لأول مرة في تاريخ الرحلات الفضائية .. تستخدم مركبة الفضاء جويس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية جاذبية الأرض والقمر للانطلاق نحو المشتري

لأول مرة في الرحلات الفضائية إلى كوكب المشتري، استطاعت مركبة استكشاف ٌأقمار المشتري الجليدية "جويس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية تنفيذ مناورة حرجة لمدة 43 دقيقة بنجاح، واستخدمت المركبة حوالي 10% من الوقود، وهذه المناورة جزء أساسي من مسار المركبة الذي يتضمن سلسلة من المساعدات الجاذبية، بما في ذلك مساعدة جاذبية مزدوجة فريدة من نوعها من الأرض والقمر.

أُطلقت المركبة في 23 أبريل، في مهمة لاستكشاف المشتري وأقماره الجليدية (غانيميد، كاليستو، أوروبا) والمناورة الأخيرة غيرت سرعة المركبة بمقدار 200 متر في الثانية، هي أكبر مناورة نفذتها جويس حتى الآن، وأشارت مهندسة ديناميكيات الطيرات جوليا شوارتز إلى أهمية هذه المناورة، وأشارت إلى استهلاكها الكبير للوقود والتحديات التقنية المتضمنة.

تُعد مركبة جويس من أثقل المركبات الفضائية وتزن حوالي 6 آلاف كجم، وسوف تستخدم المساعدات الجاذبية لتوفير الوقود، والمرور القريب من الأرض والقمر في أغسطس 2024 هو الأول في هذه السلسلة، وسوف تراقب الفرق وتعدل مسار جويس بعناية، مع التخطيط لمناورة ثانية لضبط مسارها للمساعدة الجاذبية المزدوجة.

أعرب مدير عمليات المركبة إغناسيو تانكو عن تفاؤله حول تقدم المهمة، وأشار إلى أنه إذا سارت كل المناورات كما هو مخطط لها فقد لا يكون من الضروري استخدام المحرك الرئيسي ثانية، حتى دخول المركبة في مدار المشتري في 2031، ولتصحيح المسار سوف تعتمد المركبة على محركاتها الأصغر.

تواصل جويس رحلتها، وفي نفس الوقت يظل فريق عملها يقظًا، ويستخدم البيانات من هذه المناورة لتعديل العمليات المستقبلية، ويعد هذا النجاح شهادة على الدقة والإبداع في استكشاف الفضاء، مما يُقرب البشرية من فهم أسرار المشتري وأقماره، ونحن الآن في انتظار وصول المركبة إلى المشتري في 2031.