تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

حروب خلف الكواليس بين وسائل التواصل الاجتماعي.. لكن من هو الرابح الأخير؟

نازك تيمورخان
نازك تيمورخان

5 د

في ساحة التواصل الاجتماعي، يتجلى الصراع والتنافس بشكل يومي بين عمالقة التكنولجيا. مثل تويتر "X" الذي ينقل لنا أخبار العالم في تغريدات قصيرة، وفيسبوك التي أصبحت ساحة نتقاسم من خلالها لحظات حياتنا، وإنستاغرام النافذة الملونة على عالم الجمال والإبداع، وبالطبع تيك توك الذي غزا قلوب الشباب بفيديوهاته القصيرة والمبتكرة.

كل منصة تقدم لنا تجربة فريدة، وتسعى لأن تكون الأفضل والأبرز في هذا العالم المتسارع. ومع كل تحديث وابتكار تنشُب نزاعات ومشاكل خفية بين وسائل التواصل الاجتماعي. فما هي أساباب هذه النزاعات؟وأي من هذه المنصات ستحتل العرش في المستقبل؟


أسباب النزاع بين منصات التواصل الاجتماعي

بدأ النزاع بين منصات التواصل المختلفة بهدف جذب أكبر عدد من المتابعين ،وذلك من خلال التركيز على توفير ميزات أكثر لجذب استحسان أكبر كم من المستخدمين، ودوام تواجدهم وتفاعلهم بشكل أكبر من باقي المنصات المنافسة. ليصبح الهدف الرئيسي هو خلق تجربة لا مثيل لها تجعل المستخدم يقضي المزيد من وقته، ولكن في هذه السعي، تظهر نقاط الاحتكام والتصادم. ولكن ما هي نقاط النزاع الأساسية؟


سياسة الاستخدام والخصوصية

 سياسة الاستخدام والخصوصية هي من أكثر الأمور التي تهم المستخدمين عموماً وذلك للتمتع بتصفح واستخدام آمن، بعيدًا عن التأثير السلبي الذي قد يولده استخدام منصات التواصل الإجتماعي سواء من الناحية الإجتماعية أو النفسية، والناجمة عن المحتوى الضار أو التفاعل الخاطئ من قبل المنتقدين لبعض الأفكار المطروحة في نقاشات ومواضيع معينة.

فبعد الفضائح التي أثارتها بعض المنصات بشأن انتهاكات الخصوصية، أصبح المستخدمون أكثر حذراً. فمثلاً، أحداث فضيحة Cambridge Analytica مع فيسبوك غيرت النظرة نحو مدى أمان المعلومات الشخصية.


جودة المحتوى

تسعى منصات التواصل للتركيز أولاً على جودة المحتوى، أي ما هو مسموح وما هو ممنوع نشره من قبل المستخدمين. فكل ما يتعلق بالعنف والعنصرية والاحتيال هو أمر مرفوض بلا شك. فكلما كانت سياسة الاستخدام في المنصة أكثر حزماً في التعامل مع هذه الحالات، سيكون لها تفضيل أكبر من قبل المستخدمين وسيدوم استخدامهم لها لمدة أطول حتماً. فقد وجهت تويتر "X" على سبيل المثال، انتقادات حادة لعدم التحرك سريعًا ضد الحسابات التي تروج للأخبار الكاذبة.


المسؤولية الاجتماعية

إمكانية الإبلاغ عن أي تجاوزات تحدث كالإبلاغ عن المنشورات أو التعيقات المسيئة له بالغ الأثر في التعامل بشكل أكثر أماناً. حيث يتم حذف المحتوى المخالف مهما كان نوعه، منشور – صورة أو فيديو مع تحذير لصاحبها بتعليق الحساب أو حذفه في حال تكرار الانتهاكات. وقد ترقى العقوبات للمسائلة القانونية في حال التعرض الشخصي، سواء  بالتشهير أو التهديد أو نشر معومات وبيانات شخصية دون تصريح مسبق من صاحب العلاقة أو المعني بهذه المعلومات.

فمن المهم أن نفهم أن هذه المنصات ليست مجرد وسائل للترفيه، بل لديها تأثير عميق على الواقع الاجتماعي والنفسي للمستخدمين. مثل حادثة الهجمات على الكونغرس الأمريكي في بداية 2021 والدور الذي لعبته بعض المنصات في تأجيج الأمور تسلط الضوء على هذا التأثير.


عوامل النزاع بين منصات التواصل الإجتماعي

تعد وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة السوق العالمي الكبير للأفكار والأحاديث والأخبار. إلا أن هذه المنصات برغم فوائدها الجمة، أصبحت مسرحًا لبعض المشكلات التي تسببت في نزاعات واضطرابات كبيرة:


ضخامة المعلومات وكثرتها

 تزيد ضخامة المعلومات من احتمالية كونها غير دقيقة أو موثوقة تماماً. فانتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات لاقت بيئة مثالية على وسائل التواصل، لسرعة انتشارها من جهة، وإمكانية تصديقها بسهولة حتى قبل التحقق من مدى دقتها وصحتها من جهة أخرى.

وبما أن الكثير من المستخدمين يعتبرون أن وسائل التواصل هي المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات، فإن معظم هؤلاء الأشخاص غير قادين على التمييز بين المحتوى الصحيح والكاذب مع عدم إمكانية وجود دلائل لتأكيد أو نفي أي خبر يتم نشره ومشاركته.فالتلاعب بالرأي العام هومن أخطر التحديات التي تواجهها وسائل التواصل في ظل سرعة انتشار الأفكار المغلوطة وصعوبة السيطرة عليها.


عدم احترام الخصوصية

 يعد موضوع الثقة والأمان من أكثر الأمور التي تؤرق أصحاب الحسابات على وسائل التواصل بمختلف أنواعها ،فاختراق أي حساب هو أمر وارد وعلى أي تطبيق كان، الأمر الذي قد يعرض أصحاب هذه الحسابات للابتزاز والاستغلال من قبل أشخاص سيئين قادرين على اختراق وتسريب أي معلومات خاصة بالآخرين.


التنمر وعدم احترام الآخرين

 وهو ما يمثله التعليقات السلبية والعدائية التي بواسطتها يتم التهجم على أي شخص لمجرد عدم توافق الرأي معه، وهذا بالطبع يترك آثاراً نفسية سيئة وخاصة بين فئات الشباب الأصغر عمراً. الأمر الذي قد يولد نزاعات وصراعات ويخلق نوع من التوتر والكراهية بين الأشخاص سواء ضمن المجتمع الواحد أو على مستوى العالم.


هل يستفيد المستخدم من هذه الحروب أم يعاني منها؟

تحت ضوء التنافس بين وسائل التواصل الاجتماعي، يقف المستخدمون كأشباه المتفرجين والضحايا في آن واحد. فمن جهة، تقدم لهم هذه المنصات مزايا جديدة ومبتكرة بصفة مستمرة في سعي دؤوب للفوز بولائهم مثل تحسينات واجهة المستخدم، والميزات الجديدة، والحماية المتقدمة للخصوصية. وهو الجانب المفيد للمستخدمنن.

ولكن من الجهة الأخرى، هناك ضربات خفية. فالتجسس على البيانات، والإعلانات المتزايدة، واستهداف الأفكار والسلوكيات لأغراض تجارية أو سياسية يمكن أن يثير قلق المستخدمين ويُشكل تهديدًا لهم. لذا يبرز السؤال الأهم: هل نحن كمستخدمين، مجرد بيادق في هذه المعركة الرقمية الكبيرة؟


يبدو أن المستخدم هو الرابح الأخير!

ذو صلة

في ميدان المنافسة الرقمية، حيث تتصارع منصات التواصل الاجتماعي في سباقٍ لا هوادة فيه، تبرز التساؤلات حول هوية الرابح الحقيقي. فلكل منصة قوتها وجمهورها المخلص، ولكن، هل سيظل هذا الوضع قائمًا؟ بينما يمكن لبعض المنصات الاستفادة من الأخطاء التي ترتكبها منافساتها وتعزيز مكانتها، هناك من يراهن على الابتكار وتقديم تجربة مستخدم متميزة.

ولكن، في هذه المعركة المعقدة، قد يكون الرابح الحقيقي هو المستخدم نفسه، الذي يستفيد من هذا التنافس المحموم. فبفضل هذه النزاعات، تميل المنصات لتقديم أفضل ما لديها، وتحسين تجربة المستخدم، وتعزيز الحماية والخصوصية. وبينما قد يستمر التنافس، يجب أن نتذكر دائمًا أن التطور والنجاح الحقيقي لأي منصة يقاس بقدرتها على خدمة مستخدميها وتلبية توقعاتهم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة