اكتشف العلماء بقايا كوكب قديم يدعى “ثيا” اصطدم بالأرض وساعد فى تكوين القمر

طبقًا لموقع new scientist، اكتشف الباحثون قطعتين غير عاديتين ذات كثافة عالية على عمق أكثر من 1 كم، قد تكون بقايا كوكب ثيا الذي يُعتقد أنه اصطدم بالأرض مما أدى إلى تكوين القمر.

تقترح نظرية تكوين القمر أن جسمًا بحجم كوكب المريخ يُدعى ثيا اصطدم بالأرض، مما أدى إلى تناثر الحطام الذي اندمج وكون القمر، ومع ذلك قد لا تكون بقايا ثيا قد اختفت تمامًا في الفضاء، ويعتقد أن قطعتين متميزتين منه قد تكون مدمجة عميقًا داخل القشرة الأرضية.

لسنوات علم العلماء بوجود منطقتين غريبتين في القشرة الأرضية، كل واحدة تمتد لمسافة عشرات الكيلومترات، واحدة تحت إفريقيا والأخرى تحت المحيط الهادئ، وتبدو هذه المناطق المعروفة باسم المقاطعات ذات السرعة المنخفضة الكبيرة أكثر كثافة من القشرة المحيطة، مما يتسبب في انتقال الموجات الزلزالية ببطء شديد خلالها.

اقترح العلماء وجود صلة بين الاصطدام وهذه المقاطعات، من خلال سلسلة من المحاكاة استطاعوا دراسة سلوك حطام ثيا، ووجدوا أن الصخور من قشرة ثيا كانت قد ذابت وهبطت إلى الحدود بين قشرة الأرض والنواة، وكونت طبقة رقيقة تغطي النواة بأكملها، ومع مرور الوقت كانت حركة الحمل داخل القشرة قد جمعت هذه المادة الكثيفة في الكومتين اللتان نراهما اليوم.

على الرغم من استحالة التحقق من ذلك عن طريق الوصول المباشر، إلا أنه يوجد طرق أخرى، ويذكر العلماء أن فقاعات المواد الساخنة التي ترتفع من هذه الكتل قد تحمل إشارات كيميائية، وأظهرت هذه الفوهات توقيعات كيميائية مشابهة لتلك الموجودة على القمر ولكنها غير معتادة على الأرض، وهذه الأدلة تعزز نظرية أن هذه المقاطعات والقمر هم بقايا كوكب ثيا مما يدعم نظرية الاصطدام العملاق.

ويظهر العالم يوان المشارك في الدراسة أهمية الاصطدام قائلًا أنه ربما كان أهم حدث في تاريخ الأرض، فهذا الاصطدام غير الغلاف الجوي والقشرة الأرضية والنواة، مما جعل كوكبنا مختلفًا عن أي كوكب صخري اُكتشف حتى الآن.

اكتشاف بقايا ثيا لا يدعم فقط نظرية الاصطدام العملاق بل يظهر التأثير العميق لهذه الأحداث الكونية على تطور الكواكب، ومع استمرار البحث قد نكتشف المزيد حول تاريخ الأرض الفريد.