Yify يلحق بـ Popcorn Time بتوديع عالم التورنت، ويرحل بلا رجعة

أغلب رواد مواقع استضافة ملفات التورنت على علم بأحد أشهر أسماء رافعي الملفات في عالم الأفلام المقرصنة، وهو من يدعى Yify ، بالتأكيد تعرفه جيدًا إن كنت من هواة تحميل الأفلام من مواقع التورنت، أو حتى تقوم بتحميل نوع أخر من الملفات، لابد وأن يكون مر على ناظريك اسم Yify في الصفحة الرئيسية لأحد تلك المواقع.

القصة خلف تطبيق Popcorn Time وشرعيته القانونية !

بدأ Yify نشاطه في رفع الأفلام المقرصنة كملفات تورنت عام 2010، وقتها كانت هناك أسماء أخرى شهيرة يفضلها المستخدمون مثل aXXo الذي كان قد أنهى نشاطه منذ عام قبل ظهور Yify، فكان يقوم برفع الأفلام بجودة DVDrip بحجم لا يتجاوز 700 ميجابايت، وهو ما كان مفضلًا لدى الكثيرين لسهولة حرق الأفلام على الأقراص المرنة التي كانت سعتها 700 ميجابايت بالفعل، وكانت جودة DVDrip وقتها من أنقى صور الأفلام المضغوطة قبل بدء غزو الافلام بجودة HD و Blu-ray، وذلك حتى أوقف فريق aXXo نشاطه عام 2009.

ويُذكر حسب موقع KickassTorrent أن أول فيلم قام Yify برفعه هو Toy Story 1 & 2 وذلك عام 2010، وكان أيضًا بجودة DVDrip. ولكن سرعان ما أكتسب ثقة المستخدمين بعد بدء مشواره في رفع الأفلام، حتى أنه افتتح موقعه الرسمي الخاص YTS بعد عام واحد من بدئه لنشاطه ليصل في عام 2014 عدد الزيارات الشهرية للموقع إلى 10,000 زائر.

ما كان يميز Yify عن بقية رافعي ملفات الأفلام المقرصنة هو أنه استكمل مسيرة aXXo في تقديم جودة معتدلة للفيلم بحجم صغير جدًا، مما يساعد المستخدمين ذوي سرعات الإنترنت البطيئة أو المساحات التخزينية القليلة على الاستمتاع بالأفلام بصورة جيدة، وحاز على أعلى نسب التحميل على أغلب مواقع التورنت، وأصبحت أشهر نسخة من نسخ الأفلام هي نسخة Yify على الرغم من أنها لا تقدم تلك التجربة الفائقة في المشاهدة، ولكنها تقدم معادلة جيدة تناسب أغلب المستخدمين.

ولكن دعنا لا ننسى أن هذه الأفلام هي مجرد أفلام “مسروقة”، ومن حق صانعيها الاعتراض على اتاحتها بهذا الشكل المجاني للعامة، فعلى الرغم من تحقيق صناعة الأفلام – خصوصًا الهوليوودية – لإيرادات ضخمة ومكاسب هائلة تساعد صناعة الأفلام على النمو أكثر وتقديم إبداعات وتقنيات أفضل، إلا أنك لا يمكنك لوم التاجر على اعتراضه بعرض بضاعته بشكل مجاني على غير رغبته، فحتى لو كان يحقق مكاسبًا، فكان من الممكن أن يحقق مكاسبًا أكثر إن لم تتاح مواده بشكل غير قانوني بالمجان.

وفي السنوات القليلة الماضية كانت هناك موجة جادة لمجابهة خطر قرصنة المواد الإبداعية، كالأفلام والموسيقى والكتب، وكان المهدد الأكبر لتلك الصناعات هي مواقع التورنت، فنرى المحاولات المتعددة من قبل شرطة المصنفات في العديد من الدول لإغلاق تلك المواقع ومداهمة مقراتها والقبض على القائمين عليها. وكذلك محركات البحث بدورها تحاول حجب النتائج المتعلقة بالمواد المقرصنة قدر الاستطاعة. وأيضًا مراقبة المحتوى من قبل مزودي خدمة الإنترنت وتحديد عناوين من يقوم بتحميل هذه المواد وفرض غرامات عليهم.

وأحد أكبر المهتمين بتلك القضية هي ما تسمى بجمعية الأفلام الأمريكية MPAA، والتي تضم 6 من أضخم استوديوهات هوليوود وهم Warner Bros. Entertainment و The Walt Disney Studios و NBCUniversal (Universal Pictures) و Sony Pictures Motion Picture Group و Fox Filmed Entertainment (21^st Century Fox) و Paramount Motion Pictures Group. هؤلاء هم في أغلب الأوقات المسئولون عن جميع التحركات القضائية ضد أصحاب مواقع التورنت تحت وصاية قوانين حماية الملكية الفكرية.

وأخر انتصاراتهم كانت إغلاق خدمة Popcorn Time الشهيرة لبث الأفلام والمسلسلات أونلاين من مواقع التورنت، حيث لاقت هذه الخدمة شعبية كبيرة لمنافستها لخدمات مدفوعة مثل Netflix، وذلك لأنها تقدم المحتوى المقرصن بشكل مجاني تمامًا، وعلى أغلب منصات تشغيل الأجهزة. وكان من المعروف أن تلك الخدمة كانت تعتمد في أكثر الأوقات على نسخ Yify من الأفلام، وذلك لأنها الأقل حجمًا وبجودة مقبولة.

ثم لم تلبث أن مرت عدة أيام قبل أن يبلغنا نبأ من مصدر موثوق بتوقف فريق Yify هو الأخر عن رفع الأفلام، وأنه قد اعتزل الأمر نهائيًا وقام بإيقاف عمل موقعه الرسمي YTS. وظلت تتردد الأنباء والشائعات حول هذا الأمر حتى صدر تصريح من جمعية الأفلام الامريكية بأنهم هم السبب وراء إغلاق خدمة Popcorn Time وموقع YTS بعد أحكام قضائية صدرت لصالح الجمعية في كلا من كندا ونيوزيلاندا.

Popcorn Time و Yify ، قام الأثنان بإصدار تصريحات متشابهة بأنهما كانا مؤخرًا يريدان إنهاء ما يفعلونه لشعورهم بالمسئولية القانونية جراء ذلك، حتى أن فريق Popcorn Time قد قام بإصدار خدمة جديدة لعرض الأفلام ستبث المحتوى القانوني فقط هذه المرة.

ولكن هل فعلًا كانت هذه نيتهما أنم أنها الأحكام القضائية هي ما أجبرهما على ذلك؟ لا يهم… فالمهم أنه لن يعد لهم وجودًا بعد الآن على الفضاء السيبري، وعلى من كان يعتمد عليهما أن يبحث عن بديل، أو أن يتجه إلى الطرق القانونية التي تحفظ حقوق الملكية الفكرية لمستحقيها.