الذكاء الصناعي يكتشف إشارات محتملة من كائنات فضائية تم التغاضي عنها مُسبقًا

استخدم مجموعة من العلماء مؤخرًا الذكاء الاصطناعي لإعادة تحليل سجلات التلسكوبات الراديوية والتي كان يُعتقد قديمًا أنها لا تحتوي على أي شيء ذو قيمة، فجاءت النتيجة مثيرة للاهتمام بعد العثور على نتائج تستحق المزيد من البحث.

فرغم المحاولات الضخمة التي تتم منذ سنوات عدة لاستكشاف كائنات أخرى تعيش في الفضاء الخارجي وتجيب على سؤال "هل نحن بمفردنا في الكون؟" إلا أن النتائج كانت دائمًا مخيِّبة للآمال وتثير الكثير من المناقشات والجدل بين العلماء.

وقد رجّح العلماء سبب هذا الفشل المتكرر في محدودية عمليات البحث التي تم إجراؤها، وأنه حتى عند التقاط إشارات ذات قيمة فإن احتمالات إغفالها والتغاضي عنها كبيرة للغاية.

فنتيجة الاحتمال القائم لتداخل إشارات الكائنات الفضائية مع الانبعاثات الراديوية الطبيعية ومع ضجيج المصادر الأرضية والأقمار الاصطناعية فإن فصل تلك الإشارات والتعرف عليها في حالة وجودها كان يمثل تحديًا كبيرًا للعلماء.

فمن خلال مشروع Breakthrough Listen الموجّه لاكتشاف اتصالات ذكية خارج كوكب الأرض بميزانية 100 مليون دولار تم رصد 2.9 مليون إشارة يمكن أن تستحق الاهتمام من البشر، وتم تقليصها إلى 20515 ثم إلى 200 لينتهي الحال إلى وجود 8 إشارات ذات أهمية قصوى من 7 نجوم مختلفة.

لكن عدم تكرار الإشارات شكّل عقبة كبيرة أيضًا، فهذا يعني عدم إمكانية التأكد بوسائل وأدوات أخرى من صحة هذه الإشارات، فالعلم دائمًا يقوم على إمكانية الدراسة بأدوات متنوعة والتكرار بشكل ما.

ولكن تأتي إشارتين من النجم ذاته وهما MLc1 و MLc7 ليمثلا مجال اهتمام فائق لدى العلماء بسبب التكرار.

بالطبع لا يتوقعون إشارات موجّهة إلى كوكب الأرض تحديدًا، ولكن لديهم الكثير من الأمل في رصد إشارات طائشة في الفضاء.

وقد جاءت هذه البيانات التي تم تحليلها من 480 ساعة من ملاحظات لأكثر من 820 نجمًا بواسطة التلسكوب روبرت سي بيرد جرين بانك اللاسلكي، والذي حجزته مجموعة SETI Breakthrough المتعلقة بالبحث عن الذكاء أو الحياة ما وراء الأرض.

ففي ورقة بحثية نُشرت في Nature Astronomy، يقول المؤلف الرئيسي بيتر ما وهو طالب جامعي في جامعة تورنتو، أنه يمكن توسيع جهود البحث إلى مليون نجم الآن باستخدام تلسكوبات فائقة التطور مثل MeerKAT وSKA، والتي ستجعل العلماء قادرين على جمع تيرابايت من البيانات أسبوعيًا وتحليلها بسرعة فائقة تسمح باكتشاف الإشارات الحيوية الذكية من كائنات فضائية بشكل أسرع بكثير من الطرق التقليدية.

ويؤيده في هذا التصور فرانك مارشيس من مجموعة SETI، ويُضيف أن تلك التلسكوبات القوية لن تؤدي فقط لرصد ملايين الكواكب والنجوم سريعًا ولكن سوف تسمح أيضًا لهوائيات أخرى بالتقاط هذه الإشارات وبالتالي تحليلها بأكثر من طريقة وفصلها عن الضوضاء الطبيعية العادية أو تلك الصادرة من كوكب الأرض لنكون أقرب بكثير لاكتشاف كائنات حية ذكية في الكون عن أي وقت مضى.