نجاح باهر.. علماء ناسا يفتحون علبة لغبار كويكب بعد أربعة أشهر من وصولها إلى الأرض!

في تطور مهم بمجال استكشاف الفضاء، أفادت وكالة ناسا بأنها تمكنت أخيرًا من التغلب على مشكلة عويصة بفك اثنين من المثبتات المعطلة، والتي كانت تعيق الوصول إلى عينات من كويكب بينو، الذي يعود تاريخه إلى 4.6 مليار سنة. يصنف هذا الكويكب ضمن الأجسام الفضائية ذات الخطر المحتمل، نظرًا لاحتمالية اصطدامه بالأرض بنسبة واحدة من كل 1750 بحلول العام 2300، وكانت العينات قد جُمعت خلال العام 2020.

تعد هذه العلبة جزءًا أساسيًا من مهمة أوزوريس-ريكس، وكانت تمثل تحديًا كبيرًا للفريق العلمي منذ عودتها إلى الأرض قبل أربعة أشهر. والهدف من إطلاق المركبة الفضائية أوزوريس-ريكس من قبل ناسا كان جمع عينات من كويكب بينو، الذي يصنف ككويكب قد يشكل خطرًا بسبب احتمالية صغيرة لتصادمه بالأرض. كان الهدف الرئيسي من هذه المهمة هو الحصول على فهم أعمق لتكوين المجموعة الشمسية في مراحلها الأولى.

 عندما هبطت كبسولة العينات في صحراء يوتا في سبتمبر 2023، تمكن العلماء من استخراج معظم العينات الصخرية بنجاح. ومع ذلك، كانت هناك مواد إضافية متبقية داخل رأس جهاز أخذ العينات لم يتم الوصول إليها بسبب عائقين ميكانيكيين. عمل الفريق في مركز جونسون للفضاء بجد واجتهاد، مستخدمين أدوات خاصة مصنعة من الفولاذ المقاوم للصدأ غير المغناطيسي لضمان عدم تلوث العينات بالهواء الأرضي. وبعد جهود مستمرة، نجح الفريق أخيرًا في فتح العلبة واستخراج العينات.

تعد العينات المستخرجة من الكويكب بينو، والتي تقدر بحوالي 9 أوقيات، من بين أقدم المواد المعروفة في نظامنا الشمسي. إذ يرى الباحثون، بما فيهم آشلي كينغ من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، أن هذه العينات تحمل في طياتها معلومات ثمينة للغاية حول الكيفية التي تشكل بها النظام الشمسي، بالإضافة إلى تقديم دلائل حول كيفية ظهور بيئات قادرة على دعم الحياة على كواكب مثل الأرض.

بعد نجاح مهمتها مع كويكب بينو، تسير المركبة الفضائية أوزوريس ريكس، التي تبلغ قيمتها مليار دولار، نحو هدفها التالي: كويكب أبوفيس. على الرغم من المخاوف السابقة من احتمالية تصادم أبوفيس بالأرض، فإن التوقعات الحالية تشير إلى أنه سيمر قرب الأرض في عام 2029 دون أي خطر.

تمثل اللحظة التي تم فيها فتح العلبة بنجاح نقطة تحول هامة لفريق مركز جونسون للفضاء التابع لناسا. يعيش المجتمع العلمي حالة من الترقب والإثارة لتحليل هذه المواد القديمة التي قد تكشف عن أسرار تكوين نظامنا الشمسي وكيفية تطور الكواكب لتصبح صالحة للحياة. هذا الإنجاز يعكس استمرارية قيادة ناسا في مجال استكشاف الفضاء، ممهدًا الطريق لمزيد من المهام والاكتشافات الفضائية في المستقبل.