تريند 🔥

🤖 AI

علماء ينجحون في تحديد المصدر المحتمل للتأتأة في الدماغ!

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

3 د

حدد العلماء شبكة معينة من الخلايا العصبية التي تربط ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ (اللوزة الدماغية، البطامة، والعائق) قد تكون مسؤولة عن التأتأة.

التأتأة هي اضطراب في النطق يؤثر على حوالي 1% من البالغين وما بين 5% و10% من الأطفال، مما يسبب تكرار أو إطالة الأصوات والمقاطع والكلمات بشكل لا إرادي ويؤدي إلى صعوبات في التواصل والقلق الاجتماعي.

يمكن أن يساعد فهم أسباب التأتأة في تطوير علاجات مستهدفة جديدة، مثل تحفيز الدماغ الكهربائي، الذي قد يقدم حلولًا بديلة للمرضى الذين لا يستفيدون من العلاجات الحالية.

نجح العلماء في تحديد الشبكة الدماغية المسؤولة عن التأتأة، بناءً على فحوصات الدماغ، وقد تم نشر ذلك في بحث نُشر في 27 مايو في مجلة "Brain".

يشير البحث إلى أن التأتأة قد تكون ناجمة عن خلل في شبكة معينة من الخلايا العصبية التي تربط ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ: اللوزة الدماغية "amygdala"، والبطامة "putamen"، والعائق "claustrum". حيث تساهم هذه المناطق في تنظيم العواطف، والتحكم في الحركات، ونقل المعلومات بين مناطق مختلفة من الدماغ.

ومن جهته، صرح الدكتور جوهو جوتسا، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ علم الأعصاب بجامعة توركو في فنلندا، بأن فهم أسباب التأتأة قد يساعد في تطوير علاجات جديدة مستهدفة لهذه الحالة. قد تشمل هذه العلاجات استخدام تحفيز الدماغ الكهربائي، الذي يتضمن وضع أقطاب كهربائية على رأس المريض أو داخله لتوصيل نبضات كهربائية إلى مناطق محددة في الدماغ في أوقات معينة.

ويعد التلعثم أو التأتأة هو اضطراب في النطق يصيب حوالي 1% من البالغين وما بين 5% و10% من الأطفال. يؤدي هذا الاضطراب إلى تكرار أو إطالة بعض الأصوات والمقاطع والكلمات بشكل لا إرادي أثناء التحدث، مما قد يسبب صعوبة في التواصل ويساهم في القلق الاجتماعي. كما أن هناك نوعان رئيسيان من التأتأة: التأتأة النمائية التي تظهر في مرحلة الطفولة وتختفي في معظم الحالات قبل سن 18 عامًا، والشكل المكتسب الأقل شيوعًا الذي يمكن أن يحدث بعد إصابة الدماغ، مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون.

عادةً ما يتم علاج التأتأة باستخدام علاج النطق، لكن فوائده لا تدوم دائمًا، ولا توجد حاليًا أدوية فعالة لعلاج هذه الحالة. فحتى الآن، لم يتمكن العلماء من تحديد مكان نشوء التلعثم في الدماغ، مما حد من قدرتهم على تطوير علاجات بديلة.

وبحثًا عن إجابات، بدأ الدكتور جوتسا وزملاؤه بدراسة تقارير الحالات الطبية لـ 20 شخصًا بدأوا في التأتأة بعد إصابتهم بسكتة دماغية، وقارنوا هذه التقارير بتلك الخاصة بحوالي 170 مريضًا بالسكتة الدماغية في مستشفى جامعة توركو في فنلندا الذين لم يصابوا بالتأتأة. وقد وجد الفريق أن الضرر الناجم عن السكتات الدماغية لدى أولئك الذين بدأوا في التأتأة ظهر في أجزاء مختلفة من الدماغ، ولكن جميعها تتجمع في نفس شبكة الدماغ. أما الذين لم يصابوا بالتأتأة فلم يظهروا هذا النمط.

أكد الفريق نفس النمط من خلال تجربة منفصلة استخدموا فيها التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمسح أدمغة 20 شخصًا أصيبوا بالتأتأة بعد السكتة الدماغية. ولتحديد ما إذا كانت شبكة الدماغ هذه مسؤولة عن جميع أنواع التأتأة، قام الفريق أيضًا بتصوير أدمغة 20 شخصًا بالغًا يعانون من التلعثم في النمو. إلى جانب مسح أدمغة المشاركين، قام الباحثون بتقييم شدة أعراض التأتأة لديهم من خلال محادثات مسجلة بالفيديو واستبيان ملأه المشاركون.

وقد أظهرت النتائج أنماطًا تتعلق بكيفية ارتباط شدة أعراض المشاركين ببنية المادة الرمادية لديهم، التي تشمل الأجسام الرئيسية للخلايا العصبية. حيث أظهر الأشخاص الذين تأثروا بشدة بالتأتأة حجمًا أكبر من المادة الرمادية في نفس شبكة الدماغ المرتبطة بالتأتأة بعد السكتة الدماغية. وكان هذا الارتباط ثابتًا، فكلما زاد حجم المادة الرمادية في الشبكة، زادت خطورة التأتأة.

ذو صلة

تشير هذه النتائج مجتمعة إلى وجود شبكة دماغية مشتركة تكمن وراء التأتأة بغض النظر عن السبب الأصلي. قال الدكتور جوتسا إن هذا يفتح إمكانية استهداف هذه الشبكة لعلاج التأتأة. يُستخدم تحفيز الدماغ الكهربائي بالفعل لعلاج اضطرابات مختلفة، مثل اضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب، ومرض باركنسون، والرعاش مجهول السبب، ويتم اختباره حاليًا لعلاج حالات عصبية إضافية، مثل إصابات الدماغ المؤلمة.

ومن جانبها، قالت كاثرين ثيس، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم النفس المساعدة بجامعة كانتربري في نيوزيلندا: "إن النتائج الجديدة يمكن أن تساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن العلاجات المناسبة لكل مريض". ومع ذلك، أكد الدكتور جوتسا أن هناك "طريقًا طويلًا أمامنا"، وقد يستغرق الأمر سنوات حتى تتحقق هذه الرؤية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة