تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف تتقن البرمجة بقاعدة الدقيقتين؟ دروس رائعة من كتاب العادات الذرية

مريم مونس
مريم مونس

4 د

كثيرة هي الأوقات التي تجلس فيها لتعلم البرمجة متحمسًا ومستعدًا، لكن بعد قليل تشعر وكأنك تقوم بأصعب المهام. الأمر يبدو محبطًا، أليس كذلك؟ لكن لا تقلق فهناك خبر جيد!

يوجد كتاب رائع يدعى "Atomic Habits" لجيمس كلير، وهو بمثابة كنز لكل من يسعى لتطوير نفسه. إذ يكشف كلير النقاب عن أسرار مثل: كيف تبني عادة؟ وكيف تجعل بيئتك تدعمك نحو تحقيق أهدافك؟ وكيف تستفيد من طفرات الدوبامين للالتزام بالعادات الجيدة؟ لكن دعني أشاركك كيف يمكن تطبيق هذه الأفكار لتعلم البرمجة بفعالية.

تخيل معي: طائرة على وشك الإقلاع من لوس أنجلوس إلى نيويورك، ولكن الطيار يغير مسارها بمقدار ضئيل 3.5 درجة فقط. هذا التغيير البسيط، الذي لا يكاد يُلاحظ، ينتهي بالطائرة في واشنطن العاصمة بدلاً من نيويورك! مما يوضح لنا كيف أن التغييرات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى نتائج كبيرة مع مرور الوقت.

كمبرمج مبتدئ، قد تظن أنك بحاجة إلى إنجازات ضخمة لتصل إلى القمة، لكن الحقيقة هي أن الخطوات الصغيرة اليومية هي التي ستقودك إلى هدفك. تجنب إإضاعة الوقت مثل تصفح إنستغرام أو مشاهدة يوتيوب بشكل مفرط، واستبدلها بعادات صغيرة تساهم في تعلمك للبرمجة يوميًا، وستجد نفسك تقترب أكثر فأكثر من حلمك بأن تصبح مهندس برمجيات.

أتعلم ما الأكثر إثارة في الأمر؟ هو أن البدايات قد تبدو بلا نتائج واضحة. يسمي جيمس كلير هذه المرحلة بـ "وادي خيبة الأمل"، حيث يفقد الكثيرون الأمل ويتخلون عن مساعيهم. ولكن، إذا تجاوزت هذه المرحلة، ستشعر فجأة وكأنك تملك قوة خارقة. تعلم لغة برمجة جديدة، إنشاء مشاريع، والتقديم على وظائف سيصبح أمرًا طبيعيًا لك.

إذاً، هل أنت مستعد لتبدأ رحلتك وتحول تلك الخطوات الصغيرة إلى إنجازات كبيرة في عالم البرمجة؟


بناء عادة.. البداية الأهم!

لبناء عادة جديدة، من المهم أولًا أن نفهم ما تعنيه "حلقة العادة". هذه الحلقة تتكون من أربع مراحل: الإشارة، الرغبة، الاستجابة، والمكافأة. هي الدورة التي تقودنا لتكرار أي عادة، سواء كانت جيدة أو سيئة.

لنأخذ مثالًا على حلقة العادة من خلال سيناريو شائع: هاتفك يهتز وأتاك إشعار، تشعر بالفضول لمعرفة ما وراء الإشعار (الرغبة)، تلتقط هاتفك لتحقق (الاستجابة)، ثم تجد نفسك تقضي نصف ساعة في تصفح إنستغرام (المكافأة). وبمرور الوقت، يربط عقلك بين مشاهدة اليوتيوب والملل من البرنامج التعليمي، مما يؤدي إلى عادة سيئة تضيع وقتك خلال جلسات البرمجة.

لذا، استخدام حلقة العادة بشكل إيجابي. يمكنك أيضًا استخدام حلقة العادة لبناء عادات جيدة. كما يقترح جيمس كلير في كتابه، يمكنك جعل الإشارة واضحة، مثل وضع الكمبيوتر المحمول في مكان بارز كتذكير لتعلم البرمجة.


الوضوح أهم من الحافز

المشكلة الرئيسية ليست في نقص الحافز، بل في عدم الوضوح حول ما نريد تحقيقه. قول "غدًا سأتعلم البرمجة" غير كافٍ. يجب أن تكون أكثر تحديدًا، مثل "بعد تنظيف أسناني، سأجلس لأكتب الكود لمدة ساعتين". هذه الطريقة تعرف بتكديس العادات وهي أداة قوية لبناء عادات جديدة.


قاعدة الدقيقتين في بناء عادات البرمجة!

إذا كنت تسعى لتعزيز مهاراتك في البرمجة وتجد صعوبة في الحفاظ على الاستمرارية، فإن قاعدة الدقيقتين التي يقدمها جيمس كلير قد تكون الحل. يعتبر تحديد أهداف غير واقعية من أكبر العوائق التي تواجه الكثيرين، حيث يؤدي ذلك إلى نقص في الحافز والاستمرارية.

يشدد جيمس كلير على أهمية البدء بخطوات صغيرة وسهلة، مثل تخصيص دقيقتين فقط في اليوم للنشاط الذي ترغب في تحويله إلى عادة. على سبيل المثال، إذا أردت أن تبني عادة قراءة الكتب، ابدأ بالقراءة لمدة دقيقتين يوميًا، ثم زد الوقت تدريجيًا. هذه الطريقة تساعدك على تحقيق أهدافك دون الشعور بالإرهاق أو الإحباط.

ذو صلة

تطبيق هذه القاعدة على تعلم البرمجة يعتبر أسلوبًا فعالًا أيضًا. بدلاً من محاولة اجتياز دورة تدريبية كاملة مدتها 40 ساعة في يومين، يمكنك البدء بمشاهدة مقطع فيديو واحد فقط كل يوم ومن ثم تطبيق ما تعلمته. هذا النهج يمنع الشعور بالإحباط ويساعد على بناء عادة مستدامة لتعلم البرمجة بكفاءة وفعالية.

باختصار، قاعدة الدقيقتين تعلمنا أهمية البدايات الصغيرة وكيف يمكن لهذه البدايات أن تؤدي إلى تحقيق تقدم مستمر وثابت في تعلم البرمجة وغيرها من المهارات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة