من تحليل الصوت إلى تتبع الخصوبة.. منتجات الذكاء الاصطناعي إنسانية ومفيدة حقًّا في معرض 2024 CES

خلال معرض CES هذا العام، كان "الذكاء الاصطناعي" حاضرًا بقوة، حيث عرضت العديد من الشركات تقنياتها المبتكرة التي تعد بتحسين جوانب مختلفة من حياتنا، من النوم إلى العمل. بين هذه التقنيات، برزت بعض تطبيقات التعلم الآلي بشكل خاص نظرًا لفائدتها وإثارتها للإعجاب.

مثال لافت لهذا التقدم هو عمل فريق "Whispp"، الذي يهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التحدث بشكل طبيعي بسبب حالة صحية أو مرض. يركز Whispp على الأشخاص الذين يستطيعون تكوين الكلمات لكن لا يمكنهم التحدث بشكل واضح، كما هو الحال مع المصابين بسرطان الحلق أو أولئك الذين تعرضوا لإصابات أثرت على أحبالهم الصوتية. هؤلاء الأشخاص قادرون على الهمس، لكن لا يمكنهم التحدث بشكل طبيعي، وغالبًا ما يعتمدون على أجهزة صوتية إلكترونية قديمة.

الابتكار الرئيسي لـ Whispp يتمثل في تحويل الهمسات إلى كلام واضح ومفهوم. يتم إنشاء صوت اصطناعي يشبه صوت المستخدم الحقيقي باستخدام تسجيلات قديمة وتخصيص نموذج صوتي ليتطابق مع الصوت الأصلي للشخص. التحدي الأكبر الذي واجهه Whispp كان تطوير نموذج للتعرف على الكلام يعمل بفعالية مع الهمس وأنماط الكلام الأخرى المتأثرة بالحالات الصحية.

هذه التقنية مفيدة أيضًا للأشخاص الذين يعانون من التأتأة، إذ توفر تقنية Whispp طريقة فريدة لتحويل الهمسات إلى كلام واضح، مما يسمح للأشخاص الذين يواجهون تحديات في الكلام بالتواصل بفاعلية أكبر. عن طريق استخدام تسجيلات صوتية قديمة وتعديل نموذج صوتي ليتناسب مع النبرة الطبيعية للشخص، تقدم Whispp حلاً تكنولوجياً يعزز القدرة على التعبير والتواصل بكل سهولة ويسر.

شركة Louise الفرنسية الناشئة تعمل في مجال تتبع الخصوبة وتقديم المشورة لكل من الرجال والنساء الذين يتطلعون إلى تحسين فرصهم في الحمل. هذه الشركة تركز بشكل رئيسي على العلاقات التجارية بين الشركات، حيث تتعاون مع المستشفيات وعيادات الخصوبة لتحليل بيانات المرضى.

تستخدم Louise التعلم الآلي كأداة للكشف عن الإشارات، حيث يتم فرز آلاف نقاط البيانات من الاختبارات والمسوحات للبحث عن المؤشرات الحيوية التي يمكن أن تقدم فهماً أعمق للعملية المعقدة لتحسين الخصوبة. يعتبر الذكاء الاصطناعي فعالاً في العثور على الارتباطات والأنماط الدقيقة في مجموعات كبيرة من البيانات، مما يجعل الخصوبة مجالاً يمكن أن يستفيد بشكل كبير من تطبيقاته.

خلال معرض CES، كانت الشركة تعرض تطبيقها الجديد، Olly، وهو أول منتج لها يستهدف المستهلكين مباشرة. يقدم التطبيق دليلًا شاملًا لـ "رحلة الخصوبة" لكلاً من النساء والرجال، مع التأكيد على دور الرجال الذي غالبًا ما يتم إغفاله. يبدأ Olly من مرحلة اتخاذ القرار ويستمر حتى تحقيق الهدف، متتبعًا المواعيد ومقدمًا معلومات حول الأدوية والاستراتيجيات المختلفة. يتميز التطبيق بأيقونة عبارة عن كتكوت صغير وجذاب، ومن المخطط إطلاقه عالميًا في 14 فبراير.

في السياق نفسه، لفت rabbit r1 الانتباه في معرض CES بفضل تصميمه الجذاب وألوانه الزاهية. هذا المساعد الصغير للذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص ذوي ضعف البصر، وذلك على الرغم من أن مستقبل الشركة وإمكانية إنتاج الجيل التالي من المنتج (r2) لا يزال غير مؤكد. تقدم الأداة قدرات قد تكون أكثر فائدة لهذه الفئة مقارنة بالأشخاص الذين يفضلون عدم استخدام هواتفهم الذكية.

Alexa، Siri، ومساعدين صوتيين آخرين قد أحدثوا تغييرًا كبيرًا للعديد من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر بسبب تعقيدات واجهة المستخدم الرسومية. هذه التقنيات توفر إمكانية الوصول إلى معلومات أساسية مثل الطقس والأخبار بمجرد التحدث، ما يمثل خطوة كبيرة نحو تمكين المستخدمين.

ومع ذلك، يواجه هؤلاء المساعدين حدودًا، فهم غير قادرين على أداء مهام معقدة خارج نطاق محدد من واجهات برمجة التطبيقات. على سبيل المثال، يمكنك معرفة موعد مغادرة رحلة لكن لا يمكنك إعادة حجزها، أو حجز سيارة دون تخصيص رحلة لتسهيل الوصول. تستطيع البحث عن وجهات العطلات ولكن لا يمكنك حجز كابينة على الشاطئ.

يهدف r1 إلى تجاوز هذه الحدود، حيث صُمم لتنفيذ استعلامات المساعدة الأساسية عبر واجهة صوتية تشبه ChatGPT، وتشغيل أي تطبيق هاتف عادي أو ويب. r1 يمكن أن يكون مساعدًا فعالًا لأي شخص يواجه صعوبات في التفاعل مع الأجهزة التقليدية. إذا كان بإمكانك التحدث، يمكنك إنجاز المهام، ومع استخدام Whispp، لا تحتاج حتى لرفع صوتك.

في مجال رعاية المسنين، تظهر إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل واضح. من المهم التأكيد على أن الاعتماد الكامل على الأجهزة الحاسوبية للرفقة ليس الهدف، ولكن هذا لا ينفي الفائدة من تحسين التفاعل مع هذه الأجهزة. بينما يجب عدم تصميمها لتقليد البشر بشكل كامل، يمكن أن تكون ودودة ومفيدة.

تقوم شركة ElliQ بإنتاج أجهزة لمرافق الرعاية، حيث تساعد هذه الأجهزة في تذكير المرضى بمهامهم اليومية والاستفسار عن أحوالهم، مما يعد إضافة مفيدة لكلا الطرفين. يستخدم أحدث جهاز من ElliQ نموذجًا لغويًا متقدمًا لتوفير محادثات طبيعية أكثر، مشابهًا لـ ChatGPT، ويمكنه الحديث عن مواضيع متنوعة. هذه الأجهزة يمكن أن تكون وسيلة ممتازة لكبار السن للبقاء متفاعلين، وفهم التطورات التكنولوجية الجديدة والأخبار، وكذلك توفير عنصر الرعاية والأمان، من خلال الاستماع لطلبات المساعدة أو توصيلها إلى مقدمي الرعاية.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعروضة في CES تقدم مثالاً على كيفية استخدام التكنولوجيا بطرق مفيدة في الحياة اليومية، وليست هذه الأمثلة إلا نماذج من بين العديد.