5 مكملات غذائية قد تساعد من يعانون الاكتئاب!

يُعتقد أن أكثر من ثلثي الأستراليين يلجؤون لاستخدام الأدوية التكميلية بدءًا من الفيتامينات والمعادن إلى الأعشاب والزيوت العطرية. وتعتبر المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية واحدة من الأسباب التي تجعل الناس يستخدمون المكملات الغذائية؛ ولكن هل هي مفيدة حقًا؟ فبينما هناك أدلة على فعالية بعض المكملات والعلاجات المحتملة لعلاج الاكتئاب، إلا أن هناك البعض منها غير فعال، وفعاليتها ليست هي الشاغل الوحيد؛ حيث إن نوعية هذه المكملات وتكلفة المنتجات غير الخاضعة للتنظيم يمكن أيضًا أن تكون مشكلة. وفيما يلي نتعرف إلى بعض من المكملات الغذائية التي خضعت للدراسة لتحسين المزاج العام أو علاج الاكتئاب.

هناك ثلاثة أنواع من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي ينطوي عليها علم وظائف الأعضاء البشرية، وهي مهمة لعملية التمثيل الغذائي العادي؛ حيث تظهر الدراسات الوبائية أن انخفاض المدخول الغذائي من أحماض أوميغا 3 من زيوت الأسماك قد تكون ذات صلة بزيادة خطر أعراض الاكتئاب. وأثبتت عشرات التجارب السريرية على الاكتئاب الشديد أن تقييم فعالية هذه الأحماض الدهنية وحدها أو بالاشتراك مع مضادات الاكتئاب، تدعم استخدامها في علاج الاكتئاب! وقد جمعت دراسة أخرى بين نتائج خمس دراسات مماثلة وجدت تأثيرًا كبير لأحماض أوميغا 3 الدهنية للحد من الاكتئاب ثنائي القطب.

SAMe هي عبارة عن جزيء يتشكل طبيعيًا في جسم الإنسان نتيجة تفاعل يحصل بين الميثيونين والذي هو عبارة عن حمض أميني والأدينوسين ثلاثي الفوسفات وهو حمض نووي ناقل للطاقة من الخلايا؛ وهذا الجزيء يلعب دورًا رئيسيًا في دورة الغليتاثيون وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تصنع في الجسم وتشكل البنية الأساسية للعديد من الأحماض الأمينية الأساسية. كذلك تساهم في عمليات الأيض وتدخل في التفاعلات الكيميائية والمعادلات الأيضية للهرمونات وعدة نواقل عصبية والبروتينيات وغيرها. إذن هي عبارة عن جزيء مهم جدًا وضروري لتأمين عمل جيد ومثالي للجسم خاصة الجهاز العصبي المركزي والكبد؛ ويبدو من خلال العديد من الدراسات أنها تساهم في معالجة الاكتئاب وقد بينت الدراسات أن الناس الذين لديهم مستويات منخفضة من SAMe في الدم هم أكثر عرضة للاكتئاب! وتعتبر مكملات هذا المركب مكلفة قليلًا  وتسبب آثارًا سلبية خفيفة مثل الصداع، والأرق، واضطرابات الجهاز الهضمي.

نبتة القديس جون هي النباتات المزهرة التي لديها تاريخ طويل من الاستخدام  في الأدوية؛ وقد دُرس تأثيرها لعلاج الاكتئاب عبر أكثر من 40 من التجارب السريرية متفاوتة الجودة المنهجية .

وقد قامت مراجعة كوكرين لـ 29 تجربة شملت 5489 مريضًا في عام 2008 بتحليل المقارنات بين نبتة سانت جون والحبوب الوهمية مع مضادات الاكتئاب. وأظهر الاستطلاع أن الناس كانوا أكثر تفاعلًا  مع نبتة القديس جون مقارنة بالدواء الوهمي. وفي التحليل نفسه، كان لنبتة القديس جون تأثيرًا يعادل مضادات الاكتئاب، وبسبب خطر تفاعلات الأدوية ينصح بعدم استخدام نبات القديس جون معها و لا ينبغي أن تؤخذ هذه المكملات مع مضادات الاكتئاب لأنها يمكن أن تسبب متلازمة السيروتونين، وهو عرض قاتل يصيب الجهاز العصبي.

السيستين N-أسيتيل (NAC) هو حمض أميني مع خصائص قوية مضادة للأكسدة ولديه تاريخ في علاج الجرعة الزائدة من الباراسيتامول؛ كما وجدت الدراسات أنه يقلل إلى حد كبير من الاكتئاب والهوس الاكتئابي.

و في دراسة مراقبة شملت 75 شخصًا يعانون من اضطراب ثنائي القطب، ودامت 24 أسبوعًا،  تبين أن غرامًا واحدًا من NAC مرتين في اليوم خفض بشكل ملحوظ الاكتئاب، ولم تُظهر هذه المكملات أي ردود فعل سلبية كبيرة ولكنه متاح حاليًا فقط في الصيدليات بوصفة طبية.

الزنك هو المادة المعدنية الموجودة في بعض المواد الغذائية، وهناك أدلة  على أنه يحسن المزاج المكتئب. وقد تبين من دراسات أجريت عام 2012 أن استخدام الزنك كمضاد للاكتئاب يمكّن من خفض الاكتئاب بشكل ملحوظ؛ ويمكن تناول الزنك في جرعات تصل إلى 30 ملليغرام في اليوم، مع حمض أميني لتحسين امتصاصه. وفي حين أن الزنك هو تكملة آمنة إلى حد كبير، فإنه قد يسبب الغثيان على معدة فارغة.

هذه لمحة بسيطة للغاية عن هذه المكملات الخمسة التي يمكن أن تساعد الذين يعانون الاكتئاب ولكن قبل استخدامها لابد من استشارة الطبيب، حيث إن أغلب الدراسات التي تطرقنا لها تدعم استعمال هذه المكملات كعلاج مساعد للاكتئاب ولها تاثير مفيد في تحسين العلاج. لكن مرة أخرى، تأكد من طلب المشورة الطبية قبل الجمع بين أي مكملات مع الأدوية.

المصدر