تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مشروع “سيارة أبل” كان كارثة منذ البداية: لماذ أخفقت أبل بعد إنفاق مليارات الدولارات؟

مريم مونس
مريم مونس

3 د

بعد عقد من التطوير المضطرب وإنفاق أكثر من 10 مليارات دولار دون إنتاج منتج نهائي، تخلت أبل عن مشروعها السري لتطوير سيارة عالية التقنية.

واجه المشروع تحديات جمة كالأفكار المتهورة مثل تصميم سيارة بدون عجلة قيادة يتم التحكم بها عن طريق التحدث إلى "سيري".

رغم فشل مشروع السيارة، تخطط أبل للاستفادة من خبراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتوظيفها في مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بعد عقد من التطوير المليء بالتحديات، اتخذت شركة أبل قرارًا بالتخلي عن مساعيها لإنتاج سيارة متطورة تقنيًا، والمعروفة بالاسم الرمزي "تيتان"، مطلع هذا الأسبوع، متجهةً نحو تركيز جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي تقرير حديث من "صحيفة نيويورك تايمز"، تم الكشف عن الفوضى التي سادت خلف أبواب شركة أبل أثناء العمل على هذا المشروع الذي لم يُكتب له النجاح، مُظهرًا صورة قاتمة لإدارة الشركة ومسلطًا الضوء على التحديات الجمة التي تواجه تطوير السيارات ذاتية القيادة.

حسب التقرير، شهد مشروع أبل للسيارات إلغاءات وإعادات تشغيل متكررة، إذ كانت هناك خلافات في القيادة حول مسار المشروع، الذي تأرجح بين الرغبة في إنتاج سيارة كهربائية ذاتية القيادة تنافس منتجات "تسلا" و"Waymo" التابعة لـ"جوجل". وقد أدى ذلك إلى استنزاف موارد مالية ضخمة، تجاوزت الـ 10 مليارات دولار، دون الوصول إلى منتج نهائي.

ونقلت الصحيفة عن براينت ووكر سميث، الأستاذ المساعد بكليات الحقوق والهندسة في "جامعة كارولينا الجنوبية" قوله: "في بدايته، كان الأمل معقودًا على أن تحقق "أبل" إنجازًا فريدًا. لكن، بعد مرور عقد من الزمان، أصبح الأمر محفوفًا بالمخاطر دون عائد ملموس".

لقد كانت فكرة السيارات ذاتية القيادة محط اهتمام واسع عند انطلاق المشروع في عام 2014، وكان المهندسون مقتنعين بأن تحقيق القيادة الذاتية مسألة وقت فقط، وهو ما بات يُنظر إليه اليوم بشكل أقل تفاؤلًا. وتحت وطأة حماسة العاملين بـ"أبل" لبدء مشروع جديد، أعطى "تيم كوك"، الرئيس التنفيذي للشركة، الضوء الأخضر لمشروع "تيتان"، جزئيًا للحيلولة دون انتقال المهندسين إلى "تسلا".

وبحسب ما ورد في "صحيفة نيويورك تايمز"، فكّرت "أبل" لفترة قصيرة في الاستحواذ المباشر على "تسلا"، وأجرت مناقشات عدة مع إيلون ماسك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، ولكن هذه الفكرة لم تتحقق. ومع استمرار تدفق الاستثمارات التي أتاحت جذب أفضل المواهب، وبوجود أكثر من 2000 موظف في المشروع، قررت أبل المضي قدمًا بمفردها.

كانت بعض الأفكار التي طُرحت في مشروع "أبل" للسيارات طموحة للغاية، إلى الدرجة التي كان من المتوقع أن تُباع السيارة بسعر يبدأ من 100 ألف دولار على الأقل. ومن بين تلك الأفكار، تصميم نموذج يشبه الشاحنة الصغيرة الأوروبية، مفتقرًا إلى عجلة القيادة، ويمكن التحكم به عبر الحوار مع "سيري". ومعروف أن التعامل مع "سيري" عبر أجهزة "آيفون" قد يُعتبر بمثابة تحدٍ صعب.

أُلغيت هذه الفكرة المبتكرة بحلول العام 2016، حيث أعطت أبل الأولوية لتطوير برمجيات القيادة الذاتية بدلًا من السيارة بأكملها. ورغم تخفيض سقف الطموحات، ظل المشروع يواجه صعوبات. وفي عام 2019، تلقى المشروع ضربة موجعة أخرى بإقدام أبل على تسريح أكثر من 200 موظف كانوا يعملون ضمنه. كما شهد المشروع تغييرًا في القيادة، مما أدى مرة أخرى إلى تحويل التركيز نحو تطوير سيارة كاملة، فاقم ذلك من حالة الفوضى. وفي العام 2022، تخلت أبل نهائيًا عن فكرة القيادة الذاتية.

ذو صلة

مع حلول شهر فبراير من العام الجاري، اتخذت أبل قرارًا حاسمًا بوضع نهاية للمشروع المتعثر. ربما يكون فشل المشروع دليلاً على تذبذب رؤية الشركة بقدر ما هو مؤشر على صعوبة إتقان تكنولوجيا القيادة الذاتية. حتى الشركات الرائدة في هذا المجال مثل تيسلا و"قسم الرحلات البحرية التابع لـ"جنرال موتورز"، التي توقفت أعمالها، لم تتمكن بعد من طرح أنظمة ذاتية القيادة مكتملة، وقد أثير حولهما جدل واسع بشأن سلامة تكنولوجياهما.

مع ذلك، تبدو أبل متفائلة إلى حد ما. وفقًا لـ"صحيفة نيويورك تايمز"، تخطط الشركة للاستفادة مما اكتسبته من خبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتوظيفها في مشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تُعد أولوية حاليًا، مواكبةً بذلك بقية القطاع التكنولوجي. لكن، قد يُنظر إلى هذا التوجه على أنه مجرد انتقال من مسار مسدود إلى آخر، في ظل اعتبار الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة "فقاعة" تزداد تضخمًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة