغم أن هذه المجموعات البشرية كانت تستخدم الكهف لفترات قصيرة، إلا أنهم كانوا يستهلكون لحوم مجموعة متنوعة من الحيوانات، تشمل الرنة ووحيد القرن الصوفي والخيول".

ذو صلة

توفر البيانات الأثرية الجديدة، بالإضافة إلى التحديدات التصنيفية المورفولوجية والبروتينية، وتحليل الحمض النووي، والتأريخ بالكربون المشع، وعلم آثار الحيوان، وتحليل النظائر، نقطة تحول هامة في فهمنا لأولى توغلات الإنسان العاقل في أوروبا شمال جبال الألب منذ 45000 عام، مما يُحدث تغييرًا جذريًا في منظورنا حول وصول أوائل رواد الإنسان الحديث إلى المنطقة.

ويلكر يُعرب عن تطلعه قائلًا: "أنا متحمس لرؤية المزيد من الدراسات المستقبلية التي تُسلط الضوء بالتفصيل على سلوك هؤلاء البشر المعاصرين الأوائل في القارة، باستخدام هذه الطائفة المثيرة من الأساليب المتطورة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة