ما بين انبعاثات الكربون الهائلة واستنزاف الموارد المائية .. تعرف على التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على البيئة

طبقًا لموقع cryptopolitan، فإن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في جميع المجالات من الصحة إلى الفضاء، لكن تتزايد في الوقت نفسه المخاوف بسبب تأثيره البيئي وخاصةً انبعاثات الكربون واستهلاكه الكبير للطاقة، إذ أصبحت نقطة استهلاكه للطاقة وتأثيره البيئي نقطة نزاع، فالعلاقة بين التكنولوجيا والبيئة مُعقدة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والشفافية.

أعرب الباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي تيريزا هيفرنان من جامعة سانت ماري عن قلقها بشأن الأثر البيئي للنماذج اللغوية الكبيرة مثل بارد وشات جي بي تي، إذ تحتاج هذه النماذج إلى كميات ضخمة من طاقة الحاسوب للتدريب والاستخدام، وهذا يؤدي إلى انبعاثات كربون كبيرة للغاية.

تناول تقرير جديد من المعهد الكندي للبحوث المتقدمة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من تدريب النماذج اللغوية الكبيرة، وحددت الدراسة ثلاث عوامل رئيسية تؤثر في هذه الانبعاثات وهم وقت تدريب النموذج واستخدام الطاقة للأجهزة وكثافة الكربون من شبكة الطاقة.

وجد التقرير أن GPT-3 قد أنتج 502 طنًا خلال مرحلة التدريب، وهذا يُعادل انبعاثات 304 منزلًا في السنة، ونموذج لغوي آخر أصدر 352 طنًا من الانبعاثات خلال تدريبه، وعلى الرغم من كمية الانبعاثات الضخمة، إلا أن التأثير البيئي لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ تستنزف أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من موارد المياه العذبة لتبريد الأجهزة، إذ استهلكت جوجل 12.7 مليار لتر في 2021، ويمكن أن تستهلك 5 استفسارات من شات جي بي تي 500 مللي من الماء العذب.

أكدت شركة مايكروسوفت التزامها بالاستدامة، وهي تستثمر الآن في البحث عن مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة النووية، وأكد أستاذ علوم الحاسوب في جامعة مكجيل ديفيد رولنيك أن تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة يختلف باختلاف تطبيقه، فعلى الرغم من كون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في مراقبة التصحر، إلا أنه يزيد من التحديات البيئية في قطاعات مثل استكشاف النفط والغاز.

يمتلك الذكاء الاصطناعي جوانب متعددة ما بين تأثيرات إيجابية وسلبية، لكن مع استمرار انتشار الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، فإنه من الضروري البحث عن حل لكل هذه المشكلات لضمان استمرارية هذه التكنولوجيا وتطورها.