تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الذكاء الاصطناعي لعلاج الأمراض .. هل تقبل بأن يكون الذكاء الاصطناعي طبيبك الخاص؟

نغم حسن
نغم حسن

7 د

إن كنت ممن يتذمرون من الانتظار في العيادات الطبية أو إن كانت مراجعات الأطباء قد أثقلت على قلبك وجيبك، ها قد جاءك الذكاء الاصطناعي حاملًا معه حلولًا توفر عليك الوقت والجهد والكلفة أيضًا، ربما لن تجعلك تستغني عن الطبيب نهائيًا، لكنها حتمًا ستبسط حياتك الطبية وتزيد رفاهيتك، إذ يتمتع الذكاء الاصطناعي المصمم بطريقة صحيحة بالقدرة على جعل نظام الرعاية الصحية لدينا أكثر كفاءة وأقل تكلفة، وتخفيف عبء الأعمال الورقية الذي يدفع المزيد والمزيد من الأطباء إلى التفكير في وظائف جديدة، وملء الفجوات الهائلة في الوصول إلى الرعاية الجيدة في أفقر أماكن العالم، ومن بين أمور أخرى كثيرة، العمل كهيئة رقابية لا تشوبها شائبة بحثًا عن الأخطاء الطبية التي تقتل ما يقدر بنحو 200 ألف شخصًا وتكلف 1.9 مليار دولار سنويًا.

يقول علماء النفس أن البشر يستطيعون التعامل مع أربعة متغيرات مستقلة، وعندما نصل إلى خمسة نضيع، لذلك فإن الذكاء الاصطناعي يأتي في الوقت المناسب، إذ لديه القدرة على انقاذنا من الحمل الزائد للبيانات، وقال ديفيد بيتس -رئيس قسم الطب الباطني في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد، وأستاذ الطب في جامعة هارفارد-:"أنا مقتنع بأن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب سيكون أحد الأشياء التي ستغير طريقة تقديم الرعاية في المستقبل."


عيوب ومزايا الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي


حتى أولئك الذين يرون القيمة المحتملة للذكاء الاصطناعي يدركون مخاطره المحتملة، إذ يمكن للأنظمة سيئة التصميم أن تخطئ في التشخيص، والبرمجيات المدربة على مجموعات البيانات التي تعكس التحيزات الثقافية سوف تتضمن تلك النقاط العمياء، أما الذكاء الاصطناعي المصمم للشفاء وكسب المال قد يزيد التكاليف بدلًا من خفضها، كما أنها تفتقد للمرونة والملاحظة التي يمتلكها العقل البشري، وتفتقر إلى التعاطف الحقيقي رغم أنها تجيد تمثيله.


فينالي دوشي-فيليز -أستاذ مشارك في الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة جون إل. لوب في كلية جون إيه. بولسون للهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة هارفارد- يقول "أنت لا تتوقع من طبيب الذكاء الاصطناعي هذا أن يعالج جميع الأمراض، بل توفير الدعم حتى يمكن اتخاذ قرارات أفضل." ويُضيف "إن التحدي الذي يواجه سلوك الآلة هو أنك لا تنشر خوارزمية في الفراغ، أنت تنشره في بيئة حيث يستجيب الناس له ويتكيفون معه" وقال ديفيد باركس -أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة جورج إف كولوني، والمدير المشارك لمعهد جورج إف كولوني لعلوم الكمبيوتر-:"إذا صممت نظام تسجيل لتصنيف المستشفيات، فسوف تتغير المستشفيات."

كما يوضح مدير مبادرة علوم البيانات بجامعة هارفارد، وأحد المؤلفين المشاركين في مقالة حديثة في مجلة نيتشر تدعو إلى إنشاء سلوك الآلة كمجال جديد، ويقول "تمامًا كما سيكون من الصعب فهم كيف سيكون أداء الموظف الجديد في بيئة عمل جديدة، فإنه من الصعب أيضًا فهم كيف سيكون أداء الآلات في أي نوع من البيئات، لأن الناس سوف يتكيفون معها، وسيغيرون سلوكهم."


في السنوات الأخيرة، أظهرت أعداد متزايدة من الدراسات أن خوارزميات التعلم الآلي متساوية، وفي بعض الحالات تتفوق على الخبراء البشريين في الأداء، وفي الآونة الأخيرة خاصةً في ديسمبر 2018، أعلن باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام (MGH) وSEAS بجامعة هارفارد عن نظام دقيق مثل أطباء الأشعة المدربين في تشخيص النزيف داخل الجمجمة، الذي يؤدي إلى السكتات الدماغية.

وفي مايو 2019، أبلغ باحثون في جوجل والعديد من المراكز الطبية الأكاديمية عن وجود ذكاء اصطناعي مصمم للكشف عن سرطان الرئة كان دقيقًا بنسبة 94% مُتغلبًا على ستة من أطباء الأشعة وسجل عددًا أقل من النتائج الإيجابية الكاذبة والسلبية الكاذبة.


تكمن قوة الذكاء الاصطناعي بأنه مساعد ممتاز وقوة مضاعفة


يقول الخبراء إن الذكاء الاصطناعي الذي طُور ونُشر بطريقة صحيحة سيكون أشبه بفرسان يركبون لمساعدة الأطباء المحاصرين الذين يعانون من أعباء عمل لا هوادة فيها، وأعباء إدارية عالية، وتسونامي من البيانات السريرية الجديدة، وقال روبرت تروغ -رئيس مركز HMS لأخلاقيات علم الأحياء، وأستاذ فرانسيس غليسنر لي للطب القانوني، وطبيب تخدير الأطفال في مستشفى بوسطن للأطفال- إن السمة المميزة للعقد الأخير من عمله في الممارسة كانت الزيادة السريعة في المعلومات، في حين أن المزيد من البيانات حول المرضى وحالاتهم قد يُنظر إليها على أنها أمر جيد، إلا أنها تكون جيدة فقط إذا كان من الممكن إدارتها بطريقة مفيدة.

ونظرًا لقدرة التكنولوجيا على تحليل التصوير الطبي، يقول تروغ وكوهاني وآخرون إن التأثير المباشر للذكاء الاصطناعي سيكون في الأشعة وعلم الأمراض، وهي المجالات التي تكون فيها هذه المهارات ذات أهمية قصوى، وعلى الرغم من أن البعض يتوقع مستقبلًا عدد أقل من أطباء الأشعة وعلماء الأمراض، فإن آخرين يختلفون مع ذلك، ويقولون إن أفضل طريقة للتفكير في مستقبل التكنولوجيا في الطب ليست كبديل للأطباء، بل كمضاعف للقوة وداعم تكنولوجي لا يخفف العبء عن الموظفين على جميع المستويات فحسب بل ويجعلهم أفضل.


كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفيد الرعاية الصحية؟


يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في جعل عمليات الرعاية الصحية أكثر كفاءة، إذ تستخدم مؤسسات الرعاية الصحية الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة جميع أنواع العمليات، بدءًا من مهام المكاتب الخلفية وحتى رعاية المرضى، وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لصالح الموظفين والمرضى:

  • سير العمل الإداري: يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي والأتمتة في أداء العديد من تلك المهام الروتينية، مما يوفر وقت الموظفين لأنشطة أخرى ويمنحهم مزيدًا من الوقت وجهًا لوجه مع المرضى، إذ وجدت إحدى الدراسات أن 64% من المرضى يشعرون بالارتياح تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي للوصول على مدار الساعة إلى الإجابات التي تدعم الممرضات.

كما يمكن استخدام مساعدي التمريض الافتراضيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي -وهم روبوتات الدردشة أو التطبيقات أو الواجهات الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي- للمساعدة في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالأدوية، وإعادة توجيه التقارير إلى الأطباء أو الجراحين ومساعدة المرضى في تحديد موعد لزيارة الطبيب مما يوفر وقت بحيث يكون الحكم البشري والتفاعل أكثر أهمية.

  • تقليل أخطاء الجرعة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأخطاء في كيفية إعطاء المريض للأدوية ذاتيًا.
  • العمليات الجراحية الأقل تدخلًا: يمكن استخدام الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للعمل حول الأعضاء والأنسجة الحساسة للمساعدة في تقليل فقدان الدم ومخاطر العدوى والألم بعد الجراحة.
  • منع الاحتيال: يمكن أن يساعد تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأنماط غير العادية أو المشبوهة في مطالبات التأمين، مثل إصدار فواتير الخدمات أو الإجراءات المكلفة التي لم تُنفذ.

كما أنه لديه القدرة على تحسين تجربة مستخدم الرعاية الصحية، إذ وجدت دراسة حديثة أن 83% من المرضى أفادوا بأن ضعف التواصل هو أسوأ جزء من تجربتهم، مما يدل على الحاجة القوية لتواصل أكثر وضوحًا بين المرضى ومقدمي الخدمات، كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتحليلات التنبؤية والتعرف على الكلام أن تساعد مقدمي الرعاية الصحية على التواصل بفعالية أكثر مع المرضى.


ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة في تشخيص الرعاية الصحية، وفقًا لكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، على الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا لهذا الاستخدام، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لإجراء التشخيص قد يقلل من تكاليف العلاج بنسبة تصل إلى 50% ويحسن النتائج الصحية بنسبة 40%.

أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد مقدمي الخدمات على تتبع بيانات المرضى بكفاءة أكثر، وإحدى الأمثلة على ذلك هو مرض السكري، فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 10٪ من سكان الولايات المتحدة يعانون من مرض السكري، ويمكن للمرضى الآن استخدام أجهزة مراقبة يمكن ارتداؤها وغيرها من الأجهزة التي توفر ملاحظات حول مستويات الجلوكوز لديهم وإرسالها لفريقهم الطبي.

بدأت المنظمات أيضًا في استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحسين سلامة الأدوية، فعلى سبيل المثال تعمل شركة SELTA SQUARE على ابتكار عملية التيقظ الدوائي، وهو نظام مفوض قانونًا للكشف عن الآثار الضارة الناجمة عن الأدوية والإبلاغ عنها، ثم تقييم هذه التأثيرات وفهمها ومنعها، وتتطلب الطاقة الكهروضوئية جهدًا واجتهادًا كبيرين من منتجي الأدوية لأنه يُجرى بدءًا من مرحلة التجارب السريرية وحتى توفر الدواء مدى الحياة، وتستخدم Selta Square مزيجًا من الذكاء الاصطناعي و الأتمتة لجعل عملية المعالجة الكهروضوئية أسرع وأكثر دقة، مما يساعد في جعل الأدوية أكثر أمانًا للناس في جميع أنحاء العالم. 


هل تقبل أن يكون الذكاء الاصطناعي طبيبك الخاص؟


 من المهم اختبار الذكاء الاصطناعي في ظل ظروف العالم الحقيقي قبل إصداره على نطاق واسع، ويجب إعادة تقييمه دوريًا للتأكد من أنه يعمل كما هو متوقع، مما قد يسمح بإصلاح أنظمة الذكاء الاصطناعي المعيبة أو إيقافها تمامًا.

ذو صلة

وجد الباحثون أن إجابات الأطباء كانت متعمقة وشخصية وموضحة جيدًا، مما يعكس سنوات التدريب والخبرة التي يتمتع بها الممارسون الطبيون البشريون، وفي المقابل تبين أن استجابات الذكاء الاصطناعي كانت عامة، على غرار ما قد يجده أي شخص من خلال بحث سريع على جوجل.

وقال العديد من الخبراء إن الاستفادة من التخصصات الأخرى -وخاصة الأخلاق والفلسفة- قد يساعد أيضًا، لكنه حاليًا على الأقل لن يحل محل طبيبي البشري، وأعتقد أنه أداة في صندوق الأدوات، لكن من يعلم ماذا سيحدث في المستقبل إن عجلة تطور الذكاء الاصطناعي سريعة للغاية، ونحن مازلنا في بداية البداية فقط .

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة