تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يريد أطفالك كلبًا؟ العلم والدراسات تشجّعهم

مريم مونس
مريم مونس

4 د

دراسة جديدة تجد أن امتلاك كلب في البيت يرتبط بزيادة كبيرة في النشاط البدني للأطفال الصغار بمعدل 52 دقيقة يوميًا.

تشير الأبحاث إلى أن الكلاب قد تكون لها تأثير أكبر على مستويات نشاط الفتيات مقارنة بالذكور.

يرتبط امتلاك كلب أيضًا بفوائد عاطفية ونفسية متعددة للأطفال، مثل تقليل التوتر وتحسين الوظائف التنفيذية وزيادة تقدير الذات وتقليل القلق والشعور بالوحدة.

أظهرت دراسة حديثة أن امتلاك كلب في المنزل يزيد من مستوى النشاط البدني لدى الأطفال الصغار، وبشكل خاص بين الفتيات. ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من سلسلة أبحاث تُبرز كيف تسهم الكلاب في تحسين الصحة ليس للأطفال فحسب، بل للأفراد في جميع الفئات العمرية.

في هذه الدراسة، قام باحثون من أستراليا بمتابعة 600 طفل على مدى ثلاث سنوات ابتداءً من سن ما قبل المدرسة، وراقبوا النشاط البدني لهؤلاء الأطفال باستخدام أجهزة تقيس سرعة الحركة ومدتها وكثافتها. كما استطلعوا آراء الوالدين حول أنشطة أبنائهم وما إذا كانوا يمتلكون كلبًا.

لاحظ الباحثون أن نصف الأطفال المشاركين في الدراسة لم يكن لديهم كلب، بينما كان لدى 204 طفل كلبًا طوال فترة الدراسة، وحصل 58 طفلًا على كلب خلال الدراسة، في حين فقد 31 طفلًا كلبهم. وقد مكنت هذه الظروف الباحثين من دراسة تأثير امتلاك الكلاب على نشاط الأطفال البدني.


رأي العلماء في امتلاك كلب في المنزل

وجدت الدراسة أن الأطفال، سواء الأولاد أو البنات، كانوا يشاركون بشكل أكثر تواترًا في الأنشطة مثل المشي مع الكلاب واللعب معها في الفناء بعد اقتناء كلب. وكانت الزيادة في النشاط البدني واضحة بصفة خاصة لدى الفتيات.

تقول إيما آدامز، مرشحة الدكتوراه في معهد تيليثون كيدز (Telethon Kids Institute) وجامعة غرب أستراليا، والتي قادت الدراسة: "ما اكتشفناه هو أن إضافة كلب إلى الأسرة يزيد من مدة النشاط البدني الخفيف والمعتدل للفتاة الصغيرة بمقدار 52 دقيقة يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا ساعة. وهذا له تأثير كبير على صحتها ورفاهيتها."

من جهة أخرى، لاحظت الدراسة أن الفتيات اللواتي فقدن كلابهن خلال فترة الدراسة شهدن انخفاضًا كبيرًا في مستوى نشاطهن البدني اليومي بمعدل 62 دقيقة. وقد نُشرت هذه النتائج في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني.

تعلق كاتي بوتر، أستاذة مساعدة في علم الحركة بجامعة ماساتشوستس أمهرست، والتي تركز أبحاثها على تعزيز النشاط البدني من خلال العلاقة بين الإنسان والحيوان: "تعد هذه الدراسة مثيرة لأنها الأولى من نوعها التي استخدمت دراسة طولية لفهم تأثير امتلاك كلب على التغيرات في النشاط البدني."

تُشير بوتر إلى أنه رغم محدودية مجموعة الأبحاث، فإن دراسات أخرى قد أوضحت كذلك أن الكلاب قد تُسهم بشكل أكبر قليلًا في زيادة مستويات النشاط لدى الفتيات.

وتقول بوتر: "لم نتوصل بعد إلى الأسباب الدقيقة - هل يعود الأمر إلى الطريقة التي تتفاعل بها الفتيات مع كلابهن وترتبط بها بشكل مختلف عن الفتيان أم شيء آخر؟ لذا، نحن حقًا في حاجة إلى استكشاف المزيد حول هذا الأمر".


لماذا يتأثر الفتيات بشكل إيجابي أكثر من الأولاد؟

تُظهر الدراسات أن الفتيات يُعانين من تراجع أكبر في النشاط البدني مع تقدمهن في العمر مقارنةً بالأولاد. يُعتقد بوتر أنه إذا استطاع الباحثون إيجاد سُبُل لاستخدام الكلاب في تحفيز الفتيات على زيادة نشاطهن البدني والحفاظ عليه، فقد يكون ذلك له تأثير ملموس على الصحة العامة.

تُشير العديد من الأبحاث إلى ارتباط امتلاك الكلاب بفوائد صحية لدى البالغين - مثل زيادة مستويات النشاط وتحسين الصحة القلبية الوعائية - أكثر من الأطفال. ومع ذلك، تتزايد الأبحاث التي تُركز على استخدام الكلاب كتدخل صحي للأطفال.

ويُعد أحد الأسباب هو أن معظم الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة لا يحصلون على الكمية الموصى بها يوميًا من النشاط البدني، كما تقول ميغان ماكدونالد، أستاذة علم الحركة بجامعة ولاية أوريغون، التي بحثت في الفوائد الجسدية والنفسية لامتلاك الكلاب لدى الأطفال.

وتقول ماكدونالد: "نحن كباحثين نبحث دائمًا عن التدخلات، ونسعى لإيجاد طرق تُشجع الأشخاص على بدء ممارسة التمارين الرياضية". وتُضيف أن وجود كلب يُساعد بالفعل، "لأنه يُصبح بمثابة قدوة لنا ويُحفز سلوكنا على الخروج للمشي أو ممارسة الرياضة أو اللعب معه".


ما هي فوائد امتلاك كلب برأب العلم؟

تمشية الكلب، سواء في الطقس الممطر أو المشمس، تُعد ضرورة، وتُشير ماكدونالد إلى أن وجود كلب خلال مرحلة الطفولة قد يُساعد الأطفال على تكوين عادات صحية تتعلق بالنشاط البدني.

والفوائد المُحتملة لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب. تُبين ماكدونالد: "نعلم أن هناك العديد من الفوائد الأخرى المُرتبطة [بامتلاك كلب]".

ذو صلة

على سبيل المثال، كشفت الأبحاث أن اللعب مع كلب - حتى لو لم يكن الكلب ملكًا للطفل - يُمكن أن يُقلل من التوتر لدى الأطفال في سن المدرسة ويُحسن من قدراتهم التنفيذية - وهي العمليات العقلية التي تُمكننا من القيام بمهام مثل التخطيط والتركيز وتجنب التشتت. ووجدت دراسات أخرى علاقات بين امتلاك الحيوانات الأليفة في مرحلة الطفولة ومجموعة واسعة من الفوائد النفسية، بما في ذلك زيادة الثقة بالنفس وتحسين مهارات التعاطف وتقليل القلق والشعور بالوحدة.

وتُعلق ماكدونالد: "أعتقد أن هذا الجانب العاطفي مُهم جدًا أيضًا".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة