تريند 🔥

🤖 AI

مراجعة فيلم The Father .. هل عادت متاهة تشارلي كوفمان بصورة أخرى؟

بلال عبد العزيز
بلال عبد العزيز

5 د

في فيلم The Father يراهن المخرج والكاتب المسرحي “فلوريان زيلر” علي النجم الكبير السير “انتوني هوبكنز” ساعة ونصف نعتبرها واحدة من أفضل المشاهدات التي من الممكن أن تمر عليك في يوما ما رغم ثقلها فنيا فلا يعيب علي أحد أن يكسر حاجز الوقت ويترك الفيلم في المنتصف، تطرق الفيلم للواقع بطريقة تسحر العقل وتجعلك تنسي أين تقع أنا وأين يقع هو؟.

تدور احداث الفيلم عن “أنتوني” العجوز الذي يرفض أية مساعدة من ابنته “أن” بعد وصوله لعمر كبير وبات غير قادراً علي إعالة نفسه، وبينما هو يحاول ان يستوعب ما يحدث من حوله، يبدأ “أنتوني” في الشك في طبيعة حياته والمقربين منه وفي صحة قواه الجسدية والعقلية، في ترشيحات جوائز الأوسكار التي صدرت الأيام القليلة الماضية، حاز “أنتوني هوبكينز” علي ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي، وبنسبة كبيرة ومع الكثير من التمنيات من الجميع أن ينالها ذلك الممثل علي أدائه العبقري، مع الكثير من الخوف بأن تفاجئنا الأكاديمية هذا العام كعادة الأعوام السابقة.

شخصية ” أنتوني ” من أقوى نقاط الفيلم الفنية فالكتابة هي التي جعلت من الشخصية تركيبة واقعية من الصفات المحركة للقصة، كرفضه للرعاية، وأسلوبه المباشر في التعبير عن أفكاره مما يجعله يتعدى فواصل الأدب أحيانا، بالإضافة إلى الصفة الأهم والتي أكدت جودة وواقعية كتابة الشخصية، وهي تجريدها من السذاجة المستفزة، فالرجل الذي كبر في السن هنا بعيدا عن حالته العقلية، هيكل لشخصية يفترض فيها الفطنة والفهم السريع للمواقف، وهذا ظهر كثيراً في المشاهد التي يدعي فيها تذكره للأشخاص، فأي مبالغة في رد الفعل هنا ستنقل الموقف لمشهد ساذج وغير واقعي مع هذا القالب الذي صنعه الكاتب للشخصية.

شعرت في منتصف الفيلم بالإرتباك وتذكرت الفيلم الأخير لتشارلي كوفمان الذي صدر العام الماضي ” إنني أفكر بإنهاء الأشياء” تذكرت تلك المتاهة التي ظل فيها البطل في فيلمنا هنا أيضا، عندما يتوقف الزمن أو لا يكون هناك مفهوما يدعي الزمن، تلك المتاهة في فيلم “الأب” كانت أكثر إبداعية علي مستوي المونتاج وأكثر مما كنا نتوقع وننتظر أيضا بالنسبة لعوامل أخري عديدة.

أقرأ أيضًا: قبل عرضه في القاهرة السينمائي.. 10 معلومات عن فيلم The Father

فيديو يوتيوب

فيلم The Father:مابين واقعية المتاهة وواقعنا

غرباء بعيدين عن وطنهم في فترة الشباب، غرباء في قلب بيوتهم في فترة الكبر، عندما نكبر في السن لا نعتمد علي الجسد ليتحملنا، بل نحتاج ليد العون ليس من أجل النصائح كما كنا صغارا، إنما من أجل الإمساك بنا عندما نسقط، ولمساعدتنا في عيش ما تبقي بسلام، لن يفهم أحد مشاعرنا إتجاه من نحبهم، من المستحيل أن يفهم شخصا أخر لماذا نقدم لهم ذلك الحب، إننا نكون علي قيد الحياة طالما ذلك الشخص ظل متمسكا بنا، إنما عند التخلي والنسيان، في تلك اللحظة لا أحد يحب ذكر ما يحدث.

