“لا تكشف عن خططك للناس”.. هل هي نصيحة مُجدية في جميع الأوقات؟

قد تبدو هذه النصيحة غير منطقية في البداية. فكيف يمكن للآخرين معرفة متى وكيف يساعدونك إذا لم تشارك معهم موقفك؟ وقد تقول في نفسك: أنا لا أعيش في جزيرة منعزلة وأحتاج إلى التوجيه والدعم.

حسنًا! لنفكر في هذا السيناريو:

في إحدى السنوات الدراسية بالجامعة، ستُكلف بمشروع ما. ومن منطلق الفضول لاختبار فعالية إخفاء الخطط، تقرر عدم إخبار أحد بذلك. ستقوم بإجراء بحث شامل وتستعين بالموارد المتاحة على الإنترنت، مما يزيد من ثقتك في نجاح المشروع.

لكن عندما يحين يوم العرض، يفاجأ زملاؤك. لم يكن أحد على علم بأنك كنت تعمل على مشروع بهذه الأهمية. وعند بدء العرض، تجد نفسك تفتقر إلى الثقة الكافية. لغة جسدك تظهر عدم الارتياح، وينتهي عرضك الذي كان من المفترض أن يستغرق 45 دقيقة بشرح واضح، في أقل من 15 دقيقة. خيبة أمل المحاضرين واضحة، وكأنهم يعتقدون أنه كان من الأفضل تكليف شخص آخر بهذه المهمة.

بعد العرض، يقترب منك صديق ويسأل لماذا لم تطلب المساعدة أو التوجيه. في تلك اللحظة، تدرك أن منهجك كان خاطئًا. أداؤك وتقييمك للموقف لم يكونا على المستوى المطلوب بسبب اعتقادك بأنك تستطيع التعامل مع كل شيء بمفردك.

الدرس المستفاد هو: إذا لم تكن متأكدًا من كيفية التعامل مع مهمة ما، فمن الحكمة طلب المساعدة من الأشخاص المطلعين وذوي النوايا الحسنة. قد تبدو فكرة إخفاء الخطط حكيمة، ولكنها غالبًا ما تؤدي إلى فقدان فرص التعلم والنمو.

ربما قرأت عن شخصيات ناجحة وبارزة تروّج لهذه الاستراتيجية، لكنك تجد صعوبة في تطبيقها عمليًا. فعندما تواجه التحديات في حياتك، تبدو هذه العبارة أشبه بلغز معقد بدلاً من أن تكون نصيحة عملية وقابلة للتطبيق.

في النهاية، هل يجب أن نتفق مع هذا المَثَل بشكل تام؟ ربما لا. من المهم جدًا إيجاد التوازن المناسب. قَطعًا هناك فائدة للسرية والاحتفاظ ببعض الخطط لنفسك، لكن يجب عدم تجاهل أهمية الاستعانة بآراء ودعم الآخرين. يجب أن تعرف متى تحتاج إلى المساعدة وأن تختار أشخاص مناسبين موثوقين قادرين على إضافة تأثير إيجابي في رحلتك نحو النجاح وتحقيق أهدافك.