تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

نستخدم الرياضيات في كافة جوانب حياتنا! لكن ما الذي تكشفه الرياضيات عن المعضلات الاجتماعية؟

مريم مونس
مريم مونس

2 د

باحثون من معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا طوروا نموذجاً رياضياً جديداً يسلط الضوء على ديناميكيات التعاون بين الأفراد، ويعالج التحديات في المواقف الاجتماعية المعقدة.

يشير النموذج إلى أن توزيع الموارد بعدالة يساعد في تحقيق التعاون الدائم، لكن الفائدة أكبر للجميع عندما تُعطى الموارد بتحيُّز للأشخاص الأكثر مهارة.

يفتح هذا النموذج بابًا للأبحاث العملية وتطوير السياسات، بإمكانيات لاستخدامه في الاقتصاد والبحوث السلوكية.

طور باحثون من معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا (ISTA) نموذجًا رياضيًا مبتكرًا يوفر رؤى أعمق لديناميكيات التعاون بين الأفراد ذوي الخصائص المختلفة. ويهدف هذا النموذج، الذي يحمل تطبيقات محتملة في الاقتصاد والدراسات السلوكية، إلى معالجة المعضلات الاجتماعية المعقدة مثل جهود الحفاظ على البيئة وتغير المناخ.

يعتمد التعايش الإنساني والتقدم المجتمعي بشكل كبير على قدرة الأفراد على التعاون، على الرغم من اختلاف الدوافع والموارد. غالبًا ما تفترض الدراسات التقليدية حول المعضلات الاجتماعية وجود مجموعة متجانسة من المشاركين، متجاهلة التعقيدات التي تسببها الفروق الفردية. إن العمل الأخير الذي قامت به مجموعة تشاترجي في ISTA يتحدى هذا الافتراض من خلال تقديم نموذج جديد يستوعب التنوع بين المشاركين في ألعاب المنافع العامة، وهو إطار مشترك لدراسة السلوك التعاوني.

في اللعبة التقليدية للمنافع العامة، يواجه الأفراد قرارًا حول كمية الموارد الشخصية التي يرغبون في تقديمها لتحقيق هدف مشترك، كمثال، تنظيف ممر مسدود بالثلوج. التحدي يظهر عندما تتفاوت موارد المشاركين وقدرتهم على الإسهام، مما يؤدي إلى ظهور صراع بين المصالح الشخصية والمنفعة الجماعية.

النموذج الجديد، المنشور في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، يتجاوز التحليلات السابقة من خلال السماح بالتفاعلات متعددة اللاعبين ودمج تأثيرات عدم المساواة بين المشاركين. ويشير إلى أنه في حين أن التوزيع الأكثر مساواة للموارد يعزز التعاون المستدام، إلا أن الحد الأقصى من الرفاهية العامة يتحقق عندما تكون الموارد منحرفة قليلاً نحو الأفراد الأكثر مهارة.

ذو صلة

تسلط النتائج الضوء على التوازن الدقيق بين الكفاءة، التي تستفيد من التوزيع غير العادل للموارد، والقوة، التي تتغذى على المساواة. تشير هذه المقايضة إلى أن التعاون في العالم الحقيقي، سواء في معالجة تغير المناخ أو تقاسم الموارد المجتمعية، يجب أن يتغلب على تعقيدات الاختلافات الفردية.

إن النموذج الرائد الذي طورته مجموعة تشاترجي لا يعزز فهمنا للتعاون في المعضلات الاجتماعية فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للبحث التجريبي وصنع السياسات. ومن خلال مراعاة التنوع وعدم المساواة بين الأفراد، يقدم هذا النموذج منظوراً أكثر دقة لمشاكل العمل الجماعي، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الاقتصاد، والسياسة البيئية، وما هو أبعد من ذلك. وتَعِد إمكانية إجراء تجارب سلوكية مستقبلية استنادا إلى هذا النموذج بإثراء فهمنا للتعاون الإنساني في مواجهة التحديات العالمية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة