مخطوطة عمرها 2000 سنة فُكّت شيفرتها بالذكاء الاصطناعي وفازت بـ 700,000 دولار.. إليك ما تقوله!

استطاع الذكاء الاصطناعي فك رموز مخطوطات مصنوعة من ورق البردي القديم عمرها ما يقرب من 2000 عام، والتي تحولت إلى كتلة من الكربون الأسود نتيجة للرماد البركاني من جبل فيزوف في العام 79 ميلاديًا. وتكشف المقاطع الأولى من النص عن تأملات فلسفية غير مسبوقة لأحد فلاسفة اليونان القدماء.

نال هذا الاكتشاف البارز جائزة قيمتها 700 ألف دولار في تحدي فيزوف، حيث تم استخدام تقنيات متقدمة مثل رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي لاستعادة شكل الحبر وفك رموز الحروف داخل أجزاء من اللفائف المعروفة بواسطة اسم ورق البردي هيركولانيوم. هذا النجاح يفتح الباب أمام فرص مستقبلية لاكتشاف المزيد من مخطوطات البردي القديمة التي كانت توجد في مكتبة مدينة هركولانيوم الرومانية القديمة.

مايكل ماكوسكر من جامعة كوليدج لندن، يعتبر أن هذا الاكتشاف سيسهم بشكل كبير في زيادة فهمنا للفلسفة القديمة وسيمثل كمية كبيرة من النصوص الجديدة.

الفريق الفائز، المكون من يوسف نادر، ولوك فاريتور، وجوليان شيليجر، تمكن من تحقيق معايير تحدي فيزوف بنجاح، والتي تتضمن فك شفرة أكثر من 85% من الأحرف في أربعة مقاطع نصية، حيث يبلغ طول كل مقطع 140 حرفًا. وكمكافأة إضافية، نجحوا في استرداد 11 عمودًا آخر من النص، بإجمالي يزيد عن 2000 حرف.

تكشف تلك الحروف اليونانية المعاد اكتشافها عن أفكار فيلوديموس، الذي يُعتقد أنه كان الفيلسوف الذي عاش في المكتبة التي تحتوي على مخطوطات هركولانيوم. تتركز النصوص التي تم فك شفرتها على كيفية تأثير ندرة أو وفرة الطعام والسلع الأخرى على المتعة التي يمكن للأفراد الاستمتاع بها. وتتماشى هذه الأفكار مع مدرسة فيلوديموس الأبيقورية في الفلسفة، التي أعطت الأولوية للمتعة باعتبارها الهدف الرئيسي في الحياة. ويبدو أن كتاباته التي تعود إلى 2000 عام تنتقد رؤية المدرسة الفلسفية الرواقية التي لا تُلقي الضوء على أهمية المتعة.

لا يزال تحدي فيزوف قائمًا، وهناك أهداف تمثل تحديات لعام 2024، تتعلق بتوسيع نطاق تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد والتحليل الرقمي بتكلفة مناسبة. حاليًا، تبلغ تكلفة هذه التقنيات حوالي 100 دولار لكل سنتيمتر مربع، مما يعني أن فك لفائف بردي كاملة قد يكلف ملايين الدولارات، حيث هناك حوالي 800 لفائف بردي تنتظر فك شفرتها.

من الناحية العملية، فإن معظم المكتبة المعروفة والتي تم نشرها بالفعل تركز بشكل رئيسي على فلسفة أبيقوري. ومع ذلك، هناك أيضًا نصوص رواقية هامة، وربما بعض الأعمال التاريخية والأدب اللاتيني. يعلق مايكل ماكوسكر: "إن العثور على النصوص الكاملة لمؤلفين مثل إنيوس أو ليفيوس أندرونيكوس، الذين كانوا من أوائل الكتَّاب الرومان ولم تستمر أعمالهم، سيكون شيئًا رائعًا". ويشير أيضًا إلى أهمية نصوص مثل ندوة أبيقور، التي تناولت موضوع بيولوجيا استهلاك النبيذ وتعتبر مثيرة للاهتمام للغاية.