تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

علماء يدربون الذكاء الاصطناعي باستخدام مشاهد من كاميرا الرأس على طفل صغير لمدة عام ونصف.. فما النتائج؟

مريم مونس
مريم مونس

3 د

أجرت جامعة نيويورك وجامعة إنديانا تجارب باستخدام كاميرات مثبتة على رؤوس الأطفال لدراسة تعلم الذكاء الاصطناعي، حيث ركزت جامعة نيويورك على معالجة اللغة بينما اهتمت جامعة إنديانا بالتعلم البصري.

تم تمويل أبحاث جامعة نيويورك جزئيًا بواسطة وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) ومؤسسة العلوم الوطنية، مع تسليط الضوء على استثمار البنتاغون الملياري في الذكاء الاصطناعي.

أكد الباحثون على أهمية البيانات البشرية في نجاح التعلم الآلي، مشيرين إلى أن الشبكات العصبية استفادت بشكل كبير من تحليل اللقطات التي تمثل تجارب الأطفال البصرية واللغوية.


لم يقتصر عمل الباحثين على تطوير طفل يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بل شرعوا أيضًا في تدريب هذا الذكاء باستخدام مقاطع فيديو ملتقطة من كاميرا مثبتة على رأس طفل بشري.

أعلنت جامعة نيويورك في بيان صحفي أن فريق علوم البيانات لديها ثبت كاميرا على رأس طفل حي لمدة 18 شهرًا، بهدف استقصاء ما يمكن أن يستفيد منه نموذج الذكاء الاصطناعي من تلك التجربة.

تتم تدريب الغالبية العظمى من نماذج اللغات الكبيرة، مثل "GPT-4" من "OpenAI" وغيرها، على كميات هائلة من البيانات اللغوية، تفوق بمراحل ما يتلقاه الأطفال الصغار خلال سنواتهم الأولى في تعلم اللغة.

رغم هذا الفارق الكبير في البيانات، استطاعت الأنظمة التي طورها علماء جامعة نيويورك من خلال استخدام بيانات كاميرا الطفل تعلم "عدد كبير من الكلمات والمفاهيم"، وذلك باستخدام نحو واحد بالمائة فقط من إجمالي ساعات يقظة الطفل بين عمر الستة أشهر والعامين.

من خلال استعمال قدر ضئيل من البيانات المطلوبة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي، نجح الباحثون في تعليم نظامهم التعلم بطريقة تشبه تعلم الطفل، مما يثير إعجاب الكثيرين في وادي السيليكون الذين يعبرون عن قلقهم إزاء الكميات الهائلة من الطاقة والماء والبيانات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لما ذكرته مجلة "MIT Technology Review"، فإن الطفل المعني يُدعى "سام"، ويقيم في أستراليا مع والديه وقطتين. أسفر المشروع عن حوالي 61 ساعة من التسجيلات التي تم جمعها أثناء ارتداء سام لسماعة الكاميرا الخفيفة على مدى عام ونصف، وقد نُشرت الدراسة المتعلقة بها الأسبوع الماضي في مجلة "ساينس".

قال براندون ليك، عالم الإدراك الحسابي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "تعد هذه المجموعة من البيانات فريدة بشكل مطلق، وتمثل أفضل رؤية حصلنا عليها حتى الآن لاستكشاف ما يمكن أن يصل إليه طفل واحد".

بعد معالجة تسجيلات كاميرا الطفل من خلال الذكاء الاصطناعي الخاص بهم، اكتشف الباحثون أن النظام كان قادرًا على تحقيق إنجاز في مجال الإدراك البشري، وهو ربط الكلمات بالأشياء التي تمثلها، رغم تعقيد المهمة نظرًا لأن التسجيلات كانت تحوي غالبًا العديد من العناصر المتداخلة، حتى وإن كان بالإمكان سماع المتحدث يُشير إلى شيء محدد.

من اللافت للنظر أن باحثين من جامعة إنديانا قد قاموا بإجراء تجارب تشابه إلى حد كبير تلك التي أُجريت في جامعة نيويورك، حيث استخدموا طفلاً مزوداً بكاميرا رأس، وقد نشروا نتائجهم الأولية في الخريف الماضي. إلا أن اهتمامهم كان منصباً أكثر على التعلم البصري لدى الطفل وكيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي في فهم هذه العملية، على عكس التركيز على معالجة اللغة.

وما يثير الفضول أكثر هو أن جامعة نيويورك قد حصلت على تمويل لأبحاثها في مجال تعلم الذكاء الاصطناعي للأطفال من خلال منحة من وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) التابعة للبنتاغون، والتي خصصت مليارات الدولارات للبحث في الذكاء الاصطناعي.

بالفعل، تلقت كلية تاندون للهندسة بجامعة نيويورك، والتي لم تشارك في أبحاث كاميرا الأطفال، عقداً بقيمة 5 ملايين دولار في عام 2021 لمساعدة DARPA في تطوير "مساعد واقع معزز يعتمد على الذكاء الاصطناعي".

لا يزال المبلغ الدقيق الذي قدمته وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) أو مؤسسة العلوم الوطنية، التي ساهمت أيضاً في تمويل البحث في كاميرا الأطفال المدعمة بالذكاء الاصطناعي، لجامعة نيويورك لهذه التجربة بالتحديد غير واضح.

ذو صلة

تُعد هذه الدراسة مثيرة للاهتمام بشكل كبير، على الرغم من تحذير أحد الباحثين بأهمية ملاحظة أن نجاح الذكاء الاصطناعي في تحليل لقطات الفيديو الخاصة بسام ومحاولته فهم العالم، كان ممكناً لأن هذه اللقطات هي ثمرة عقله البشري النامي.

أعربت جيس سوليفان، العالمة في مجال علم النفس التنموي بكلية سكيدمور والتي أسهمت في تنظيم جمع البيانات، عن رأيها لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قائلة: "أعتقد أن الدراسة لم تكن لتُحقق نجاحاً لولا أن الأطفال قاموا بإنشاء مجموعة البيانات التي تعلمت منها الشبكة العصبية".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة