هل سوف يجعل الذكاء الاصطناعي البرمجة شيئًا من الماضي؟ 

كشف الباحثون في جوجل في 2017 عن برنامج يُعرف باسم المُحول المُصمم لترجمة اللغة، ولكن سرعان ما تعرف المستخدمون على إمكانياته الهائلة، إذ يستطيع البرنامج تحويل الوصف القابل للفهم إلى برمجة عملية، وهذا أثار حماسًا كبيرًا.

ظهور أنظمة مثل شات جي بي تي المعتمدة على المحولات يضع خريطة جديدة للبرمجة، إذ أصبحت البرمجة متاحة بنفس السهولة التي تُكتب بها الإنجليزية، وأعلن أندريه كارباثي الشهير أن أكثر لغة برمجة ساخنة هي الإنجليزية، وإمكانية الذكاء الاصطناعي على كتابة البرامج أثارت الحماس ولكنها جاءت مع الكثير من التحديات.

إحدى المشكلات هي الهلوسة إذ تنتج المحولات أكواد برمجية لكنها تحتوي على بعض الأخطاء، وبالنسبة للأشخاص المفتقرين للخبرة فإن التعرف على هذه الأخطاء سوف يكون صعبًا، لذلك فيجب فهم البرمجة للتعرف على هذه الأخطاء، ولاحظ الباحثون حالات إذ أنتج الذكاء الاصطناعي فيها صيغًا غير صحيحة أو أخطاء في تقريب الأرقام قبل حساب المتوسط، مما يسلط الضوء على أهمية معرفة البرمجة.

لمعالجة ذلك قد يتضمن الأمر تنقيح المحولات لتقليل الأخطاء وتوفير آليات اختبار، ولكن توجد مشكلة أعمق تكمن في صعوبة التعبير عن المهام المعقدة بلغة طبيعية، فكتابة وصف واضح ودقيق للمهام بالإنجليزية قد يكون تحديًا حتى للبشر.

بالإضافة إلى عدم تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد الأهداف بالكامل، إذ تتضمن البرمجة تحديد الإجراءات التي يجب أن يؤديها الكمبيوتر، وهو واجب لا يمكن تفويضه للآلات، لذلك يجب على الأفراد تعلم كيفية التعبير عن أهدافهم بفعالية.

يثير الذكاء الاصطناعي الحماس والتحفظ في مجال البرمجة، ويكمن القلق في الأخطاء وتحدي وصف المهام بدقة، ولكن استمرار التكنولوجيا في التطور يمكن أن يجعل كل ذلك ممكنًا، ولكن لا يمكن أن تحل التكنولوجيا محل العامل البشري نهائيًا في أي مجال بما في ذلك البرمجة.