لماذا بدأ البشر القدماء بركوب الخيل؟ هيكل عظمي مُكتشف يعطي الإجابة

أدى اكتشاف رائد في مالوميروفو ببلغاريا إلى تغيير الجدول الزمني لأصول ركوب الخيل، وكشف أن البشر كانوا يركبون الخيول منذ حوالي 4000 عام، أي قبل أكثر من 1000 عام عما كان يُعتقد سابقًا.

بقايا هيكل عظمي لرجل في الثلاثينيات من عمره في موقع ستريجنيكو الأثري، مزين بصبغة حمراء وأدلة هيكلية على ركوب الخيل على نطاق واسع، تتحدى المفاهيم الموجودة حول ظهور الفروسية. يسلط هذا الاكتشاف الضوء على الهجرات السريعة لشعب اليمنايا خلال العصر البرونزي، مما أدى إلى تغيير المشهد الجيني والثقافي في أوراسيا.

حوالي 3200 إلى 2500 قبل الميلاد، شرع شعب اليمنايا في رحلة تحويلية من أراضيهم الأصلية شمال البحر الأسود وبحر قزوين. وقد غطى البدو مناطق شاسعة، من المجر الحالية إلى منغوليا في غضون بضعة قرون تاركين بصمة لا تمحى على الثقافات الأوراسية. إذ اكتشف موقع ستريجنيكو الأثري في رومانيا هيكلًا عظميًا يُظهر علامات ملحوظة على ركوب الخيل، مما يتحدى الجدول الزمني التقليدي لأصول هذه الممارسة.

قام عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية مارتن تراوتمان، كجزء من مشروع مجلس البحوث الأوروبي الذي يبحث في تأثير اليمنايا، بفحص 217 مجموعة من البقايا من رومانيا وبلغاريا والمجر والتشيك بدقة. كشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة Science Advances في مارس 2023، عن حوالي عشرين متسابقًا محتملاً أو محتملاً، بما في ذلك أفراد من مواقع اليمنايا وما قبل اليمنايا. تشير الوركين وعظام الفخذ والعمود الفقري السميكة والخشنة، بالإضافة إلى الأدلة على السقوط والحوادث، إلى إتقان ركوب الخيل، وهو ابتكار مهم خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد.

في حين أن اليمنايا لم تترك سوى عدد قليل من المستوطنات الدائمة، فإن تأثيرها على الثقافات الأوراسية واضح في تلال الدفن أو التلال التي نجت. توضح الأدلة المكتشفة حديثًا عن ركوب الخيل المبكر سرعة ومدى هجرات اليمنايا، مما ساهم في تبادل الأشخاص والأفكار عبر أوراسيا. يعتبر تأثير اليمنايا لحظة محورية شكلت النسيج الجيني والثقافي للمنطقة، مع روابط محتملة لانتشار اللغات الهندية الأوروبية.

إن اكتشاف البشر القدماء الذين كانوا يركبون الخيول قبل ألف عام مما كان يعتقد سابقًا يتحدى الروايات التاريخية ويثري فهمنا لهجرات العصر البرونزي. تشير الأدلة الهيكلية من ستريجنيكو ومواقع أخرى إلى أن ركوب الخيل كان عاملاً مهمًا في التوسع السريع لشعب اليمنايا، مما أثر على التنوع الجيني والثقافي في أوراسيا. ويؤكد هذا الاكتشاف أهمية البحث الأثري المستمر في إعادة تشكيل تصوراتنا للممارسات الإنسانية القديمة وآثارها العميقة على تطور الحضارات.