هل ستدفع مقابل اختفاء الإعلانات على فيسبوك وانستغرام؟ قد تستطيع ذلك قريبًا!

في تلك اللحظات، عندما تكون غارقًا في قراءة مقال معين أو مشاهدة فيديو مُلهم، تظهر فجأة تلك الإعلانات المزعجة التي تقتحم شاشتك، مسببةً انقطاعًا في التركيز والاستمتاع. فكم مرة قلت لنفسك في تلك الثواني: "ليتني أستطيع التخلص من هذه الإعلانات المزعجة!"؟ يبدو أنك ستستطيع ذلك حقًا.

في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الخصوصية والضغوط التنظيمية من الاتحاد الأوروبي، يبدو أن ميتا تفكر في نموذج اشتراك جديد سيتيح للمستخدمين الاستمتاع بتجربة خالية من الإعلانات على منصتيها الرئيسيتين، Facebook وInstagram. فمنذ أوائل سبتمبر، كان هناك أخبار عن نية ميتا للنظر في نسخة خالية من الإعلانات من تطبيقاتها. وجاء هذا بعد ردود فعل واضحة من المنظمين في الاتحاد الأوروبي بشأن حقوق الخصوصية للمستخدمين والإعلانات المستهدفة المتتالية.

تشير التقارير الأخيرة من The Wall Street Journal إلى أن المستخدمين قد يضطرون لدفع ما يقرب من 10دولارات أمريكية للحصول على تجربة خالية من الإعلانات على منصتي Facebook أو Instagram على الكمبيوتر. وقد يُطلب منهم دفع 6 دولارات أمريكية لكل حساب إضافي. بالنسبة للموبايل، من المحتمل أن تطلب ميتا رسومًا شهرية قدرها 14 دولارًا أمريكيًا بسبب العمولات الإضافية التي تفرضها متاجر التطبيقات.

يُطلق على هذه الخطط اسم SNAs أو اشتراك بدون إعلانات وتم مناقشتها مبدئيًا مع المنظمين المعنيين بالخصوصية في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لا يزال الأمر غير نهائي حالياً، حيث أنهم بحاجة إلى بعض الردود والتعديلات قبل البدء في تنفيذ أي خطط رسمية.

وفقًا لـ Wall Street Journal، سيظل لدى المستخدمين الخيار لاستخدام نسخة مجانية من Instagram وFacebook، ولكن سيكون عليهم التعايش مع الإعلانات. بينما يمكن للمشتركين المدفوعين استخدام نُسخ خالية من الإعلانات من Instagram وFacebook، مما يتيح لهم الابتعاد عن التتبع المكثف المطلوب لإطلاق الإعلانات المُخصصة.

هذا مجرد مثال واحد من العديد من المعارك التي واجهتها ميتا مع المنظمين في الاتحاد الأوروبي. إذ تأتي معظم هذه المعارك نتيجة لتطبيق الاتحاد الأوروبي لتنظيم حماية البيانات العامة، أو GDPR، الذي يُعد من أكثر التشريعات قيمة لحماية خصوصية الأشخاص وبياناتهم على الإنترنت.

لا يزال غير واضح متى أو إذا كانت ميتا ستقوم فعليًا بتنفيذ نموذج الاشتراك المدفوع لتجربة خالية من الإعلانات، إلا أن القلق الدائم حيال الخصوصية ووفرة الإعلانات قد يجعل هذا الخيار جذابًا للكثير من المستخدمين. فقط الوقت سيكشف كيف سيُعيد هذا القرار تشكيل مشهد الإعلانات الرقمية وتجربة المستخدم.