أثناء مشاهدة فيلم The Father تذكرت مقولة من أحد أفلام ديزني، “جدتي كانت دائمًا تقول بأن الموت غير موجود، وأننا نموت عندما ينسانا الآخرون”، نغوص في مخليته، حتي يصل بنا الحد أننا لا نعرف ما هو الواقع، أننا لا نعرف إذا كنا نحن بالأساس واقعا، حوارات ذكية أحيانا وجيدة في معظم الأوقات ولكنها أوضحت ما يمر به الأب، الأحداث الغير مترابطة رغم أنها كانت ضرورية لإيضاح الفكرة لكنني لم أحبها، ديكور المنزل الذي يدور فيه أحداث الفيلم كان رائع عادة لا أعطي لذلك الكثير من الأهمية لكنني أردت ذكرها لأنه فيلما يحدث في مكان واحد.

رأيت بعض النقاد عندما تم عرض الفيلم، يمتنعون عن الحديث عنه ومراجعته لأنهم أعتبروه شيئا خاص بهم، إحتفظوا به في قلوبهم، جعلهم يتذكرون من هو أكثر شخص يستحق حبهم، وجعلهم يفكرون كيف سيكونوا في المستقبل، وأيضا كان هناك من شاهد الفيلم يحكي أنه رأي إمرأة تبكي كثيرا وفي حالة سيئة بعد النهاية، لذا فقبل مشاهدته كنت أخاف أن لا أتعلق به، أن لا تمسني تلك المواضيع والمشاعر، لكن وللأسف لامستني.

من الأشياء الجميلة التي أراها في الممثلين الكبار، هي طبقة الصوت لديهم والأداء الصوتي سواء خلف الكاميرا أو أمامها، أنتوني هوبكنز وتوم هانكس ومورجان فريمان وغيرهم، تذكرت جدي كان ينسي كثيرا في أيامه الأخيرة، كان يفقد الوعي وهو ذاهب ليصلي، أكثر من مرة حدث ذلك، لكنه أبدا لم ينسي حرفا واحدا من القرآن الكريم، كان يصلي بنا حتي وفاته، وتمنيت لو كنت قد قضيت وقتا معه أكثر، لتزداد معرفتي به وتزداد المعرفة بالنسبة لي ككل، رحمة الله عليه.

فيلما هادئ عندما يخاطب العقل، ومخيف عندما يخاطب مشاعرنا، ملهم للبعض لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان، وجود أنتوني هوبكنز وأوليفيا كولمن، يكفي لصناعة فيلم يحصد الجوائز.

متلازمة أسبرجر فيلم The Father


متلازمة أسبرجر

ما سأقوله الأن ينظر له بطريقة مختلفة، حسنا، تم تشخيص إصابتي بمرض أسبرجر، لكنني أفضل حالًا الكثير من الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر يتمتعون بأداء وظيفي عال، لكنهم غير منظمين، لديهم عادات عصبية، أفراد أسبرجر يميلون إلى أن يكونوا مبدعين أو معاقين، لا أعرف ما إذا كان هذا صحيحًا بالنسبة لي، لكنني أعلم أنه لا يمكنني أن أشعر بالراحة أبدا، أميل إلى تعدد المهام. أكون قد قررت أنني لن أرسم وبعد ذلك سأقضي 24 ساعة في الرسم.

ذو صلة

ولكني لم أكن أعرف بالأساس أن متلازمة أسبرجر لها وجود، أبي كان يعمل خبازا، لكن لم أكن متأكدا مما أكون؟ أدى هذا إلى سنوات من إنعدام الشعور بالأمن وكذلك الفضول، لم يمكنني الاستقرار في مكان، كنت مضطربا وأسبب المتاعب، لقد نضجت الآن، وأصبحت أشعر بالسلام أكثر مع نفسي، ولكن مازال هذا السؤال يلح على عقلي، هل من المفترض أن أفعل هذا؟ حسنا أنا الآن مقبل على عامي الـ79، لذا أعتقد أنني فعلت ما ينبغي، لا أعتقد أن هناك أي معنى في الحياة، هذه كانت بعض المقتطفات من حوار “أنتوني هوبكنز” بطل فيلم The Father قبل ثلاث سنوات، مع صحيفة “ديزرت صن” الأمريكية، تحدث فيه عن طريقة تعامله مع الفن وعن معاناته مع عسر القراءة في طفولته.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة