هل حجم الصف الدراسي حقاً يؤثر بالعملية التعليمية؟
3 د
حصلت حادثة في الولايات المتحدة في أكتوبر هذا العام، حيث أضرب مدرسو شيكاغو عن العمل، وذلك لأنهم أرادوا تقليل عدد طلاب الفصول الدراسية التي تتزايد بشكل مقلق. أبرم معلمو شيكاغو اتفاقاً مع قادة المدينة، يدعوهم إلى فرض قيود على أحجام الفصول الدراسية، ولكن لم يتم الالتفات إليهم، وذلك لأن السلطات تقوم بإنفاق 35 مليون دولار أمريكي سنوياً لتغطية تكلفة توظيف المزيد من المساعدين لتخفيف عن المعلمين الأساسيين.
ولكن هل حقاً سيحدث ذلك فرقاً بالنسبة لتعليم الأطفال؟
بحسب دراسة أجريت كيف يمكن للمدارس تعزيز تحصيل الطلاب لأكثر من عقدين، وجدت أن الفصول الأصغر هي الأفضل لهم، هذا هو الحال خاصة في الصفوف الأولى وللطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض.
لكن للأسف، من المستحيل تحديد حجم الفصل بين 15 و 40 طالباً، ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن كل انخفاض في حجم الصف ضمن هذا النطاق يؤدي إلى تعلم الأطفال بشكل أكبر.
مراجعة البحث
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على النتائج التعليمية، إجمالي الإنفاق وحجم الفصل وجودة المعلمين هم غاية في الأهمية، وكذلك ثقافة المدرسة، بما في ذلك كيفية عمل موظفي المدرسة معاً والتعلم من بعضهم البعض، وكيف يستجيبون لاحتياجات الطلاب.
قدمت دراسة عشوائية أجرتها الباحثة هيلين بات باين وزملاؤها في ولاية تينيسي في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، والتي يطلق عليها Project STAR، أقوى دليل حتى الآن على أن الأطفال يتعلمون أكثر عندما يكونون في فصل أصغر.
قام الباحثون بشكل عشوائي بتخصيص ما يقرب من 12000 طالب ومعلميهم في رياض الأطفال حتى الصف الثالث في 79 مدرسة لفصول تضم 13-17 طالباً أو 22-25 طالباً، وكانت النتائج واضحة: قدم الطلاب في الفصول الأصغر أداءً أفضل في اختبارات الرياضيات والقراءة، وكانت فوائد الفصول الأصغر أكبر في المدارس المخصصة لطلاب الدخل المنخفض.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن فوائد التعليم في الفصول الأصغر تستمر لفترة طويلة بعد انتقال الطلاب إلى الصف التالي، إذ يصبحون أكثر عرضةً لإكمال الدراسة الثانوية والالتحاق بالجامعة.
لكن الأدلة ليست كافية تماماً على ما يبدو، على الرغم من أن معظم الأبحاث تشير إلى تحسن أداء الطلاب عند تدريسهم في صفوف صغيرة، إلا أن بعض الدراسات لم تجد أي فوائد، وذلك لوجود فجوة كبيرة في هذا البحث، لقد نظرت معظم الدراسات في كيفية تأثير حجم الفصل على التعلم في المدارس الابتدائية، وذلك من أجل توفير بعض البصيرة لأولئك المسؤولين وصانعي القرارات بشأن اتخاذ الإجراءات المناسبة في تقليص أحجام الفصول لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ولكن لم يتلفت أحد على الإطلاق.
مقارنة الحالة المثلى والواقع
في الواقع، تختلف هذه القواعد على نطاق واسع من حيث التمويل والتطبيق وكيفية قياس السلطات لحجم الفصل، حيث يتطلب تقليل عدد الطلاب في كل فصل دراسي توظيف المزيد من المعلمين، وهذا بدوره يعني إنفاق المزيد من الأموال على الرواتب والمزايا.
في بعض الحالات، قد لا يكون المعلمون الإضافيون الذين تم تعيينهم فعالين مثل المعلمين الموجودين بالفعل في المدرسة، يمكن أن يؤدي تحديد حجم الفصل بشكل صارم أيضاً إلى رفع تكاليف إنشاء المدارس عندما لا يكون هناك عدد كافٍ من الصفوف الدراسية لاستيعاب الطلاب المقسمين إلى مجموعات.
من المستحيل أيضاً الحفاظ على أحجام متسقة في الفصول الدراسية، وخاصة في الصفوف الأولى، نظراً لأن المدارس الابتدائية تميل إلى أن تكون أصغر نسبياً.
ولكن في النهاية لا يوجد حل أمثل من إضافة صفوف جديدة أي توسيع المدارس، فهي الفكرة الأفضل بين باقي الحلول، وذلك لعدة نواحي مهمة، منها ستجعل الصف يحوي على عدد أقل من الطلاب أي سيتمكنوا من زيادة فهمهم للمواد، عدا منح الراحة للمعلمين الذين سيعانون بالتأكيد من الضغط والإرهاق جراء التعامل مع عدد كبير من الأولاد، ولا ننسى أن ذلك سيتعين على المدرسة استضافة عدد جديد من المعلمين والذي سيفتح باب فرص عمل جديدة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.