تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هو عكس الديجا ڤو؟ ظاهرة غريبة اكتُشِفت حديثًا

مريم مونس
مريم مونس

4 د

التكرار في حياتنا يمكن أن يؤثر على العقل بطرق غير متوقعة. خذ مثلاً ظاهرة ديجافو، حيث نشعر أحيانًا أننا عشنا لحظة معينة من قبل، مما يخلق شعورًا غريبًا بالألفة. لكن اكتُشِف أن ديجافو هي طريقة لفهم كيفية عمل ذاكرتنا. هذه الظاهرة تحدث عندما يختلف إحساسنا بالألفة عن الواقع، مما يجعل ديجافو بمثابة تنبيه لنا للتحقق من ذكرياتنا.

هناك ظاهرة أخرى تسمى "jamais vu"، وهي عكس ديجافو. في هذه الحالة، تبدو الأشياء المألوفة لنا غريبة وجديدة. من خلال دراسة حصلت على جائزة، تم التعمّق في فهم هذه الظاهرة. يمكن أن تحدث عندما ننظر إلى وجه مألوف وفجأة نجده غريبًا، أو عندما يضيع الموسيقيون في قطعة موسيقية يعزفونها دائمًا. أحيانًا نذهب إلى مكان نعرفه جيدًا ونراه بطريقة مختلفة.

على الرغم من ندرة هذه الظواهر قد تحدث فعلاً. على سبيل المثال، قد يشعر شخص ما بالغرابة تجاه الأشياء العادية، مثل النظر إلى كلمة مألوفة وشعوره بأنها خاطئة. يمكن أن يحدث هذا بسبب التكرار المستمر أو التركيز الشديد، ولكن ليس دائمًا. في بعض الأحيان، يحتاج الناس للتوقف وإعادة تقييم تجاربهم المألوفة، مثل تجربة شخص على الطريق السريع اضطر للتوقف ليفهم من جديد كيفية استخدام دواسات السيارة وعجلة القيادة.


تجارب مثيرة لفهم ظاهرة "Jamais Vu"

على الرغم من أن ظاهرة "Jamais Vu" غير مفهومة بشكل كامل، تم القيام بتجارب في المختبر تساعد في استكشافها. أساس هذه التجارب كان بسيطًا: تم افتراض أن تكرار شيء ما عدة مرات يمكن أن يجعله يبدو بلا معنى ومربكًا.

في التجربة الأولى، شارك 94 طالبًا جامعيًا بكتابة الكلمات المتكررة. تنوعت الكلمات المستخدمة من كلمات شائعة مثل "الباب" إلى كلمات أقل شيوعًا مثل "الجناح". طُلب من الطلاب كتابة كل كلمة بأسرع ما يمكن، ولكن مع السماح لهم بالتوقف عند الشعور بالغرابة، الملل، أو الألم.

حوالي 70% من المشاركين توقفوا عن الكتابة بسبب الشعور بالغرابة، وهو ما نعرفه بـ "Jamais Vu". هذا الشعور عادة ما يحدث بعد حوالي دقيقة واحدة من التكرار أو بعد 33 مرة، خاصةً مع الكلمات المألوفة.

في تجربة ثانية، استخدمت كلمة "the" فقط، معتقدين أنها ستكون الأكثر تأثيرًا. في هذه التجربة، توقف 55% من المشاركين عن الكتابة بسبب أسباب تتفق مع تعريفنا لجامايس فو، ولكن بعد 27 تكرارًا فقط.

وصف المشاركون تجاربهم بعبارات مختلفة تتراوح بين الشعور بأن الكلمات تفقد معناها تدريجياً إلى الإحساس بأنهم يفقدون السيطرة على يدهم. البعض وصف الكلمات بأنها بدت وكأنها لم تعد حقيقية، أو كأن شخصًا ما خدعهم في التفكير بهذا الشكل.

استغرقت هذه التجارب حوالي 15 عامًا لتطويرها ونشر نتائجها. بدأت الفكرة عندما لاحظ الباحثين في الدراسة أن الكتابة المتكررة للعبارات كعقاب في المدرسة الثانوية كانت تجعله يشعر بالغرابة - كأن الكلمات لم تعد حقيقية. "لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لأننا لم نكن نعلم أن هذا المفهوم ليس جديدًا" كما قال أحد الباحثين. في عام 1907، نشرت مارغريت فلوي واشبورن، إحدى الشخصيات البارزة في علم النفس، تجربة مشابهة تظهر "فقدان القوة الترابطية" في الكلمات التي تم التحديق بها لفترات طويلة.

عبر هذه التجارب، أُعيد اكتشاف ظاهرة قديمة في علم النفس، مما يدل على أن بعض الأفكار والتقنيات قد فقدت شعبيتها عبر الزمن لكنها تظل ذات أهمية وقيمة.


فهم عميق لظاهرة "Jamais Vu" وأثرها

المساهمة الخاصة في دراسة "Jamais Vu" تكمن في فهم أن التكرار وفقدان المعنى يرتبطان بشعور محدد. Jamais Vu هو مؤشر على أن شيئًا ما أصبح روتينيًا ومتكررًا جدًا، مما يساعدنا على "الخروج" من حالة المعالجة الحالية. الشعور بعدم الواقعية الذي يرافقه هو في الواقع وسيلة لاختبار الواقع.

من المنطقي أن يحدث هذا لأن أنظمتنا المعرفية يجب أن تبقى مرنة، وتمكننا من توجيه الانتباه حيثما نحتاج بدلاً من أن نضيع في مهام متكررة لفترة طويلة. فهم Jamais Vu لا يزال في البداية. التفسير الرئيسي الذي نتبعه هو مفهوم "الإشباع"، أي التحميل الزائد للتمثيل حتى يفقد منطقه. إذ تشمل الأفكار ذات الصلة "تأثير التحول اللفظي"، حيث يؤدي تكرار كلمة معينة إلى تنشيط معاني مختلفة ومرتبطة.

ذو صلة

هذه الظاهرة مرتبطة أيضًا بالبحوث حول اضطراب الوسواس القهري (OCD)، خاصةً فيما يتعلق بالتحديق القهري في الأشياء. كما في التكرار المتواصل، تصبح التأثيرات غريبة وتجعل الواقع يبدو متزعزعًا، مما يمكن أن يساعد في فهم وعلاج الوسواس القهري.

على سبيل المثال، التحقق المتكرر من إغلاق الباب يمكن أن يجعل هذه العملية تفقد معناها، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان الباب مغلقًا فعلاً، وهو ما يؤدي إلى حلقة مفرغة من الشك والتحقق.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة