ماذا سيحدث لجسدك إذا ابتلعت علكة؟… لا تقلق لن تنبت شجرة داخل أمعائك 🌲
5 د
كانت ولا تزال العديد من المشاكل الصحيّة المتعلقّة بالإنسان غير قابلة للحل وتطول قائمة الأمراض التي لا حل لها، ومع هذا نرى انخفاض مستوى الوعي الطبي للأشخاص غير العاملين في المجال الصحّي، ولأنّ الإنسان لا يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه دائماً، تعد حوادث استخراج الأطباء لأدوات معدنيّة من أغرب الأمور التي نسمع عنها وتحدث فعلاً في عالمنا؛ ففي دولة مصر مثلاً قام بعض الأطباء باستخراج ملاعق معدنيّة وأدوات مائدة من أمعاء شاب عشرينيّ بعدما قام بابتلاعها عمداً عندما شاهد رجل على الإنترنت يقوم بهذا، وانتهى الحال بشكوى آلام حادة ووصول الشاب إلى غرفة العمليات الجراحيّة. وفي دولة أخرى تم استخراج مشبك ورقي و كتلة من الشعر من معدة رجل أربعيني، لكن لم نسمع يوماً بأن جراحة قد أجريت لشخصٍ ما بعدما شعر بآلام حادّة نتيجة تناول علكة. فما حقيقة الشائعة التي تقول أن ابتلاع العلكة قد ينبت شجرة في المعدة أو قد تستقر العلكة إلى الأبد؟
اقرأ أيضًا: قوانين غربية حول العالم!
عن العلكة Glum
إحدى تلك الأفكار التي دخلت حيّزًا لا بأس منه من الإنتاج حول العالم، هو العلكة فالناس يمضغون العلكة منذ آلاف السنين، وفي هذا الصدد نجد أن العلكة في بداياتها كانت مصنوعة من نسغ الأشجار كشجرة التنوب Spruce أو مانيلكارا شيكل Manilkara chicle، بينما العلكة الآن تصنع من المطاط الصناعي.
وبشكل عام يعتبر مضغ العلكة ليس بذلك السوء التي تحمله الشائعات منذ سنوات كثيرة، لكن تنافس الشركات لإنتاج أنواع مميزة وجذابة من العلكة دفعهم لإدخال مواد قد تكون ضارة أحياناً، لكن يبقى هذا الضرر محدوداً ولا يسبب كما يشاع منه، ومن المواد التي قد تضيفها الشركات:
- BHT هيدروكسيتولوين بوتيل: وهو مضاد أكسدة يستخدم كمادة حافظة بمنع الطعام من التلف، لكن الجرعات العالية منه قد تكون سبباً بإصابة الشخص بالسرطان، وما يذهب الشك عن النفوس أن العلكة تحوي كميّة قليلة جداً.
- الأسبارتام: هو محلّي صناعي يتم وضعه في الأطعمة الخالية من السكّر، كالأطعمة المخصصة لمرضى السكرّي، ويشاع أنّه يسبب بعض الأمراض كالسمنة والسرطان والصداع، ولكن لم يتم إثبات ذلك في أي دراسة إلى الآن.
لماذا نمضغ العلكة دائماً؟
لأن الحياة لا تهيأ لنا سبل الراحة والسعادة دائماً، نميل لكل ما يزيل الهم والتوتر عن نفوسنا، ويعزز الصبر والتركيز، ويعد مضغ العلكة أحد مزيلات التوتر والتشتيت الذهني، حيث تم إجراء بعض الدراسات عن أداء وسلوكيات الشخص عند قيامه بمضع العلكة وبدونه؛ وكانت النتائج أن مضغ العلكة يعزز وظائف الإنسان المخيّة كاليقظة والفهم واتخاذ القرار والتركيز، بالإضافة إلى إزالة التوتر بتخفيض مستويات الكورتيزول.
وبعض الناس قد يميلون لمضغ العلكة لأن بعض الأنواع الخالية من السكر تحمي أسنانهم من التسوّس، أو الأنواع المحلاة بالإكسيليتول تمنع نمو البكتيريا المسببة للتسوس وروائح الفم الكريهة، بالإضافة إلى أن مضغ علكة بعد الطعام يسبب زيادة تدفق اللعاب فنتخلص من بقايا الطعام التي تتعفن وتضر الأسنان واللثة، وينصح الأطباء الأشخاص المدمنين على التدخين باستخدام العلكة كلّما شعروا بالحاجة إلى التدخين بهدف الإقلاع عنه.
ومن الحقائق التي لا يعرفها ويتجاهلها الكثيرون هو دور العلكة في منع التهابات الأذن عند الأطفال وفي إنقاص الوزن، فهي حلوة وقليلة السعرات الحراريّة وتبقى في الفم فترة طويلة فتكبح شهية الشخص تجاه بعض الوجبات. ليس هذا فقط، بل أثبتت الدراسات أن معدل الأيض يزداد بمضغ العلكة بنسبة حوالي 19%، أي أن الأشخاص يحرقون سعرات حرارية أكثر على مدار الوقت الذي يتناولون به العلكة، كما أنّها تساعد أمعاء الشخص على التعافي والشفاء بشكل أسرع بعد العمليّات الجراحيّة.
ابتلاع العلكة وحقيقة الشائعات
عند تناول شيء ما، تقوم الغدد اللعابية الموجودة في الفم بزيادة إفراز اللعاب لترطيب الطعام وتفتيته في سبيل تسهيل البلع والتذوق، وعند البلع ينتقل الطعام إلى المعدة بعد مروره بالبلعوم والمري، والمعدة هي العضو المسؤول عن تحليل الطعام الآلي بفعل عضلاتها، فتقوم بسحقه ومزجه بالعصارات المعديّة لينتقل بعدها الطعام إلى الأمعاء حيث يتم التحليل النهائي للطعام وامتصاص المواد الفعالّة منه كالماء والفيتامينات والأملاح المعدنيّة، فتذهب بقايا الطعام وما لم يتم هضمه في نهاية المطاف إلى الأمعاء الغليظة حيث لا تحليل له بل امتصاص لبقيّة الماء الموجود به، لتتجمع الفضلات وتتكدس إلى أن يتم إخراجها إلى خارج الجسم.
وعلى الرغم من كون العلكة للمضغ وليست للبلع إلا أن ابتلاع العلكة ووصولها إلى المعدة ليس بذلك السوء، فلن تبقى في المعدة سبع سنوات ولن تلتصق بفتحات الأمعاء، وحقيقة كونها لا تهضم ليست شائعة لكن الجسم معتاد من خلال دورته الهضمية بتحريك الأجسام غير القابلة للمضغ بشكل سليم، لذا العلكة خلال الدورة الهضمية يتم الاحتفاظ بها في المعي الغليظ، وإخراجها مع البراز. وفي حالات معيّنة لا بدّ من ذكرها أدى ابتلاع كميّة كبيرة من العلك إلى حدوث إمساك وانسداد الأمعاء عند الأطفال خصوصاً.
اقرأ أيضًا: من هم الستة ورثة عرش الحلوى في العالم 🍭🍬
الآثار الجانبيّة لمضغ العلكة
رغم كل الفوائد والإيجابيات لمضغ العلكة إلا أنّه يحمل في طياته العديد من السلبيات التي لا بدّ من الانتباه إليها في كل مرّة نقرر أن نمضغ علكة حتّى لا نمضغ الكثير منها، وإليك أهم الآثار الجانبيّة:
- آلام في الفك السفلي عند مضغ العلكة لفترات طويلة، بالإضافة إلى صداع جزئي قد يدوم لعدّة ساعات.
- تحتوي العلكة الخالية من السكريّات على ملينات ومحليّات صناعيّة ككحول السكر، حيث المضغ الكثير لهذا النوع قد يؤدي إلى الإسهال بسبب تلك الملينات، ومشاكل صحيّة لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي.
- تؤدي العلكة التي تحتوي على سكريّات إلى تعفّن وتسوس الأسنان بسبب هضم البكتيريا لهذا السكر فتتكاثر ويزداد التسوس بمرور الوقت، بالإضافة إلى أعراض تناول السكر المعروفة كالسمنة ومرض السكري.
فإن كنت من محبيّ مضغ العلكة ولا تعاني من القولون العصبي فمن الأفضل اختيار نوع خالٍ من السكر تجنباً للآثار المحتملة، واقرأ جميع مكوناتها تجنباً من كونها تحتوي على مكّون لا تستطيع تحملّه، وتأكد من أن ابتلاع علكة ووصولها إلى معدتك ليس بهذا الخطر، لكن من الأفضل التنويه على عدم تشجيع ابتلاع العلكة على الدوام، حتّى لا نصل لحد غير آمن مع مرور الوقت.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.