دراسة جديدة تكشف أن ضجيج الطائرات قد يكون ضارًا بالصحة!
كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات ضوضاء الطائرات عند 45 ديسيبل أو أكثر يزداد لديهم مؤشر كتلة الجسم، مما يعزز خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض.
الدراسة وجدت اختلافات إقليمية في تأثير الضوضاء على مؤشر كتلة الجسم، مع ارتباطات أقوى في المناطق الساحلية والقاحلة، مما يشير إلى تأثير عوامل مثل عمر السكن والتصميم ودرجة العزل على تعرض السكان للضوضاء.
الباحثون يدعون إلى سن سياسات للتخفيف من تأثيرات ضوضاء الطائرات، بما في ذلك تعزيز الأبحاث حول العدالة البيئية وتأثير الضوضاء على الصحة، وتوجيه جهود لتقليل الضوضاء وتحسين جودة الحياة للسكان المتضررين.
كشفت دراسة جديدة أن ضجيج الطائرات قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات ضوضاء الطائرات عند 45 ديسيبل أو أكثر كانوا أكثر عرضة لزيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما يعزز خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض.
ويعد مستوى الضوضاء عند 45 ديسيبل، وهو مستوى أعلى قليلاً من الهمسات في المكتبة (40 ديسيبل) وأقل من المحادثة النموذجية في المنزل (50 ديسيبل).
وقد خلص الباحثون إلى أن أعلى مقاييس مؤشر كتلة الجسم كانت مرتبطة بمستويات ضوضاء الطائرات عند 55 ديسيبل أو أكثر. بالإضافة إلى ذلك، وُجد أن التعرض للضوضاء عند 45 ديسيبل أو أكثر مرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم في مرحلة البلوغ المتوسطة إلى المتأخرة.
وتُعد هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Environment International"، الأولى من نوعها في استكشاف العلاقة بين التعرض لضوضاء الطائرات والسمنة على مستوى البلاد في الولايات المتحدة. بينما تركزت الدراسات السابقة حول هذا الموضوع على السكان الأوروبيين وكانت نتائجها متفاوتة.
وأوضحت جونيت بيترز، الأستاذة المشاركة في الصحة البيئية بكلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، والتي شاركت في قيادة البحث، أن "الضوضاء في الولايات المتحدة تُعد من الملوثات البيئية التي تم تجاهلها". وأضافت أن أجسامنا قد لا تكون تأقلمت مع هذا المدخل المستمر من الضوضاء، مما يؤثر على استجابات التوتر التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ومن ثم إلى المرض.
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2023، وُجد أن ضوضاء الطائرات - حتى التي تصل إلى 45 ديسيبل - تزيد من خطر النوم أقل من 7 ساعات في الليلة. وتشير بيترز إلى أن التعرض لمستوى 45 ديسيبل من ضوضاء الطائرات يمكن أن يحدث عند مسافة 22 ميلاً من مطار رئيسي.
ومن جانبه، قال ماثيو بوزجار، أستاذ مساعد في علم الأوبئة في جامعة ولاية أوريغون: "أظهرت الأبحاث السابقة أن ضجيج الطائرات يمكن أن يزيد من استجابات التوتر ويزعج النوم، ولكن هناك أدلة متضاربة حول وجود أي روابط مع مؤشر كتلة الجسم". وأضاف بوزجار أن النتائج الجديدة تؤكد دور البيئة في خطر إصابة الشخص بالأمراض المزمنة.
وأضاف أن السمنة قد أصبحت موصومة، ولكن من المهم أن نتذكر أنها مرتبطة بنتائج صحية سيئة للقلب والأوعية الدموية وأن لها دوافع بيئية قوية. وقال: "هذا أمر محبط ولكنه واعد بمعنى أنه يمكننا سن سياسات للتخفيف من هذه العوامل المسببة للسمنة".
العيش بالقرب من المطارات
أما بالنسبة للدراسة، فقد قام الباحثون بفحص التعرض لضوضاء الطائرات ومؤشر كتلة الجسم المبلغ عنه ذاتيًا والخصائص الفردية الأخرى بين ما يقرب من 75 ألف مشارك يعيشون بالقرب من حوالي 90 من المطارات الأمريكية الرئيسية.
وقام الفريق بفحص مستويات ضوضاء الطائرات كل خمس سنوات من عام 1995 إلى عام 2010، باستخدام تقدير مستوى الضوضاء ليلًا ونهارًا (DNL) الذي يلتقط متوسط مستوى الضوضاء على مدار 24 ساعة ويطبق تعديلًا قدره 10 ديسيبل لضوضاء الطائرات التي تحدث ليلًا عندما تكون الضوضاء الخلفية منخفضة.
ورغم أن مؤشر كتلة الجسم لا يعتبر مقياسًا مثاليًا، إلا أن الارتباط المستقل والقوي بين التعرض لضوضاء الطائرات وارتفاع مؤشر كتلة الجسم الذي لاحظوه كان ملحوظ. كانت هناك أيضًا اختلافات إقليمية، حيث كانت الارتباطات أقوى بين المشاركين على الساحل الغربي وأولئك الذين يعيشون في بيئات قاحلة أو نائية.
يقول بيترز: "يمكننا فقط أن نفترض سبب رؤيتنا لهذه الاختلافات الإقليمية، ولكن أحد الأسباب قد يتعلق بعصر التنمية الإقليمية وخصائص البناء والمناخ، والتي قد تؤثر على عوامل مثل عمر السكن، والتصميم، ومستوى العزل".
كما أشار بيترز إلى أن الاختلافات الإقليمية في درجة الحرارة والرطوبة قد تؤثر على سلوكيات مثل فتح النوافذ، مما يجعل المشاركين الذين يعيشون في الغرب أكثر تعرضًا لضوضاء الطائرات بسبب النوافذ المفتوحة أو نوع السكن، مما يسمح لمزيد من الضوضاء بالاختراق.
ضجيج الطائرات والعدالة البيئية
في الأبحاث المستقبلية، يأمل بيترز في دراسة عدم المساواة على نطاق أوسع في التعرض للضوضاء البيئية، خاصة بين المجموعات السكانية الأخرى. حيث تشير البيانات السابقة إلى أن السكان السود، واللاتينيين، وذوي الدخل المنخفض يتعرضون بشكل غير متناسب لضوضاء الطائرات.
كما قال بوزجار: "نحن بحاجة إلى دراسة الآثار الصحية المحتملة للظلم البيئي في التعرض لضوضاء وسائل النقل إلى جانب الدوافع البيئية الأخرى التي تؤدي إلى نتائج صحية سيئة". وأضاف: "هناك الكثير مما يجب اكتشافه، لكن هذه الدراسة تضيف دليلاً إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الضوضاء تؤثر سلبًا على الصحة".
وفي الوقت الحالي، يشير بيترز إلى أنه يمكن للمقيمين الذين يشعرون بالانزعاج من ضجيج الطائرات أن يثقفوا أنفسهم من خلال المعلومات المتاحة لدى إدارة الطيران الفيدرالية وتقديم شكوى إذا لزم الأمر. ويدعو إلى ضرورة أن ينظر المشرعون في الآثار الصحية للضوضاء البيئية.
كما يدعو إلى النظر في الجهود المبذولة لتقليل الضوضاء التي تسببها الطائرات، وأين ومتى تحلق الطائرات، وتوسيع برامج الحد من الضوضاء، مع مراعاة الاعتبارات الوطنية والدولية بشأن قدرتنا على السفر والحصول على السلع والخدمات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.