تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الموظفون الشباب وجيل Z أكثر تعاسة في العمل من أي جيل آخر حسب آخر الدراسات والتقارير

جيل Z أكثر تعاسة في العمل
نور حسن
نور حسن

4 د

في عصر تتسارع فيه وتيرة التغييرات وتشهد الأسواق تقلبات اقتصادية مستمرة، يعيد جيل زد صياغة معايير العمل السائدة، متجهين نحو أفق جديد يتجاوز المفاهيم التقليدية للمهن، فبالنسبة لهم الأولوية لا تقتصر على الحصول على راتب مغري ومسار واضح للتقدم المهني فحسب، بل تمتد لتشمل الرغبة في وظائف تؤمن دخلًا ثابتًا وإمكانيات حقيقية للترقية، بغض النظر عن معايير مثل جاذبية المنصب أو ثقافة الشركة.
هذا التغيير يشكل نقطة تحول، ويعيد تعريف معنى الرضا في العمل والنجاح المهني ويوجه رسالة إلى الشركات وأصحاب العمل بأنهم يحتاجون لإعادة النظر في كيفية جذب والحفاظ على الشباب الموهوب، مع التركيز على الأمان المالي والفرص للنمو والتطور كجزء أساسي في أي وظيفة.


تحولات جذرية في سوق الوظائف

يواجه جيل زد اليوم تحديات مهنية غير مسبوقة، مودعين عصر الوظائف المضمونة والمسارات المهنية المحددة مسبقًا، حيث يجد نفسه عند مفترق طريق مهني جديد بعيدًا عن الأمان الوظيفي الذي تمتعت به الأجيال السابقة، مما يضعهم أمام تحديات غير مسبوقة ولكن أيضًا فرصًا جديدة لإعادة تعريف معنى "العمل".
تقول جوليا كينسبوك، الأستاذة المختصة في الإدارة والتنظيم، في حديثها عن الرضا الوظيفي وأهمية الأجر لدى الشباب "ما يهمنا في عملنا يتغير بتغير الزمن" من خلال بحثها في عام 2019 الذي يكشف عن رابط وثيق بين الرضا الوظيفي للشباب والأجر، مؤكدًا على أن هذه الفئة العمرية تعتبر الأجر حجر الزاوية في تقييمها للرضا الوظيفي.
وتوضح كينسبوك في بحثها أن الشباب اليوم قلقون بشأن المستقبل البعيد، ولكن مع تقدم العمر تتحول الأولويات نحو تحقيق الأهداف قصيرة المدى للحفاظ على الصحة النفسية والرضا الفوري، وتشير إلى أن هذا الانتقال في التركيز لا ينفصل عن رغبة الأفراد في إحداث تأثير إيجابي في محيطهم، سواء في المجتمع أو مكان العمل.
توضح دراسة من Bain & Co أن الشغف تجاه العمل يتنامى مع تقدم العمر. فالشباب في أوج حيويتهم يعطون الأولوية للراتب والفرص التي تتيح لهم التعلم والتطور، ويطمحون للحصول على تقدير مادي لجهودهم ويشعرون بتراجع في الرضا الوظيفي عندما لا يتحقق ذلك. في المقابل، الأفراد الأكثر نضجًا (أو الأكبر عمرًا) يجدون الرضا في إحداث تأثير معنوي والمساهمة بشكل يحمل قيمة للمحيط.

إن فهم هذه الانتقالات في الأولويات والقيم المهنية يعد أمرًا مهمًا لكل من الأفراد والمؤسسات، لضمان تلبية احتياجات العاملين بكفاءة ومساعدتهم على التقدم في مسيراتهم المهنية بنجاح في ظل هذا العصر المليء بالتغييرات المستمرة.


جيل زد والتنقل الوظيفي

يُعرف عن جيل زد سرعة تكيفه ومرونته، ويواجه سوق العمل بإستراتيجية فريدة تتمثل بالتنقل الوظيفي المستمر. وبحسب استطلاع أجرته ResumeLab في عام 2023 أعلن ما يقرب من 83% من أفراد جيل زد عن استعدادهم للتنقل بين الوظائف، معتمدين على نهج جديد في مسيرتهم المهنية يتضمن تغييرات متكررة في الوظائف، وهذا التوجه ينبع من رغبتهم في تحقيق النمو والتقدم السريع، وعدم الرضا عن العلاوات أو الترقيات التي لا تأتي بالسرعة المتوقعة، بالإضافة إلى صعوبة الالتزام بوظيفة واحدة لفترة طويلة، حيث كشف استطلاع Paychex في عام 2022 أن نصف أفراد هذا الجيل يعملون في أكثر من مكان واحد، ما يؤكد على استراتيجيتهم في عدم وضع "كل البيض في سلة واحدة".


على عكس الأجيال السابقة التي كانت ترى في العمل جزءاً لا يتجزأ من هويتها، يختلف جيل زد بمنظوره حيث يرى حوالي 61% منهم فقط أن العمل يشكل عنصراً أساسياً في تحديد حقيقتهم، وفقاً لما كشفته دراسة قامت بها شركة Deloitte هذا الاختلاف يعبر عن تغيير جذري في طريقة فهمهم لذواتهم وتحديد أولوياتهم، مما يدل على تقدير أكبر لأهمية التوازن بين الحياة المهنية والشخصية وإعطاء قيمة لجوانب أخرى في حياتهم بجانب العمل.


مع ذلك، لا يعني هذا التحول أن جيل زد فقد شغفه بالعمل. بل على العكس، هم يسعون لإيجاد التوازن بين متابعة ما يحبون وتحقيق الأمان المالي. فالراتب والتقدم الوظيفي يظلان في مقدمة تطلعاتهم، مما يوفر لهم الشعور بالاستقرار في عالم متقلب تمكن فيه هذا الجيل من إعادة صياغة مفهوم النجاح المهني ليتناسب مع معطيات العصر وتحدياته.

ذو صلة

مستقبل العمل

مع تحليل التوجهات والسلوكيات للجيل الجديد الذي يستعد لدخول سوق العمل، يجب على القائمين عليه دراسة كيفية تطوير مفهوم "العمل". حيث تثير هذه التحولات الجديدة في سوق العمل تحديات تحتاج إلى دراسة معمقة مثل طرق التعاون بين الإنسان والآلة، وطرق التخطيط لمسارات مهنية تصل إلى 50 أو 60 عامًا، وكيفية إبراز القدرات داخل المؤسسات من خلال استغلال تنوع المهارات. وسيتطلب ذلك إتقان بعض المهارات الأساسية مثل استخدام الأدوات الرقمية والتكنولوجيا، والقدرة على التعامل مع التحليلات والبيانات، ومهارات في إدارة الأعمال.
يمكن القول أن جيل زد يظهر كرمز للتجديد والتغيير في المشهد المهني، متخطيًا الحدود التقليدية بعزم وإبداع. ومدفوعين بشغف لتشكيل مستقبلهم المالي، وتمكنوا من استغلال الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية لتحقيق أهدافهم. ولا شك أنهم اليوم ملهمون للأجيال القادمة لما حققوه من نجاحات وتغييرات في سوق العمل المعاصر.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة