في سيكولوجيا غير مفهومة: أشياء لا يضيّع أصحاب الأموال وقتهم ومالهم في شرائها بخلاف متوسطي الدخل
8 د
تُرى ما الذي قد لا يشتريه الأغنياء؟؟ 🤔 جميعُنا قد يطرح هذا السؤال على نفسه، فالشخص الغني لديه الأموال التي بإمكانها المجيء بما في نفسه من أنواع وأشكال مختلفة، أشياء مختلفة، بل بإمكانه شراء حاجة ما، وتبديلها كل عام بما هو أعلى سعرًا منها وأكثر تطوّرًا. أحيانًا، قد ننعتُ غنيًا ما بالبخل فقط لعدم قيامه بما يشتهي أصحاب الدخل المتوسط أو الفقراء القيام به، إنما دعني أخبرك بالآتي:
في البداية، دعنا نحسم أمرًا جدليًّا قد ينتابك عند قراءة المقال، وهو “عدم التعميم” رجاءً، لكل قاعدة شواذ، وعلى سطح الكرة الأرضية، يوجد من الكائنات البشرية ما هو زائد عن الحدّ، لذا عندما نقدّم دراسة حيوية ما في منصتنا، فنحن نستند عمومًا إلى نِسَب تقريبية، كما هو الحال بالنسبة لأي دراسة أخرى، لذا أكرر، الرجاء عدم الأخذ بمعلومات هذا المقال كقاعدة، إنما هي مجرّد استطلاعات لما هو شائع.
اقرأ أيضًا: أفكار مجنونة حصدت ملايين الدولارات
نعود لنُكمل الفكرة، وهي أنه بعيدًا عن فكرة “هذا الشخص غنيّ أو ميسور الحال ولكنه بخيل”، قد تجد شخصًا يملك الأموال لشراء سيارة جديدة من نوع فخم، لكنك تتفاجأ أنه اشترى الموديل الأقدم ومُستعملة أيضًا، بالتأكيد هناك فكرة وراء هذا التصرّف، وغالبًا أن هذا الشخص اقتصاديّ ومنطقي التفكير، لأن تفكيرهم مؤطّر حول إمكانية زيادة أموالهم بدون تقتير، وإنما بالتفكير الصحيح. من جهة أخرى، مالا يشتريه هؤلاء الأغنياء بالرغم من الأموال التي يمتلكونها، يركض الفقراء أحيانًا، أو لنقُل ذوو الدخل المحدود لشرائه، وتراهم يضيّعون نصف عمرهم في سبيل سداد ديونه.
في هذا المقال، سنطرح بعض الأفكار الموضوعية، والتي بإمكان أغلبكم التماسها في حياته الروتينية، من خلال أصحابه ومعارفه وأقرانه، سنتعرّف إلى بعض الأشياء التي يُخطئ الآخرون في التقدير عند التفكير بشرائها، ويوفّر ذوو الدخل الميسور المائل إلى الجيد الأموال بشراء الأقل ثمنًا منها، وكما قلت، ما تجده في هذا المقال هو نتيجة تحليل ما تقوله المنشورات ونتيجة لدراسات مواقع عالمية عن الأشخاص المليارديرات حول العالم، والأشياء التي يتجنبون صرف أموالهم عليها على عكس ما نعتقد أنا وأنت.
لا يشترون سيارات باهظة الثمن ولا يستأجرون سيارات جديدة
تقول الكاتبة والخبيرة المالية الشخصية، لينيت خلفاني كوكس (Lynnette Khalfani-Cox): “الشخص الذي يملك بالفعل مئات الآلاف في البنك، أو ربما مليونيرًا، سيقود سيارته التي عمرها 5 سنوات أو 10”. يتطلّع ذوو الدخل الجيد إلى الاحتفاظ بسياراتهم المستعملة، أو حتى شراء المُستعملة الجيدة العمل، ويحتفظون بها لأكبر فترة ممكنة ويوفرون بذلك المال لأعمال أكثر إفادة.
أفاد أيضًا أحد كتّاب مجلة businessinsider، ستيفن جون (Steven John)، بحسب دراسة أجراها أن السيارات الجديدة تفقد حوالي 10% من قيمتها بعد الشهر الأول من شرائها، و20% من قيمتها في السنة الأولى بعد الشراء، لذا، الشخص الحكيم لن يتحمّل هذا النوع من الخسارة، بل يفضّل سيارته القديمة التي تخدم أموره، وبدون الاضطرار إلى شراء الجديدة وتحمّل نفقاتها والخسارة المُتكّبدة عليها.
أما بالنسبة للإيجار، فذلك يأخذ نفس المنحى بالنسبة لهم، فلن يتطلع أصحاب الأموال إلى استئجار سيارة بمبلغ 50 ألف دولار لمدة سنة، ثم يستأجرون غيرها في السنة التالية، ذلك بالنسبةِ لهم يُعتبر حرقًا لأموالهم، على الرغم من أن عقد الإيجار قد يبدو وكأنه طريقة لتفادي الديون، وعلى الرغم من الدفعات الشهرية التي يقدمها الإنسان عند الاستئجار، والمدفوعات المريحة المُقدمة، إلّا أنه في نهاية العام، سينتهي به الأمر إلى تسليم هذه السيارة، ولن يكون مالكًا لشيء حينها، وهذا ما يفكر به مالكي الأموال، لذا تراهم يفضّلون امتلاك سيارات قديمة وشراء المُستعملة بحسب ما يملكون من المال، ولا يفضّلون الانخراط في التقنيات الأحدث.
لا يشتري أصحاب الأموال بيوتًا ليس بإمكانهم سداد دينها
المنازل الفخمة الكبيرة جدًا وذات التصاميم المتداخلة والكثيرة، ليست من اهتمام أصحاب الأموال غالبًا، إنما يتحول اهتمامهم إلى إمكانية مضاعفة أموالهم بعملهم، والاقتصاد بها ليتمكنوا من العيش الكريم فيما بعد، ويفضّلون اللهو وعَيش جو من السعادة بالسفر حول العالم بما جنوه من الأموال، وليس إنفاقها على منزل لا يمكنه سوى إغراقهم في الديون.
يفضّلون شراء العقارات الواعدة، والتي يتضاعف سعرها بمرور الزمن وتحقق أرباحًا جيدة، واختيار منازل بسيطة وجيدة الصنع وميسورة تكفي عدد الأشخاص، وإنفاق المال على حاجات أهم، أو كما قلنا، إنفاقه على أنفسهم ومشاريع يجنون من خلالها مالًا كافيًا للتمتع بما تبقى من الحياة.
لا يحمل أصحاب الأموال بطاقات ائتمان ما لم يكن لديهم مالٌ كافٍ لسداد فوائدها
إذا كنت تحمل بطاقة ائتمانية، فيجب أن تكون على علمٍ بالفائدة التي تُفرض عليها، حيث يصل معدل الفائدة على البطاقات الائتمانية إلى حوالي 25% أو أكثر، سواء كانت مشترياتك بقيمة 2000 دولار أو 20 دولار، لا يهم، فالاحتفاظ برصيد في البطاقة يعني تحصيل فائدة منك كل شهر، وهذا ما يتجنبه أحيانًا أصحاب الأموال، لا أحد مضطّرٌ إلى ذلك.
يقول رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي مارك كوبان (Mark Cuban): “إذا كنت من مستخدمي بطاقات الائتمان، فأنت لا تريد أن تصبح ثريًا”. عزيزي، المهتمون بأموالهم عمومًا لا يقترضون المال، ويحاولون عدم خسارة أجزاء من أموالهم في الغرامات المالية أو العقوبات، لأنهم يتجنبون التأخير ويسددون كل شيء في موعده. ربما هؤلاء حكماء عمومًا، فهذه التصرفات تنمّ عن شخصيات عقلانية وغير محبّة للخلل، لذا يسيّرون حياتهم كيفما يريدون، وهم مرتاحون ماديًا!
اقرأ أيضًا: بعض من أغرب عادات الأثرياء الإقتصادية
لا يهتمون بلبس الماركات دائمًا والعلامات التجارية المعروفة
لا يُعتبر التباهي بالثروة دليلًا على امتلاك الثروة، يعتبرون ذلك كلامًا من الماضي. هم أنيقون غالبًا، ولكنهم لا يعتبرون الماركات العالمية رمز الأناقة، وبدلًا من إنفاق الأموال على شراء العلامات التجارية والماركات الفخمة، يختار أصحاب الأموال الإنفاق على عمليات التعلم واستثمارها في مجالات العمل، وعلى صحتهم البدنية والنفسية، إنما ترى أصحاب الدخل المتوسط أو الفقراء ينفقون أموالهم على شراء محفظة فخمة، وفي النهاية لا يتبقى لديهم أموال ليضعوها فيها! 😑.
لديك أمثلة كثيرة من حياة المشاهير، مثلًا، يرتدي بيل غيتس ساعة بـ10$ فقط، ويظهر الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش (Roman Abramovich) في الأماكن العامة مرتديًا قمصانًا سعرها منخفض، ويمكنك ملاحظة الشخصيتان المشهورتان في الصورة أدناه:
سواء كانت الملابس من علامة تجارية معروفة، أو عادية، لا فرق عزيزي، يمكنك اختيار جاكيت جميلة بدون أن تحمل العلامة التجارية Zara. في دراسة شملت الولايات المتحدة، وُجد أن أغنى 1% من الطبقات الغنية، بدؤوا ينفقون أقل على شراء المواد من العلامات التجارية والماركات المعروفة منذ العام 2007.
يفضل أصحاب الأموال الجودة على الكمية
لا يهتمون بملئ خزائنهم بملابس الموضة التي تصبح مبتذلة خلال سنة مثلًا، بل يفضّلون شراء القطع الجيدة، بسعر مقبول، ولا يشترون القطع المنزلية الرخيصة مثلًا التي قد تخرب بسرعة، ولا تلك المزخرفة كثيرًا والتي لا تنفع، يفضلون حرفيًا الجودة مع البساطة والسعر المقبول، ولا يخشون بذلك في المشي عكس التيار، أي لا يخافون بأن يُنعتوا بالبخل أو عدم التدبير، لأنهم واثقون مما يفعلوه، يمشون بما يمليه عليهم عقلهم وليس ما هو شائع.
لا يفكّرون في صرف أموالهم على حفلات الزفاف الصاخبة
يختارون إقامة حفل زفاف جميل وبسيط وإرضاء الحضور، وتوفير ما يمكن توفيره من عمل حفل صاخب ومليء بالتفاصيل لأشياء أخرى أهم بعد الزواج. قد يخططون لمشروع حياتي، أو ربما السفر حول العالم والتقاط صور والتعلم من تقاليد كل بلد. ببساطة، بعض الزينة والطعام والأغاني الجميلة، وهذا هو حفل الزفاف! لا يجب أن تنفق آلاف الدولارات حتى تتزوج! وفّر الدولارات لعيش هانئ بعد الزواج بدلًا من الوقوع في الديون التي بمجرد أن تبدأ لن تنتهي.
اقرأ أيضًا: حسّن وطور عاداتك وانضم لصفوف الأثرياء والناجحين
لا تغري العروض والأغراض عديمة الفائدة ذات الأسعار المنخفضة أصحاب الأموال
هذا ما يحدث لنسبة كبيرة من الناس، يرون شيئًا جميلًا بنصف السعر القديم له، أو بسعر منخفض عمومًا، ولكنه ليس ذو فائدة، فيأتون به وكأنهم قاموا بعملٍ بطولي لمجرد أنه رخيص، إنما في حقيقة الأمر، هم صرفوا مالًا على شيء ليس ذي أهمية، ولعلّ بعضكم تذكر في هذه اللحظة بعض تلك الأشياء، وأسِفَ لقرار شرائها.
هذا ما يميز الإنسان العادي عن الإنسان الغني، فالغني لا يجذبه شراء زوج من بناطيل الجينز بسعر الخصم، هو يشتري بنطال جيد واحد فقط ويكتفي، وكما قال الملياردير وارن بافيت ذات مرة: “إذا اشتريت أشياءً لستَ بحاجتها، سيتعيّن عليك قريبًا بيع ما تحتاجه”. إحدى الطرق الجيدة لإدارة المال هو إعداد قائمة بالمشتريات قبل الذهاب للتسوق.
معاملة الأطفال في طريقة التعليم
غالبًا ما يقوم ذوو الدخل المنخفض بدفع الأموال وتوظيف مدرسين منزليين متخصصين لأولادهم يدعمونهم في المنزل، على أمل كشف مواهب خفية لدى الطفل، أو القفز به إلى مراحل تعليمية عليا من خلال تحقيق درجات أفضل في المراحل الدراسية ليتخرج ويجد أمامه حياةً مزدهرة، هكذا يفترضون طبعًا.
بالنسبة لذوي الأموال والأثرياء، فهم غالبًا يعرفون من تجربتهم الشخصية، أنه لا علاقة للثراء والنجاح في العمل وجني الأموال بالإفراط في التدريس، لذا بالنسبةِ لهم، من يريد أن يحقق نجاحًا دراسيًا فليحقق، من يريد أن يلتحق بالجامعة ليتعلم فليلتحق، ومن يريد أن يتعلّم مِهَن خارج مجال التعليم، فمباركٌ له، يسمحون لأطفالهم باللعب والاستمتاع ويسألونهم عن شغفهم، على عكس ذوي الدخل المحدود، الذين قوقعوا عقولهم حول فكرة “ابني سيكون طبيبًا أو مهندسًا”.
طريقة تفكير أصحاب الأموال تختلف أيضًا🙄
الأثرياء يمتلكون طريقة تفكير نظيفة تعتمد على المنطق في كل شيء تقريبًا، وهي الخاصية الأساسية في تحقيق الثروة والنجاح، على عكس أغلبية الطبقة الوسطى التي غالبًا ما تؤمن بعالم العرافين، المنجمين وغيرهم من ذوي المهارات التحليلية المنخفضة، فهم غالبًا يؤمنون بتلك التوقعات، ويصرفون أغلب أموالهم في تبييض الفال! لعلّ تلك العرافة تصدق وتقع فوق رأسهم جرّة من المال..
في النهاية، أعتقد أن هذا المقال قد سلّط الضوء على عدة مناحي ربما أنت نفسك كنت تفكر فيها وفي اتخاذ قرار بشأنها، ولكنك وقعت في حيرة بين الاستماع لعقلك، أو المشي مع القطيع بما هو شائع. عزيزي، نحن لا نشجعك هنا على اتخاذ سياسة استثمارية معينة، في النهاية، لكل شخص منا أفكاره التي يتصرف على أساسها، ولكن بإمكانك الاستفادة ولو بفكرة واحدة من هذه الأفكار، على ما أعتقد، وتجدر الإشارة، وبحسب موقع Brightside، أن معظم الأشخاص الذين حققوا نجاحًا حقيقيًا في مشاريع الأعمال والاستثمارات، وكسبوا مليارات الدولارات خلال مسيرتهم المهنية، كانوا برغماتيين جدًا فيما يخص انتقاء مشترياتهم! 😊.
اقرأ أيضًا: الأثرياء وثقافة تطوير الذات: ما الأخطاء التي لا يقعون فيها؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.