تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

علماء يطورون “أعضاء مصغرة” من الخلايا التي تفرزها الأجنة في الرحم! تطور التشخيص قبل الولادة

مريم مونس
مريم مونس

3 د

طوّر الباحثون "أعضاء صغيرة" من خلايا تم جمعها من السائل الأمنيوسي للأجنة في الرحم، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تطور الجنين خلال فترة الحمل المتأخرة.

تم إنشاء هذه الأعضاء الصغيرة التي تحاكي وظائف الأعضاء الحقيقية من خلايا الرئة والكلى والأمعاء، مما يمهد الطريق لإحراز تقدم كبير في تشخيص وعلاج العيوب الخلقية قبل الولادة.

يعد هذا البحث قفزة هائلة في مجال الطب والولادة، حيث يتيح إمكانية إجراء تقييمات وظيفية لحالات الأجنة الخلقية قبل الولادة ويفتح المجال لاختبار العلاجات على الأعضاء الصغيرة المتأثرة.

نجح الباحثون في تنمية أعضاء مصغرة، تسمى الأعضاء العضوية، من الخلايا التي تفرزها الأجنة بشكل طبيعي في الرحم، مما يفتح أبوابًا جديدة لفهم التطور البشري أثناء أواخر الحمل. توفر هذه الكائنات العضوية، المستمدة من خلايا الرئة والكلى والأمعاء الموجودة في السائل الأمنيوسي، طريقة جديدة للتحقيق في أسباب وتطور التشوهات الخلقية، والتي تؤثر على 3-6٪ من الأطفال حديثي الولادة في جميع أنحاء العالم.

تشير الدراسة، التي أجراها الدكتور ماتيا جيرلي، باحث الخلايا الجذعية في جامعة كوليدج لندن (UCL)، والبروفيسور باولو دي كوبي من معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل، إلى المرة الأولى التي تتم فيها زراعة مثل هذه العضويات من السائل الأمنيوسي غير المعالج. الخلايا. إن الآثار المترتبة على هذا البحث عميقة، لأنه يسمح برؤية لا مثيل لها حول نمو الجنين "في كل من الصحة والمرض"، وفقًا للدكتور جيرلي. وهذا يمكن أن يعزز إلى حد كبير التدخلات الطبية الشخصية، مما يتيح التشخيص المبكر وتخطيط العلاج لتشوهات الجنين.

العضيات هي في الأساس مجموعات صغيرة من الخلايا التي تكرر بنية ووظيفة الأعضاء الأكبر. لقد أصبحت أدوات لا غنى عنها في البحوث البيولوجية، حيث تساعد في دراسة تطور الأعضاء، وتطور المرض، وفعالية الأدوية. حتى الآن، تمت زراعة معظم العضيات من أنسجة بالغة، مع تطوير بعضها من خلايا جنينية تم الحصول عليها من خلال طرق أخلاقية، بما في ذلك من حالات الحمل المنتهية أو عن طريق إعادة برمجة الخلايا إلى الحالة الجنينية.

وجاء هذا الإنجاز من خلال تحليل عينات السائل الأمنيوسي التي تم جمعها من 12 امرأة حامل تخضع لاختبارات تشخيصية روتينية. وعلى الرغم من أن غالبية الخلايا الموجودة في السائل غير قابلة للحياة، اكتشف الفريق أن جزءًا صغيرًا منها عبارة عن خلايا جذعية قادرة على تكوين رئتي الطفل وكليتيه وأمعائه. ومن خلال دمج هذه الخلايا في قطرات هلامية وزراعتها، نجح الباحثون في إنماءها إلى عضويات ثلاثية الأبعاد.

التطبيقات المحتملة لهذا البحث واسعة. على سبيل المثال، أنتج الفريق عضويات رئوية من أجنة تم تشخيص إصابتها بفتق حجابي خلقي (CDH)، وهي حالة تتميز بوجود عيب في الحجاب الحاجز يعوق نمو الرئة. ومن خلال مقارنة العضيات من الأجنة المصابة بـ CDH قبل وبعد التدخلات الطبية، تمكن الباحثون من ملاحظة تحسينات تنموية كبيرة، مما يؤكد فعالية العلاج.

ويمكن أن تمتد هذه المنهجية إلى دراسة الاضطرابات الخلقية الأخرى، مثل التليف الكيسي وتشوهات الأعضاء المختلفة. إنه يوفر وسيلة جديدة لاختبار الأدوية العلاجية مباشرة على الأعضاء المصابة قبل إعطائها للجنين، مما قد يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج.

ذو صلة

ويسلط البروفيسور روجر ستورمي من جامعة هال الضوء على أهمية هذا البحث في تمكين العلماء من استكشاف تكوين ووظيفة الأعضاء الحيوية لدى الأطفال الذين لم يولدوا بعد دون الاعتماد على الأنسجة من حالات الحمل المنتهية. علاوة على ذلك، يمكن أن يسلط الضوء على الأصول المبكرة للأمراض التي تظهر لاحقًا في الحياة من خلال فحص الأعطال الخلوية داخل أنسجة الجنين.

تمثل هذه الدراسة تقدمًا كبيرًا في طب ما قبل الولادة وتقدم طريقًا واعدًا نحو فهم وعلاج الحالات الخلقية قبل الولادة، وبالتالي تعزيز آفاق الأطفال حديثي الولادة المصابين في جميع أنحاء العالم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة