تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تكهنات حول نهاية الموسم الثاني لمسلسل The Last of Us قبل عرضه!

the last of us season 2 expectations arageek art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

كيف سينتهي هذا العالم؟.. سؤال دار في أذهان البشر منذ قرون طويلة، غالباً منذ اللحظة الأولى التي امتلكنا فيها وعياً حضارياً بوجودنا، لقد حاول الكثيرون تقديم إجابات لهذا التساؤل المصيري.

بعضها كان مستمداً من واقع لا يبشر بأي أمل وبعضها الأخر كان أكثر جنوحاً للخيال وأشد متعة بأشواط، حرب نووية انكماش كوني أم أنها نيازك عملاقة قادمة من أعماق الفضاء لتمحي كوكبنا من الخريطة الكونية.

نظريات كثيرة وضعها أدباء وعلماء ومتشائمون لا يجدون شيئاً أفضل لفعله من تخيل كيفية نهايتنا، لا أحد يعرف متى وكيف سننتهي، لكن النظريات الموضوع لا نهاية لها ويبدو أن فكرة نهايتنا على أيدينا تروق بشدة لصناع الأعمال الفنية حتى أن هذه الفكرة التشاؤمية وجدت طريقها إلى عالم شاسع مختلف هو عالم ألعاب الفيديو الذي يعتبره عشاقه أفضل ترفيه قدمته البشرية.

والذي انتقل سحره إلى عالمي الشاشة الصغيرة والكبيرة وتم تحويل ألعاب فيديو فائقة الشهرة إلى أعمال تحاول أن تنجح بقدر أصلها، في العام الماضي دخل عملاق الدراما HBO إلى الخط وقرر استثمار نجاح كاسح للعبة فيديو شهيرة وتحويلها إلى عمل حطم كل التوقعات إنه مسلسل The Last Of Us الذي استطاع عبر تسع حلقات تقديم ملحمة ديسوتوبية لا تضاهى ليكون أفضل عمل مقتبس من لعبة فيديو على الإطلاق.

المسلسل الذي تركنا في حيرة حقيقية متسائلين؛ ما الذي يقدمه الموسم الثاني؟ سيكون هذا السؤال المصيري نجم مقالنا، وسنطلق العنان لخيالنا محاولين توقع ما سيقدمه لنا صناع العمل في الموسم الثاني المنتظر بشدة خاصة أننا لا نعرف اللعبة ولم نلعبها من قبل.

قد تصيب توقعاتنا وقد تخيب لكن من المؤكد أن في انتظارنا موسماً مذهلاً قد يفوق الموسم الأول نجاحاً وقوة الزمن وحده هو الحاسم في هذا الخصوص، ولأن الخيال بلا حدود فلنطلق خيالنا بعيداً ولنبحر معاً في تكهناتنا الخاصة حول مفاجآت الموسم الثاني اليوم في أراجيك فن!

8.8/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Last of Us

تبدأ أحداث المسلسل بداية بطيئة بعض الشيء، حيث تبدأ الحلقة الأولى بمشهد يدور في الستينيات، نرى فيه مقابلة مع عالمين من علماء الڤيروسات وينبه أحدهما إلى خطر الفطريات، التي يمكن أن تسيطر على دماغ البشر دون رادع، الأمر الذي سيفسر ما سيطرأ من أحداث لاحقة.

تنتقل الأحداث إلى عام 2003 ونتعرف على جول وابنته سارة اللذين يعيشان حياة هادئة اعتيادية، وتدور الأحداث في هذه المرحلة من وجهة نظر سارة الغافلة عما يجري، لكن يتم التلميح للخطر في كل مشهد، سواء من خلال الأخبار التي تبث عبر المذياع، أو توتر صاحب محل الساعات الذي ذهبت إليه سارة لإصلاح ساعة أبيها. فجأة تستيقظ سارة على صوت انفجارات عالية، فتخرج من البيت لتعيد كلب الجيران الذي يبدو مرعوبًا للغاية، لكنها تصدم أن جارتها العجوز المقعدة، تحولت إلى نوع غريب من الوحوش، والتهمت كل سكان المنزل.

في أثناء محاولة سارة الهرب، يصل والدها إلى المنزل مع عمها تومي، ليحاولوا الهرب من المدينة التي تحولت إلى جحيم حقيقي، لكن سارة تقتل على يد أحد الجنود وتموت بين ذراعي أبيها. تقفز الأحداث عشرين عامًا، فنرى جول الذي أصبح حطام إنسان، يعيش في منطقة الحجر الصحي في بوسطن، ذلك أن الفطريات التي اكتسحت العالم منذ عشرين عامًا، غيرت وجه البشرية كلها، يدير هذه المنطقة الوكالة الفيدرالية للاستجابة للكوارث (فيدرا)، بأسلوب عسكري قمعي استبدادي، حيث يجبر الناس على العمل في مهن شاقة، كحرق الجثث وتنظيف المجاري، ليأخذوا بطاقات تموينية تعطيهم كفاف يومهم، لكن جول لا يكتفي بهذا، بل يعمل أيضًا كمهرب مع شريكته تيس، وعندما يفشل شقيقه تومي في الاتصال بهما من موقعه في وايومنغ، يحاولان شراء بطارية سيارة من تاجر محلي، ولكن بدلًا من ذلك يبيعها إلى اليراعات، وهم مجموعة متمردة تعارض فيدرا، ويتم تسميتهم بالإرهابيين.

في محاولة لاسترداد البطارية، يجد جول وتيس أن الصفقة قد انحرفت عن مسارها، وأن معظم محاربي اليراعات قد قتلوا، فتعقد مارلين زعيمة اليراعات الجريحة صفقة مع جول وتيس، وهي أن يصطحبا إيلي الصغيرة إلى ولاية ماساتشوستس عبر الولايات المدمرة المليئة بالفطريات القاتلة، مقابل الإمدادات التي ستساعدهما في الوصول إلى تومي، يحاول جول وتيس أن يعرفا حقيقة أهمية إيلي، لكن مارلين تلتزم الصمت

في أثناء هروبهم يتم القبض عليهم من قبل جندي خلال التسلل إلى الخارج، تطعنه إيلي عندما يختبرهم بحثًا عن العدوى، وعندما حاول الجندي إطلاق النار عليها يضربه جول حتى الموت، تدرك تيس أن إيلي مصابة، لكن إيلي تريهما أن الإصابة عمرها ثلاثة أيام، ومن المستحيل ألا تتحول خلال هذه الفترة أو تموت. لربما كانت بداية العمل باردة بعض الشيء، لكن الإثارة المتصاعدة والتوتر والدراما الرائعة طغت على كل شيء آخر، إضافة إلى دقة التفاصيل وربط الأحداث المتقن الذي جعل العمل يحطم الأرقام القياسية بعدد المشاهدات حلقة بعد حلقة، ومن الواضح أن أحداث العمل القادمة تبشر بالمزيد من الإثارة.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023

بطولة

بيدرو باسكال،
بيلا رامزي،
آنا تورف

مغامرات جديدة في عالم محكوم بالموت 

إن تحويل لعبة فيديو إلى عمل فني مهما كان نوعه هو أمر يحمل قدراً وافراً من المخاطرة خاصة أن بعض هذه الأعمال لاقت فشلاً ذريعاً ونجحت في إثارة امتعاض وغضب عدد كبير من اللاعبين والمشاهدين على حد سواء.

لكن عندما تكون اللعبة أشهر وأفضل ألعاب الفيديو على الإطلاق وأكثرها شعبية بما لا يقاس فإن التحدي يصبح أكبر وأشد لكن مسلسل The Last Of Us امتلك شركة إنتاج أسطورية وكتاباً بارعين نجحوا في نقل سحر اللعبة إلى عالم التلفاز، عبر تسع حلقات مذهلة تابعنا رحلة محفوفة بالموت والخوف والحب والخيانة والأمل اللامتناهي.

رحلة انطلقت من بين أنقاض عالم مدمر يخوضها رجل محطم خسر كل شيء، وطفلة لا تعرف أي شيء سوى أنها مهددة بالموت كل لحظة هي إيلي، علاقة أبوية مميزة نشأت بين إيلي وجول اللذبن خاضا مغامرات مميتة محاولين الوصول إلى اليراعات محملين بأمل وقدرة إيلي الفريدة على مقاومة العدوى.

بقدر جمال وروعة علاقة إيلي وجول بقدر قسوة المغامرات التي تعرضوا لها خلال رحلتهم العسيرة والمواجهات القاسية مع أعداء يفوقون الوحوش الفطرية قسوة وجحوداً إنهم البشر أنفسهم فالكارثة التي أصابت البشرية قدمت لبعض البشر فرصة ذهبية لنيل سطوة ومكانة تجعلهم فوق أقرانهم مما قسم المجتمع المدمر إلى طغاة وثوار بدلاً من الاتحاد.

في مواجهة جيوش الـ Infected كانت نهاية الموسم الأول مذهلة بقدر ما كانت صعبة فبعد رحلة مرهقة مميتة وصل جول مع إيلي أخيراً إلى يوتاه المدمرة بالطبع للبحث عن مخبر اليراعات السري محملين بأمل لإيجاد علاج للكارثة التي تحكم ذلك العالم.

لكن ولأن الحياة ليست بتلك البساطة يكتشف جول أن مارلين قائدة اليراعات ستقتل إيلي لاستخراج عينات من دماغها بغية فهم كيفية مقاومتها للمرض يجد جول نفسه على وشك خسارة ابنة أخرى فيقتحم المشفى محاولاً إنقاذ إيلي من الموت المحتم.

ويقتل مارلين حماية لها في مشهد اعتبره كل من شاهد الحلقة الرائعة درة الموسم، لم تعلم إيلي بالذي حصل وصدقت ادعاء جول أن اليراعات فشلوا في إيجاد علاج لديها، لقد تركت نهاية الموسم الأول الباب موارباً لأحداث أشد درامية وقتامة وقوة فجول خسر الأمل الوحيد في إنقاذ العالم.

واكتسب أعداء من نوع مختلف إنهم اليراعات الذين لن يرضيهم مقتل قائدتهم وخسارة الفرصة الذهبية لإيجاد العلاج فما هي قيمة حياة فتاة صغيرة أمام إنقاذ البشرية بأكملها، لقد كان الموسم الأول ملحمة خارجة من عوالم الغرب الأمريكي المندمج مع عوالم ما بعد الكارثة واستطاع وببراعة اقتباس أحداث وسحر الجزء الأول من اللعبة.

وقد أعلن كاتبا العمل كريغ مايزن ونيل دروكمان أن الموسم القادم سيتتبع أحداث الجزء الثاني من اللعبة الصادر عام 2020.

في حال كنت أحد اللاعبين فأنت تعلم قطعاً أن أحداث الجزء الثاني تبدأ بعد خمسة أعوام من الجزء الأول وإن كان صناع العمل ملتزمين بأحداث الجزء الثاني من اللعبة بقدر التزامهم بها في الجزء الأول فإن في انتظارنا نسخة أكثر ظلامية ونضجاً من إيلي التي ستكون في الـ19 من عمرها، أما جول الذي لم تنته مسؤوليته بعد على ما يبدو فسيكون أكثر نضجاً وظلامية بكل تأكيد خاصة بعدما خسر أخر أمل لديه في إنقاذ العالم.

سيكون هناك مغامرات كثيرة مميتة تنتظر الثنائي الذي أغرمنا به للغاية في الموسم الأول، مغامرات أكثر قسوة وصعوبة فالبحث عن الحياة في عالم كهذا ليس نزهة خلوية بأي شكل خاصة أن الأعداء أصبحوا أكثر وأشرس والموت يحيط بهم في كل مكان.

ولن يكون أمام إيلي وجول سوى القتال لأجل إيجاد الحياة، أما نحن المشاهدون فإن أملنا معقود على البراعة والإتقان الدرامي لصناع العمل لنقل أجواء اللعبة الرائعة إلينا عن طريق كتابة مذهلة وطاقم تمثيلي رائع، خاصة أن هناك شخصيات جديدة ستنضم إلى العمل ولا بد من وجود طاقم تمثيلي بارع لتجسيدها بأفضل شكل ممكن.


شخصيات ثرية جديدة

كان طاقم التمثيل هو أفضل ما رأيناه في مسلسل The Last Of Us لقد كان اختيار بيدرو باسكال لدور جول الرجل المحطم الذي خسر كل شيء في لحظة واحدة ضربة موفقة أعادت النجم المخضرم تحت الأضواء.

أمًا بيلا رامزي فكانت مثالية لدور إيلي التي لا تعرف لنفسها حياة أخرى سوى الخوف من الموت، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الممثلين الذين أغنوا العمل بقوة أدائهم وبراعة تقديمهم لشخصياتهم.

في الواقع ستكون الشخصيات هي التحدي الأكبر في الموسم الثاني؛ ففي عالم اللعبة يستطيع اللاعب التحكم بشخصيات أخرى غير جول وإيلي مما يمنحه وجهة نظر أوسع لعالم اللعبة وفهماً أعمق لأفعالهم مهما بلغ سوءها.

لو كنت تابعت الموسم الأول بدقة فلا شك أنك لاحظت الكيفية التي يتغير فيها السرد القصصي بين الشخصيات نحن لا نرى الأحداث من وجهة نظر خارجية، إنما تقدم كل شخصية من الشخصيات وجهة نظرها الخاصة ورؤيتها الشخصية عن ذلك العالم بطريقة بارعة لا تثير أي انزعاج لدينا كمشاهدين مما منحنا متعة استكشافية جعلتنا قادرين على فهم ذلك العالم من وجهات نظر متنوعة.

فشاهدنا العالم من عيون المقاومة عن طريق كاثلين التي لربما كانت بغيضة لكن وجودها كان إضافة مهمة للأحداث كما أننا رأينا النظرة البرغماتية القاسية للعالم من خلال اليراعات ورئيستهم مارلين التي ترى في إيلي عقبة صغيرة في طريق حلم إيجاد العلاج الذي سيعيد العالم كما كان.

لم يركز العمل على جول وإيلي فقط، إنما أراد أخذنا في رحلة مصيرية وسرد القصة بشكل خطي تتداخل فيه وجهات النظر بطريقة مربكة أحياناً لكنها استثنائية بالتأكيد وتمنحنا كمشاهدين شعوراً بالتعدد والتنوع شعور لا شك أن لاعبي اللعبة الشهيرة عاشوه بمتعة لا تفوقها متعة.

مما لا شك فيه أن المسلسل سيحافظ على هذا الأسلوب وسنتمكن من رؤية المنظور الخاص لشخصيات جديدة تقدم لنا نظرة أكثر توسعاً على عالم ما بعد اكتساح الفطريات ولعل شخصية آبي هي الشخصية الأكثر انتظاراً خاصة بعدما أعلنت HBO أن كايتلين ديفير ستجسد دورها، تعد آبي واحدة من أكثر شخصيات ألعاب الفيديو إثارة للجدل فهي شخصية معقدة مكروهة على نطاق واسع من قبِل أغلب اللاعبين.

إنها الشرير في قصة إيلي وجول، في الواقع وفي عالم اللعبة يمتلك اللاعب القدرة على التحكم بآبي لمدة تعادل التحكم بإيلي بل تفوقها حتى مما يجعل اللاعب قادراً على فهم التركيبة النفسية المعقدة لهذه الشخصية والتي وعلى الرغم من أفعالها الشنيعة ليست شريرة كما قد تتوقع.

يمكن اعتبار آبي نسخة أخرى من إيلي لكن إيلي وجدت الحب والعائلة والأب في شخص جول، أمًا آبي فتعين عليها القتال لأجل حياتها وكل الأفعال الشنيعة التي قامت بها والتي نتوقع أن يستعرضها العمل بشكل واسع كان نتيجة حتمية لهذا.

إن إيضاح حقيقة آبي هو تحد حقيقي لصناع العمل، فإدراك حقيقتها في اللعبة كان أساساً من أسسها، أساس لا ينبغي أن يغيب عن العمل التلفزيوني لذا فإننا نتوقع أن يمنح العمل آبي مساحة حقيقية ويستعرض الأحداث من وجهة نظرها بطريقة تمكننا من فهم دوافعها وخفاياها التي تجعلها شخصية رائعة لا تنسى.

لكن التحدي الأكبر يقع على عاتق كايتلين ديفير التي ستجسد هذه الشخصية المكروهة المعقدة المهمة بشدة لسير الأحداث فكما سبق وقلنا سر جاذبية آبي يكمن في تعقيدها مما سيتطلب جهداً حقيقياً من كايتلين لتقديم شخصية شريرة بطريقة ترغمنا على الإعجاب بها حتى لو كرهناها.

كما نتوقع أن يلجأ صناع العمل للتركيز على شخصيات ثانوية في اللعبة وجعلها أساساً مهماً في المسلسل كقصة فرانك وبيل في الموسم الأول، ففي اللعبة كان ظهورهما محدوداً للغاية، أمًا في المسلسل فقد كانت قصتهما المؤثرة أساساً لثالث حلقات المسلسل والتي حملت اسم Long Long Time لا يفتقد الموسم الثاني للشخصيات الثانوية التي يمكن لبعض براعة الكتابة والمعالجة جعلها من أفضل وأقوى الشخصيات خاصة لو تم دمجها بالشخصيات الرئيسية.

لا تزال تفاصيل الموسم الثاني غامضة حتى الآن، لكننا نحاول بناء توقعاتنا على أسس ما شاهدنا في الموسم الأول الذي أثبت احتراماً حقيقياً لمصدره، لكن وفي النهاية طريقة السرد الدرامية تختلف تماماً عن طريقة سرد أحداث لعبة فيديو، لذا فإن بعض التغييرات في طبيعة الشخصيات أو طريقة عرضها هو ضرورة حقيقية لا ينبغي الاستغناء عنها أو التقليل من تأثيرها على أحد أكثر الأعمال انتظاراً.


تسلسل زمني تلفزيوني

كما سبق وقلنا طريقة السرد الدرامي للعمل تختلف تماماً عن طريقة السرد الخاص بلعبة الفيديو، ففيما تركز اللعبة على تعريف اللاعب بأسس العالم الذي تدور به الأحداث، يركز العمل التلفزيوني على الأحداث نفسها ويقدمها بطريقة تثير العواطف وتجعل المشاهد متحفزاً باستمرار لمعرفة ما الذي قد يحدث لاحقاً.

من الناحية السردية يبلغ طول اللعبة الثانية ضعف اللعبة الأولى، وعلى عكس اللعبة الأولى اتبعت اللعبة الثانية نهجاً أكثر روائية وتعقيداً بقصص متعددة متشعبة يتم سردها من وجهات نظر متعددة.

لقد استطاع الموسم الأول من المسلسل اقتباس عالم اللعبة بأمانة حقيقية وقدم تسلسلاً زمنياً مشابهاً لها بطريقة استطعنا فيها تتبع خيوط القصة المتناثرة وربط الأحداث المتداخلة بعضها ببعض رغم تعقيدها إلا أن طريقة تقديمها جعلتها تجربة ممتعة بحق.

لقد كان الموسم الأول رحلة عبر الدمار والموت مع وجود بعض المحطات الدرامية التي قدمت رونقاً مميزاً أضاف للعمل الكثير، إنه رحلة محفوفة بالموت في عالم يعاني من فطريات شرسة دمرته تماماً وحتى نهاية الموسم الأول كان هناك بصيص صغير من الأمل متمثل باليراعات وقدرتهم على إيجاد علاج مضمون لهذه الكارثة.

لكن وكاليراعات كان هذا الأمل قصير الأجل وانمحى فجأة ليترك إيلي بوهم أنها لم تستطع المساعدة لكن جول يعلم الحقيقة لم يعد هناك أمل وأعداء جدد دخلو على الخط؛ أي أن الأحداث ستتعقد أكثر من أي وقت آخر وستنتقل القصة إلى منحى آخر يعيد سرد المغامرات التي يعيشها اللاعب بشكل يلائم طبيعة العمل التلفزيوني ستكون القصة أكثر عمقاً وتعقيداً بما لا يقاس ومن المتوقع أن يكون السرد مشابهاً لما رأيناه في تحفة أخرى هو Game Of Thrones من ناحية تعدد السرد وتنوع مكان الأحداث.

لكن ما قد يلفت النظر أكثر هو تسلسل الأحداث الزمني؛ ففي اللعبة التركيز الأكبر هو على المغامرة نفسها لذا فإن الأحداث تسير بنسق تصاعدي متقدم مع كل مرحلة يجتازها اللاعب.

أمًا في الدراما وخاصة لو كانت دراما من إنتاج HBO المغرمة بشدة بفوضى السرد فمن المتوقع أن يكون التسلسل الزمني مشابهاً لما شاهدناه في الموسم الأول تنقل مستمر بين الأزمان الأحداث بنسق فوضوي يميز أغلب إنتاجات عملاق الدراما الأول بحيث نستطيع فهم ما يجري وما جرى وما قد يجري في المستقبل.

لقد كانت قصة الجزء الثاني من اللعبة قوية مؤثرة تعج بلحظات صدمت أكثر اللاعبين براعة بسبب قسوتها، لذا لك أن تتخيل كيف ستكون هذه المشاهد عندما تقدم بنسق زمني متعدد وقوة كتابة درامية تضاف إلى أداء تمثيلي أسطوري هناك الكثير لانتظاره في الموسم الثاني من العمل لكن فضولنا الحقيقي يتركز على كيفية تقديم هذه الأحداث بطريقة تليق بعملاق من طراز HBO.


تطويع الفلاش باك 

يرتكز السرد القصصي للعبة على مجموعة كبيرة من الفلاش باك وذكريات الماضي التي تفسر ما آلت إليه الأمور في هذا العالم الغريب وهو ما نجح مايزن في تقديمه ببراعة في العمل الدرامي بتناغم يليق بالأحداث.

فرأينا قصة جول المؤسفة وخسارته التي لم يتعاف منها على الإطلاق لابنته سارة كما استطعنا فهم كيفية دمار الحضارة ونشوء الطغاة والمقاومة عبر سلسلة متقنة من ذكريات الماضي التي أضافت قوة درامية للعمل.

في الواقع كان الفلاش باك الأهم والأبرز خلال الموسم الأول هو الماضي الخاص بإيلي والتي تعرضت للفطريات وهي بعد جنين في رحم والدتها، ولعل هذا الحدث كان أساس اكتسابها للمناعة الأسطورية ضد الفطر القاتل، يعرف اللاعبون المخضرمون أهمية الفلاش باك في عالم اللعبة.

فهو الأساس الموضوع لمسير المغامرة ومن المتوقع أن يحذو الكتاب منحى الموسم الأول ويتوزع الفلاش باك بطريقة أكثر تنوعاً تلائم الأجواء المحملة بالتوتر والإثارة والقلق المسيطرة على المسلسل، خاصة لو أن الموسم الثاني أخذ طريق الجزء الثاني من اللعبة.

وقفز بالأحداث خمسة أعوام إلى المستقبل حينها سيكون وجود الفلاش باك مهماً للغاية وإضافة مميزة قد تفسر الكثير مما حدث دون الإخلال بمسار القصة وحيويتها وعمقها العاطفي الذي كان أول أسباب شعبيتها الكاسحة.

في الواقع لو كنت تعرف اللعبة فأنت تعرف تماماً كم الدموع التي تنتظرنا في الأحداث القادمة؛ ففي عالم كهذا يصبح الموت ضرورة حقيقية، ويستحيل تماماً أن تجد نهاية سعيدة كقصص ديزني مثلاً وتنوع الفلاش باك قد يمنح هذه اللحظات الأليمة عمقاً عاطفياً أكبر ودفعة درامية لا تضاهى.

مما رأيناه في الموسم الأول يبدو أن كريغ مايزن ونيل دروكمان يعرفان عملهما ومن المؤكد أن في انتظارنا عمل سيجعلنا نذرف دموعاً غزيرة دون أن نفقد شغفنا للمشاهدة ولو للحظة واحدة.


أنواع أشد رعباً وشراً من الـ Infected

تمتلك هوليوود مجموعة مذهلة من الوحوش المتنوعة التي أنشئت خصيصاً لتقديم زخم وإثارة لا هوادة فيها للأعمال السينمائية والتلفزيونية على اختلافها.

عناكب ناطقة عملاقة غيلان شرسة أو حتى مخلوقات فضائية برؤوس ضخمة، لقد جعلت التقنيات الحديثة المستحيل ممكناً و The Last Of Us امتلك وحوشه الخاصة المذهلة التي شكلت علامة فارقة منذ أول ظهور لها، ومع الحبكة الرائعة والأسلوب السردي الدرامي يمكن اعتبار The Last Of Us أفضل اقتباس درامي للعبة فيديو رأيناه حتى الآن.

لقد امتلك العمل أفضل تجسيد بصري للوحوش الخاصة به والمعروفة باسم الـ Infected أو المعديين، عادة ما تكون الوحوش مغلفة بالظلام أو مشوشة المظهر الخارجي لكن وحوش ذلك العالم كانت متقنة لدرجة مرعبة.

في الواقع لو كنت تظن هذه الكائنات نسخة أكثر حداثة من الزومبي فهذا ليس صحيحاً تماماً، إن الزومبي كائنات ميتة بلا عقل بعثت للحياة مجدداً تحركها غريزة بدائية تدفعهم للقتل بلا تمييز.

وقد قتلتهم السينما والتلفاز تقديماً مرة تلو مرة حتى فقدوا بيريقهم المميز، أمًا الـ Infected فحكايتهم من نوع آخر أكثر تعقيداً ورعباً وحزناً أيضاً فهم ليسوا أمواتاً بالضبط إنهم أسرى أجسادهم التي سيطر عليها الفطر لقد كانوا من قبل بشراً طبيعيين لكن تعرضهم لتلك الفطريات الغريبة أفقدهم السيطرة على أجسادهم وتحولوا إلى مسوخ مريعة برؤوس تشبه القرنبيط التالف سيطرت على العالم حتى دمرت الحضارة تماماً.

في الواقع كان الفضل الأساسي في نجاح تأثير وجود هذه المسوخ هو شركة Wētā FX النيوزيلاندية العريقة التي أبدعت في إنشائهم بطريقة مميزة حافظت فيها على تأثيرهم الهائل وحضورهم المرعب لدرجة أن بعض المشاهدين شعروا أننا لم نر ما يكفي منهم.

ولعل أفضل ما فيهم أنه لا يوجد نوع واحد للـ Infected فأنواعهم تختلف بحسب درجة المرض وتأثيره على الجسد مما يجعل مقاتلتهم شيئاً شديد الخطورة والتعقيد.

