كوارث وتهديدات حقيقية… الجانب المظلم من عالم صناعة الهواتف الذكية !
3 د
في عصر أصبح الهاتف المحمول في يد كل شخص، فإننا غالبًا ما نتغاضى عن التكاليف الخفية التي تسببها هذه التكنولوجيا، إذ تخفي الهواتف المحمولة واقعًا مظلمًا خلف واجهتها اللامعة، وفي هذا المقال سوف نوضح العديد من المشكلات البيئية والأخلاقية التي تعاني منها هذه الصناعة.
التأثير البيئي
- كثافة الموارد: يتطلب إنتاج هذه الأجهزة كمية كبيرة من المواد، وينتج عنها غازات دفيئة بكميات كبيرة، فعلى سبيل المثال فإن التأثير البيئي لهاتف ذكي واحد يتراوح بين 45 و 120 كجم من ثاني أكسيد الكربون، وذلك اعتمادًا على تصميم ومواصفات كل جهاز.
- البصمة الكربونية: تنبأ العلماء بإنتاج 146 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب الهواتف الذكية في 2022، وهي كمية كبيرة إذ تعادل أقل من 50% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
- مشكلات إدارة النفايات: التخلص من الهواتف الذكية يُمثل تحديًا اجتماعيًا وبيئيًا، إذ يُقدر أن 435 ألف طن من الهواتف الذكية تنتهي في مكبات النفايات كل عام.
المخاوف الأخلاقية في الإنتاج
- المعادن: تستخدم الهواتف أكثر من 60 معدنًا مختلفًا، العديد منها معادن أرضية نادرة، وغالبًا ما تُستخرج من مناطق النزاعات مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، وينطوي التعدين على استخدام الأطفال أو العبيد، وربط التعديد بتمويل الحروب الأهلية، وشُرع قانون دود-فرانك في الولايات المتحدة في 2014 لإلزام الشركات بالكشف عن إذا ما كانت منتجاتها تستخدم مواد من مناطق النزاع أم لا.
- مشكلات العمل: تواجه الصناعة انتقادات بسبب ممارسات العمل، فعلى سبيل المثال كُشف عن ظروف العمل في شركة كاتشر في الصين الذي يُصنع هياكل الآيفون، إذ يُطلب من العمال الوقوف لمدة 10 ساعات يوميًا في بيئة سامة وخطرة دون معدات السلامة المناسبة.
- استغلال الشباب: وُجهت العديد من الاتهامات لشركة فوكسكون في نهاية العام الماضي، بسبب توظيف طلاب أعمارهم بين 17 و 19 عامًا للعمل لساعات إضافية بطريقة غير قانونية للمساعدة في بناء آيفون 18 X بلس.
- الأضرار الصحية: في 2016 وُجهت اتهامات لشركة سامسونج بتسميم العمال، إذ أُصيل 200 موظف بأمراض خطيرة أو ماتوا بعد العمل في خطوط الإنتاج.
- الخيارات الأخلاقية المحدودة: على الرغم من الوعي إلا أن الخيارات الأخلاقية في هذه الصناعة تظل محدودة، إذ تحاول شركات مثل فايرفون مواجهة هذه التحديات، ولكن الصناعة بأكملها لا تزال تكافح من أجل ممارسات إنتاج أخلاقية.
تتجلى التكاليف الخفية لراحتنا الرقمية في التدهور البيئي ومعاناة الإنسان، ومن الضروري كمستهلكين، أن نتعرف على هذه القضايا ونواجهها، ونطالب المصنّعين بالمزيد من الإجراءات لحل كل هذه المشكلات، ومن خلال الوعي الجماعي والعمل يمكننا أن نأمل في التخفيف من الجانب المظلم لهذه الصناعة والتحرك نحو مستقبل أكثر استدامة وأخلاقية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.