لحماية طبقة الأوزون..اليابان تستعد لبناء أول قمر صناعي خشبي في العالم

يشارك علماء من اليابان في مشروع طموح يهدف إلى إنشاء أول قمر صناعي من الخشب في العالم، لتقليل التلوث الناجم عن النفايات المعدنية في الفضاء وتأثيرها المحتمل على طبقة الأوزون.

يحمل هذا القمر الصناعي اسم "LignoSat"، وسيُصنع من خشب الماغنوليا بحجم يعادل حجم كوب المطبخ. كما أنه من المقرر إطلاقه بواسطة صاروخ أمريكي في بداية فصل الصيف.

يأتي هذا المشروع، الذي يقوده فريق من جامعة كيوتو بالتعاون مع شركة سوميتومو فوريستري التجارية، عقب إجراء تجربة ناجحة في عام 2022 حيث تم تعريض عينات من الخشب لظروف الفضاء القاسية لمدة 9 أشهر في محطة الفضاء الدولية.

وقد أظهرت الاختبارات التي أجريت في محطة الفضاء الدولية على مدى 290 يومًا أنه نظرًا لانعدام الأكسجين في الفضاء، لا يحترق الخشب ولا يتعفن بسبب غياب الكائنات الحية الدقيقة. كما أظهرت الاختبارات، أن الخشب يتمتع بمقاومة فائقة لدرجات الحرارة الشديدة ولا يطرأ عليه تغير في بنيته في الفراغ الخالي من الجاذبية.

وصرحت جامعة كيوتو بأن استخدام الخشب في البناء بالفضاء، رغم بداهته، يقدم بديلاً اقتصاديًا ومستدامًا للمواد المتقدمة المستخدمة حاليًا، حيث يتحلل تمامًا عند إعادة دخوله إلى الغلاف الجوي دون ترك منتجات ثانوية ضارة.

وعلى الرغم من الظروف القاسية في الفضاء الخارجي التي تشمل تغيرات كبيرة في درجات الحرارة والتعرض للأشعة الكونية والجزيئات الشمسية، أثبتت الاختبارات عدم وجود تحلل أو تشوه في الخشب، مثل التشققات أو التقوسات. وعند عودته إلى الغلاف الجوي، يتحول القمر الصناعي الخشبي إلى رماد قابل للتحلل، بخلاف الألومنيوم المستخدم حاليًا في صناعة الأقمار الصناعية، والذي يُعتبر ملوثًا خطيرًا قادرًا على إحداث الضرر. كما يسهل أيضًا اختراق الخشب بموجات الراديو، مما يتيح استخدام معدات الاتصال المعدنية داخل غلاف الماغنوليا.

ومن الجدير بالذكر أن هناك نحو 10600 قمر صناعي يدور حول الأرض حاليًا ، منها 3000 قمر معطل، بإجمالي كتلة يزيد عن 11 ألف طن. ومن المتوقع انضمام حوالي 2500 قمر صناعي جديد سنويًا خلال السبع سنوات المقبلة، مما يزيد من أهمية البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة مثل استخدام الخشب في صناعة الأقمار الصناعية لتقليل التأثير البيئي للنفايات الفضائية.