لقد استمتعنا في الموسم الأول برؤية بعض أنواع تلك المسوخ أبرزها الـ Runners الشبيهين بالزومبي لدرجة مريبة لكنهم كانوا لا شيء أمام الـ Clickers الشرسين ذوي الأشكال المقلقة الذين أعماهم الفطر تماماً حتى تحولوا إلى نوع مرعب من الخفافيش سريعة الحركة.

يعود سبب هذه التسمية إلى الصوت المقزز الذي يخرج منهم الأشبه بالقرقعة والذين حاربهم جول مع إيلي في منتصف الموسم، لكن الرعب الحقيقي تجسد وبقوة في الـ Bloater أو المنتفخ ذلك المخلوق العملاق الذي التهمته الفطريات التهاماً حتى تحول إلى كتلة زاحفة من الرعب المقزز الجاهز لتحطيم الرؤوس في غمضة عين.

لم يعرض العمل سوى عدد محدود بحق من المعديين رغم أنهم أساس المغامرة بأكملها، لكن صناع العمل وعدونا برؤية المزيد من المسوخ مع تقدم الأحداث في المواسم القادمة مما يعني وجود معارك شديدة القسوة والدموية مع أنواع أكثر شراً وقسوة وشراسة بالقطع.

في الجزء الثاني من اللعبة تواجدت أنواع جديدة من الـ Infected أنواع أكثر خطورة بما لا يقاس أضافت بوجودها متعة حقيقية من الإثارة والترقب ومن خلال إعلان صناع العمل، يمكن لنا توقع وجود هذه الأنواع الجديدة في الموسم الثاني من العمل قد نرى وحوشاً أغرب وأشنع من الـBloater كالملاحقين أو الـ Stalker تلك المخلوقات شديدة الذكاء خفيفة الحركة والذين سيقدمون لو عرضوا كما ينبغي نوعاً أقل ضجيجاً وأكثر شناعة من الرعب.

من المتوقع أن يقدم العمل مجموعة محترمة من الوحوش التي ستترك في داخلنا إحساساً لا ينسى بالرعب والتقزز وإلا لن تكون مسوخاً لائقة لعالم العمل الرائع الذي يتفنن في تصوير واستعراض وحوشه الكابوسية قد لا تكون المسوخ بالكم الذي نتوقعه.

لكن من المؤكد أن الكتابة المتقنة ستعوض عن أي افتقاد يعترينا في هذه الحالة، فهذا العمل في النهاية هو قصة عن محاولات لا تنتهي للنجاة في عالم كادت الحياة فيه أن تندثر تندمج مع مغامرات مميتة قاسية تحبس الأنفاس.

إن توقعاتنا كثيرة بحق تتنوع وتختلف بين ما نتوقع وما نتمنى، لا ندري بعد كيف سيخرج لنا العمل المنتظر قد يكون أفضل من كل توقعاتنا وقد يتخذ منحى مختلفاً تماماً عن كل ما ذكرناه لا نظري حقاً، لكننا نتكهن ونضع نظريات كثيرة من وحي خيالنا.

في الواقع وجود كريغ مايزن خلف العمل دومًا ما يكون شيئاً مطمئناً لنا، ففي النهاية هذا الرجل نجح في تحويل لعبة فيديو فائقة الشهرة والنجاح إلى عمل درامي استثنائي من تسع حلقات ونجح في وضع أساسات مختلفة بالكامل لعوالم ما بعد الكارثة التي تفنن الفن السابع في تخيلها بكافة التفاصيل المريعة.

ذو صلة

كل ما علينا فعله هو أن ننتظر ونتأمل رؤية تحفة درامية كابوسية جديدة تضاف إلى مجموعة واسعة من الأعمال التلفزيونية الأسطورية التي خرجت من عباءة العملاق الإنتاجي HBO!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة