قد يختفي الموز من السوق.. لكن ما الأسباب؟ وكيف تُعالج المشكلة؟

من منا لا يستمتع بطعم الموز اللذيذ؟ لكن، هل تساءلتم يومًا عما إذا كانت هذه الفاكهة المحببة قد تختفي من أسواقنا؟ يواجه الموز الأكثر انتشارًا تهديدًا حقيقيًا قد يجعل منه عبرة في المستقبل. تعالوا معنا لاكتشاف هذا الخطر، وكيف يكافح العلماء لحماية هذه الفاكهة المميزة، ولماذا يجب أن نعيد النظر في ممارساتنا الزراعية المعتادة.

موز الكافنديش، الأكثر استهلاكًا حول العالم، يواجه خطرًا من فطر يدعى "ذبول الفيوزاريوم" من سلالة TR4. هذا التهديد دفع العلماء لبحث حلول، منها التعديل الجيني، لحماية هذه الفاكهة. إذ يوجد أكثر من 1000 نوع من الموز، ولكن حوالي 47% من الموز الذي يتناوله البشر هو من نوع كافنديش (Musa acuminata).

في كل عام، يستهلك الناس في جميع أنحاء العالم أكثر من 100 مليار موزة، ويمثل نوع كافنديش ما يقرب من نصف ذلك. يهيمن هذا النوع من الموز على السوق نظرًا لمقاومته للأمراض ومدة صلاحيته الأطول وإنتاجيته العالية. تاريخيًا، كان نوع الموز المعروف باسم جروس ميشيل سائدًا حتى قضى عليه فطر يسمى السلالة الاستوائية 1 بحلول الخمسينيات من القرن الماضي. ونتيجة لذلك، تولى كافنديش قمة الإنتاج والمبيعات بسبب مناعته ضد هذه السلالة.

في عام 1997، تم اكتشاف سلالة فطرية جديدة تدعى TR4 تهاجم موز الكافنديش في أستراليا. هذا الفطر يصيب جذور شجرة الموز، معطلاً قدرتها على امتصاص الماء والتمثيل الضوئي، مما يؤدي إلى موت الشجرة. ومنذ ذلك الحين، انتشر هذا المرض في دول كبرى مثل الهند والصين.

يبذل الباحثون جهودًا حثيثة للحفاظ على موز كافنديش من الانقراض بسبب الفطر TR4. وهنا بعض الطرق التي يتم استكشافها:

رغم هذه الجهود، فإن الاعتماد المستمر على نوع واحد من الموز يعد مخاطرة حقيقية. ويشير البعض إلى صناعة التفاح كمثال على كيفية ازدهار الصناعة من خلال تقديم مجموعة من الأصناف. التنوع الوراثي في المحاصيل يقلل من خطر التعرض للأمراض ويمكن أن يقدم فرصًا اقتصادية، حيث يمكن للمستهلكين اختيار من بين الأصناف المختلفة، وبالتالي يمكن للمنتجين تحقيق أرباح أكبر.

المستقبل الذي يواجه موز كافنديش هو مستقبل غامض. مع تقدم فطر TR4 المدمر، تجد العلوم نفسها في سباق مع الزمن لحماية هذا النوع من الموز. ولكن القضية لا تقتصر فقط على مكافحة هذا الفطر، بل تمتد لتتضمن مشكلة أكبر تتمثل في الممارسات الزراعية التي تعتمد على زراعة نوع واحد من المحصول، وهو ما يعرف بالزراعة الأحادية.

هذه الممارسات تجعل المحصولات أكثر عرضة للأمراض والآفات، لأنه عندما يصيب مرض أو آفة نوعًا معينًا من المحصول، يمكن أن يتسبب في فقدان الحصاد بأكمله. على سبيل المثال، في حالة الموز، الاعتماد المفرط على موز كافنديش فقط يعرض الإنتاج العالمي للموز لخطر هائل في حالة انتشار مرض يصيب هذا النوع بشكل خاص.

من هنا، تظهر أهمية التنوع البيولوجي وتعزيز استخدام أصناف متعددة من الموز في الزراعة. وذلك ليس فقط لتقليل المخاطر المتعلقة بالأمراض والآفات، ولكن أيضًا لتقديم تجربة تذوق متنوعة للمستهلكين وتحقيق استدامة في الصناعة على المدى البعيد.