علماء يكتشفون “ديدان مفترسة” عملاقة حكمت المحيطات القديمة في جرينلاند منذ أكثر من 518 عام!

في عالم تنوعت فيه الحياة على الأرض، كانت المحيطات ساحةً تملكها الديدان الطويلة المتشابكة، واليوم تكشف دراسة جديدة عن ديدان مفترسة عملاقة حكمت المحيطات القديمة منذ أكثر من 518 مليون عام، مما يزيد من فهمنا لتاريخ الحياة البحرية، وكيف تطورت المحيطات والكائنات التي عاشت فيها.

قام فريق دولي من العلماء، بقيادة خبراء في معهد الأبحاث القطبية الكوري (KPRI)، باكتشاف ديدان مفترسة عملاقة في شكلها الأحفوري في جرينلاند، حيث يبلغ طول هذه الديدان حوالي 30 سنتيمترًا، وكانت أحد أكبر الكائنات السابحة الموجودة منذ أكثر من 518 عام.

وقد أطلق العلماء على هذا النوع الجديد رسميًا إسم "Timorebestia koprii"، والذي يعني الجزء الأول منه باللغة اللاتينية "الوحوش المرعبة "، حيث كان لتلك الديدان فك عملاق نسبيًا، وقرون استشعار طويلة، من شأنها أن تجعل منها أعظم الأعداء في المحيط.

يقول عالم الأرض "جاكوب فينثر"، من جامعة بريستول: " كانت ديدان (تيموربيستيا) من عمالقة عصرها وتعتبر مهمة مثل القرش والفقميات في العصر الكامبري".

وقد أوضح العلماء في الدراسة التي نُشرت في مجلة "Science Advances"، أنه على الرغم من أن أنساب "تيموربيستيا" التي تُعرف حاليًا بالديدان السهمية، تعتبر من الديدان الصغيرة اليوم. ومع ذلك، لا تزال هذه الديدان من الحيوانات المفترسة المهمة في الشبكة الغذائية الحديثة، حيث تتغذى على الفرائس الأساسية مثل العوالق الحيوانية. ويمكن إرجاع حفريات أسلاف ديدان السهم إلى 538 مليون سنة. وهذا أقدم بملايين السنين من الحفريات المعروفة للمفصليات القديمة، مثل الحشرات أو العناكب أو القشريات.

يشرح فينثر: "كانت كل من ديدان السهم، والديدان التيموربيستيا الأكثر بدائية، من الحيوانات المفترسة التي تسبح. لذلك يمكننا أن نفترض أنه في جميع الاحتمالات كانت هذه الحيوانات المفترسة هي التي سيطرت على المحيطات قبل أن تنطلق المفصليات. وربما كانت لديهم سلالة تمتد لنحو 10 إلى 15 مليون سنة قبل أن تحل محلها مجموعات أخرى أكثر نجاحًا".

ويضيف: "لم تكن هذه هي الحيوانات المفترسة الوحيدة في ذلك الوقت التي تم إسقاطها من عروشها البيئية. فقد أدى التنوع التطوري السريع للحياة خلال الانفجار الكامبري إلى إعادة تشكيل الشبكة الغذائية بشكل كبير".

ومن الجدير بالذكر أن البعثة الميدانية الاستكشافية إلى منطقة سيريوس باسيت النائية جدًا في أقصى شمال جرينلاند، لديها المزيد من الاكتشافات المثيرة التي ستظهر كيف كانت تبدو النظم البيئية لأقدم الحيوانات. يقول قائد البعثة تاي يون بارك، من معهد الأبحاث القطبية الكوري: "جمعنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات الحية الجديدة والمثيرة. ولدينا العديد من النتائج المثيرة لمشاركتها في السنوات القادمة والتي ستساعد في إظهار كيف كانت تبدو النظم البيئية الحيوانية الأولى وكيف تطورت".